نقص التمويل أولى العــقبات أمام رجال أعمال لتوسعة شركاتهم
أجمع رجال أعمال محليون وأجانب على أن نقص التمويل يعد العقبة الأولى أمامهم في توسعة أعمالهم.
ففيما أكد رجال أعمال دوليون شاركوا في دراسة عالمية، أن العقبة الأكثر شيوعاً، التي تحول دون نموهم المستقبلي، تتمثل في نقص التمويل، أكد نظراؤهم المحليون أن نقص التمويل يؤرق كثيراً من رجال الأعمال، سواء الراغبين في بدء أنشطتهم الخاصة أو في تنمية وزيادة حجم شركاتهم، موضحين أن اتباع البنوك استراتيجية الإحجام والتوقف التام عن تقديم التسهيلات الائتمانية أدى إلى عدم ظهور رجل أعمال جدد، على الرغم من أن هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم أفكار عمل ممتازة من الممكن أن ترى النور لو توافر لها التمويل اللازم.
ونبه رجال الأعمال إلى أن هناك عدداً من الخصائص التي يجب أن تتوافر في رجال الأعمال الناجحين مثل امتلاك الرؤية، والقدرة على قيادة فريق العمل، والإخلاص، وكذا القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، خصوصاً في أوقات الأزمات.
وأشاروا إلى أن أهم مصادر اكتساب الخبرة تتمثل في التعليم العالي في البداية، ثم صقل المهارات بالخبرة العملية، سـواء عن طريق الأسـرة أو العـمل مـوظفين سابقين في شـركـات أخـرى، أو الاستعانـة بالمسـتشارين وذوي الخـبرات.
تنويع الأنشطة قال رجل الأعمال ورئيس مجموعة «مشاهد الدولية»، محمد سعيد العولقي، إن «تنويع الأنشطة وعدم الاكتفاء بإطلاق عمل تجاري واحد، مكن رجال أعمال عديدين من تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية وتقليل آثارها السلبية في شركاتهم». وقال إن «مجموعة (مشاهد)، حرصت على تنويع أنشطتها، إذ تتكون من سبع شركات استثمارية تعمل في مجالات عدة». وأضاف أن «اقتحام رجل الأعمال الحياة العملية في سن مبكرة أفضل، لأنه يكون أكثر قدرة على التعلم، كما أنه يكون أكثر قدرة على الصمود أمام الصعوبات والتحديات التي تواجهه في بداية عمله الخاص». |
خصائص الناجحين
وتفصيلاً، رصدت دراسة صادرة عن شركة «إرنست آند يونغ»، بعنوان «طبيعة أم تنشئة»، عدداً من الخصائص التي يجب أن تتوافر في رجال الأعمال الناجحين، إذ استطلعت آراء 685 رجل أعمال حول العالم عن أهم ثلاثة خصائص لرجال الأعمال الرائدين، فأجاب أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في الدراسة بأنها «امتلاك الرؤية»، فيما أجاب 73٪ بأنها «العاطفة»، وأجاب 64٪ بأنها «القيادة».
وأكد 33٪ من رجال الأعمال أن أهم الخصائص التي يجب أن تتوافر في رجل الأعمال الناجح هي «المرونة»، وذكر 18٪ أنها «التركيز على الجودة»، فيما حدد 14٪ من رجال الأعمال «الإخلاص»، وهي النسبة الأقل.
وأوضحت الدراسة، التي تضمنت مقابلات متعمقة مع الفائزين بجائزة رجل أعمال العام، أن الكثير من رجال الأعمال بدأوا أعمالهم في سن مبكرة، إلا أن 45٪ من الخاضعين للدراسة ذكروا أنهم لم يبدؤوا أعمالهم قبل سن الثلاثين، كما أن نسبة تقارب 60٪ وصفوا أنفسهم برجال الأعمال «الانتقاليين»، إذ سبق لهم أن عملوا موظفين ضمن شركة قبل المضي في عملهم الخاص.
وأشارت إلى أن نجاح رجال الأعمال تتم صناعته ولا يولد مع الشخص بالفطرة، فعند سؤال رجال الأعمال عن المصدر الذي تلقوا منه تعليمهم وخبرتهم في ما يتعلق بمهنتهم، ذكر العدد الأكبر (تعادل نسبتهم الثلث) أن الفضل يعود إلى خبرتهم كموظفين سابقين، فيما عزت نسبة 30٪ الفضل إلى التعليم العالي، واستعان 26٪ بالمستشارين والمرشدين.
وقالت الدراسة إن معظم رجال الأعمال يعتبرون إطلاق عمل تجاري واحد مغامرة غير كافية، إذ أكد 60٪ منهم تأسيسهم ثلاث شركات أو أكثر منذ بدء الحياة العملية حتى الآن، وبدأ 20٪ بست شركات أو أكثر، وقام 10٪ منهم بتأسيس أكثر من 10 شركات في مهنتهم، لافتة إلى أن مشكلات التمويل وتوظيف الأشخاص وعدم الدراية ببعض الأمور تمثل أهم العقبات التي تحول دون نجاح رجال الأعمال، إذ أشار 33٪ إلى أن العقبة الأكثر شيوعاً، التي تحول دون النمو المستقبلي، تتمثل أولاً في نقص التمويل، تليها عقبات مثل صعوبة توظيف الأشخاص الأكفاء ذوي الخبرات المناسبة، ثم عدم الدراية ببعض الأمور الخاصة بالعمل.
