الشركات تحاول التغلب على مشكلة ضعف البطارية من خلال تزويد الهواتف ببطاريات أكثر قوة. إي.بي.إيه

مستهلكون يطالبون شركات هواتف ذكية بحلّ مشكلة ضعف البطاريات

شكا مستهلكون من ضعف بطاريات هواتفهم الذكية، لافتين إلى أن تلك المشكلة أضحت تمثل ازعاجاً دائماً لهم، ما يجعل الاعتماد على تلك الهواتف في بعض الأحيان غير عملي في ظل شحنها مرتين أو ثلاث مرات يومياً، مطالبين الشركات المصنعة بضرورة حل المشكلة لضمان عمر تشغيلي أفضل للبطارية.فيما أقر فيه مسؤولان في شركتين منتجتين للهواتف بوجود المشكلة، مشيرَيْن إلى أن الشركات تحاول التغلب عليها من خلال تزويد الهواتف ببطاريات أكثر قوة، مع إمكانية شحنها عبر وصلات «يو.إس.بي» من جهاز الكمبيوتر.

شكاوى مستهلكين

وتفصيلاً، قال المستهلك رامي مختار، إن ضعف بطارية الهاتف الذكي الخاص به، يجعل من استخدامه غير عملي، خصوصاً أنه يضطر إلى حمل الشاحن بشكل مستمر، مشيراً إلى أنه يعيد شحن هاتفه ثلاث مرات يومياً، على الرغم من كونه واحداً من أحدث الطرز في السوق.

من جهته، قال المستهلك ابراهيم محمد، إنه يضطر إلى استخدام هاتفين لتفادي مشكلة نفاد شحن بطارية هاتفه الذكي بسرعة، الذي كان يضعه في مواقف محرجة.

واتفق معه في الرأي المستهلك هشام عبد المقصود، قائلاً إن ضعف بطارية هاتفه جعلته يبحث عن تحديث لأنظمة التشغيل للهاتف على مواقع متخصصة على الإنترنت، للمساعدة في توفير طاقة الهاتف، أو شراء بطاريات إضافية، مطالباً الشركات المنتجة بإعطاء النواحي التقنية في الأجهزة الاهتمام نفسه الممنوح للشكل والتصميم.

من جانبه، قال المستهلك مدحت عبدالرحيم، إن مشكلة ضعف البطاريات في الهواتف الذكية تقلل من اعتماديتها في الاستخدام اليومي، على الرغم من كم البرامج والتطبيقات الهائلة الذي تحويه، موضحاً أنه يبقي هاتفه متصلاً بالكمبيوتر عبر كابل «يو.إس.بي» أثناء وجوده في العمل، تفادياً لنفاد بطارية الهاتف.

بدوره، أشار المستهلك معتز محمد، إلى أن مشكلة ضعف بطارية الهاتف الذكي الخاص به بشكل سريع تجعله يضطر إلى حمل الأرقام الهاتفية المهمة التي يحتاج إليها في ورقة اضافية معه، مقترحاً على الشركات المنتجة إصدار انظمة تحديث جديدة للهواتف تضيف خصائص أكبر لتوفير الطاقة.

عوامل استهلاك البطارية

مدير التسويق والمبيعات الإقليمي في شركة «سامسونغ الخليج للإلكترونيات»، أشرف فواخرجي، أرجع سرعة استهلاك البطاريات في الهواتف الذكية إلى عوامل عدة، منها: زيادة عمليات الاستهلاك بسبب التواصل مع الإنترنت ونقل البيانات، إضافة إلى تعدد التطبيقات النشطة في الهاتف، التي تستخدم من قبل المستخدمين في وقت واحد، وعمليات البحث عن شبكات إنترنت أو اشارات شبكات اتصالات».

وأضاف أن «الشركة حاولت التغلب على المشكلة، من خلال زيادة قوة بطاريات الهواتف، لتبلغ في معظم الهواتف الحديثة للشركة 1650 أمبير، مقارنة ببطاريات سابقة تراوح قوتها بين 1400 و1500 أمبير، إضافة إلى طرح شاشات تستخدم تقنيات (سوبر اموليد) التي توفر في عمليات استهلاك طاقة البطارية، وتمنح الشاشات وضوحاً قوياً».

نصائح

نصح الخبير التقني مدير شركة «ازتك» للاستشارات، الدكتور معتز كوكش المستخدمين بضرورة الدخول إلى خاصية «ضبط الطاقة»، التي يغفلها معظمهم، إضافة إلى تشغيل تقنيتي «البلوتوث» و«واي فاي» عند الضرورة أو الحاجة إليهما فقط، وليس بشكل مستمر.

ودعا كذلك إلى عدم استخدام «ثري جي» إلا عند الحاجة اليها، وعدم الإسراف في تشغيل تطبيقات تستهلك البطارية بشكل كبير، والاستفسار عند الشراء عن عمر البطارية ومواصفاتها للمقارنة بين الهواتف المختلفة.

وأشار إلى أن «خطط زيادة سعة البطاريات في الشركة شملت المنتجات الحديثة لأجهزة تابليت (غالاكسي 2)، لتتحمل فترة يومين من التشغيل والاستخدام للبرامج المختلفة على الجهاز»، مؤكداً أن المشكلة لم تؤثر سلباً في حجم المبيعات في أسواق المنطقة.

وصلة «يو.إس.بي»

بدوره، قال مدير تسويق الأعمال للوحدات في منطقة الشرق الأوسط في شركة «سوني إريكسون»، عزت كيتانة، إن «الشركة حاولت التغلب على المشكلة عبر وصلة (يو.إس.بي) التي تتيح شحن الهاتف في أي وقت أو مكان عبر أجهزة الكمبيوتر وليس الكهرباء فقط»، موضحاً أن «من الطبيعي أن يكون عمر بطاريات الهواتف الذكية أقل، مقارنة بالتقليدية، نظراً لكثرة استخدام التطبيقات، والتواصل المستمر للبحث عن شبكات الإنترنت اللاسلكية، التي تستهلك البطاريات بشكل كبير».

أولوية

أما الخبير التقني مدير شركة «ازتك» للاستشارات، الدكتور معتز كوكش، فأفاد بأن «شركات تصنيع الهواتف اهتمت بالمنافسة السوقية لشكل منتجاتها على حساب الاهتمام بحل مشكلة ضعف بطارية الهاتف»، لافتاً إلى أن «خصائص الهواتف الذكية تستهلك طاقة أكبر، نظراً لاستخدام تقنية التواصل اللاسلكي مع شبكات الإنترنت (واي فاي)، إضافة إلى تقنية (البلوتوث)، وشاشات اللمس التي تستهلك بدورها طاقة البطاريات، بسبب الإضاءة المستمرة للشاشة، وزيادة درجة سطوعها».

وأكد أن «الشركات تجاهلت أولوية حل المشكلة بزيادة حجم وقوة البطارية التي تعمل بتقنيات (الليثيوم) بديلاً عن البطاريات القديمة التي كانت تستخدمها الهواتف التقليدية، والتي تستخدم مادة (الكاديوم)»، مضيفاً أن عدداً محدوداً من الشركات بدأ في إدراك ضرورة حل تلك المشكلة أخيراً.

الأكثر مشاركة