مقومات النجاح
إلى ذلك، يرى نائب الرئيس التنفيذي لشركة «أكسيوم تليكوم»، فهد البناي، أن «رجل الأعمال لن ينجح إذا لم تتوافر فيه ثلاث خصائص أساسية، هي: حُب العمل، بمعنى اختيار مجال العمل الذي يوافق رغباته وشغفه، والقدرة على اتخاذ القرار، خصوصاً في الأوقات الصعبة، وأخيراً أن يكون قدوة للعاملين معه من ناحية الالتزام والإخلاص وأداء المهام بأفضل طريقة ممكنة».
وقال إن «من العوامل المهمة للنجاح صقل الدراسة بالخبرة العملية، التي تعد المصدر الرئيـس لاكـتساب الخـبرة في العمل والقدرة على النجاح»، لافـتاً إلى أن «بـدء العمـل في سن مبكـرة أمر مفضـل».
وأكد البناي أن «تنويع الأنشطة ضرورة لرجل الأعمال، لكن بشروط، منها: أن يتوافر لديه الوقت الكافي، وأن تكون الشركة وصلت إلى مرحلة متقدمة من النمو، ما يحد من فرص توسعها في المستقبل، فضلاً عن إمكانية أن يكون التنويع في مجال أو قطاع مختلف جديد، حتى إن لم تتوافر الخبرة الكافية بهذا القطاع، لأن الخبرة الإدارية التي اكتسبها رجل الأعمال ستكون في هذه الحالة كافية للنجاح».
وأشار إلى أن «المنافسة الشرسة تعد من أهم الصعوبات التي تواجه رجل الأعمال في البداية، خصوصاً أنه إذا أسس شركة جديدة سيواجه شركات كبيرة موجودة بالفعل ولديها حصة فعلية في السوق، أي سيكون عليه أن ينتزع حصة سوقية لشركته»، لافتاً إلى ضرورة أن يجد رجل الأعمال الراغب في اقتحام العمل العوامل التي تميز شركته ومنتجاته عن الآخرين قبل اقتحام المنافسة».
ونبه البناي إلى أن «نقص التمويل يؤرق كثيراً من رجال الأعمال، سواء الراغبين في بدء أنشطتهم الخاصة، أو في نمو وزيادة حجم شركاتهم».
وبين أن «هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم أفكار عمل ممتازة، لكنهم يعانون نقص التمويل، خصوصاً في السنوات الماضية، إذ أصبح نقص التمويل أكثر العوامل التي تحد من نمو الشركات»، موضحاً أن «من الصعوبات الأخرى عدم القدرة على وضع استراتيجية خاصة تميز الشركة (حتى وإن توافر التمويل)، لأن رجل الأعمال في هذه الحالة غير قادر على المنافسة، على الرغم من كبر حجم السوق».
صعوبات
من جهته، حدد رئيس مجلس إدارة شركة «خيول للاستثمار»، المهندس فهد النقبي، أهم الصعوبات التي تواجه رجل الأعمال في بداية عمله، التي تحول دون استمراره أو تحول دون توسع شركاته، بأنها «المعوقات الإدارية، الروتين الإداري، عدم تماشي القوانين والتشريعات وتباطؤ تطورها بما يواكب تطور مجالات الأعمال بالسرعة المطلوبة، فضلاً عن نقـص الكوادر المؤهلـة المتخصـصة ذات الكفـاءة».
وأكد أن «من الصعوبات الأخرى التي تواجه رجل الأعمال، المعوقات البنكية وتحديد التسهيلات الائتمانية، ما يجعل البنوك تعزف عن دعم رجال الأعمال واستثماراتهم، خصوصاً بعد أن انتهجت استراتيجية الإحجام والتوقف التام في بعض المراحل عن تقديم الدعم لرجال الأعمال، وكذا لأي نوع من المشروعات المطروحة من قبلهم».
وأضاف أن «أهم الخصائص التي تعد ضرورة لنجاح رجل الأعمال هي المستوى التعليمي العالي، والمعرفة، بمعنى سعة الاطلاع وتوافر الثقافة العامة، وأيضاً الخبرة التي تكتسب وتتطور مع الوقت ولا تقف عند حد».
واتفق النقبي مع اعتبار معظم رجال الأعمال المشاركين في دراسة «إرنست آند يونغ» إطلاق عمل تجاري واحد مغامرة غير كافية.
وأكد أن «تنويع الأنشطة يعد من الضروريات، بل أصبح من الحقائق وكذا من أهم الاستراتيجيات المتبعة بعد الأزمة المالية العالمية».
وقال إن «تنوع الأنشطة يجب أن يكون على أساس النوع وليس الكم، بمعنى أن ينوع رجل الأعمال أنشطة شركاته ضمن النطاق والتخصص الذي لديه خبرة فيه، وبحيث يكون في أنشطة في مجالات مطلوبة في كل الأوقات والظروف ومستمرة، من دون النظر إلى الأرباح والعوائد الضخمة فقط».