المطوّع.. سفيراً لخدمة الزراعة والثروة السمكية
جنّد المواطن حمد عبدالله المطوع نفسه لخدمة وطنه عبر القيام بجهود دبلوماسية تطوعية استمرت زهاء 20 عاماً، وأثمرت عن نتائج رائعة تمثلت في إرساء علاقات صداقة شعبية بين بلاده الإمارات واليابان، ما أتاح الفرصة لنقل الخبرات والتجارب اليابانية، وترجمتها إلى مشروعات مشتركة مهمة في مجالات الزراعة والثروة السمكية، ونتيجة لجهوده فقد حظي المطوع، باحترام وتقدير الحكومة والشعب اليابانيين، الذي تجسد في تقليده وسام «الشمس المشرقة» الذي يعد واحداً من أرفع الأوسمة اليابانية، وذلك في حفل أقيم في فندق القلعة الحمراء بحضور سموّ الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، وقنصل عام اليابان تاكاشي أشيكي، لينضم المطوع بذلك إلى قائمة الحاصلين على هذا الوسام، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وخمسة مواطنين آخرين، هم مانع سعيد العتيبة وزير النفط والموارد المعدنية السابق، وماجد الفطيم القنصل العام الفخري لليابان، وإبراهيم السيد شرف، وعبدالله بن محمد المسعود ممثل أبوظبي في جمعية الإمارات واليابان.
وبحسب المطوع، وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية السابق، فإن حصوله على الوسام، لم يكن بدافع طموح شخصي فحسب، وإنما هو ثمرة مسعى دؤوب هدف في المقام الأول، إلى تعزيز مكانة الوطن وأبنائه مع دولة صديقة هي اليابان، التي تحتل مكانة مرموقة على خريطة العالم.
وقال المطوع : «البداية الأولى لعلاقاتي مع اليابان جاءت عندما كنت وكيلاً لوزارة الزراعة والثروة السمكية، إذ سافرت ثماني مرات إلى طوكيو، ليس بدافع السياحة والترفيه، وإنما كانت تتملكني الرغبة الجامحة في التعرف إلى التكنولوجيا العصرية المتطورة جداً، والتي مكنت اليابان من التغلب على الكثير من مصاعب الحياة، وقفزت بها لتكون في صدارة الأمم».
وتابع: «بالطبع كان اهتمامي كله منصباً بصورة أساسية على ما يقع ضمن دائرة اختصاصي، وهما الزراعة والثروة السمكية، لذلك أول ما لفت انتباهي هو ما تقوم به اليابان في مجال تربية الثروة السمكية، حيث تستصحب في هذا المجال تقنية عصرية متطورة، وذات نتائج مضمونة، إذ تعالج المشكلات الناجمة عن استنزاف الثروة السمكية، وهذا بالضبط ما كنا نعاني منه، نتيجة لاستخدام طرق الصيد الجائر، لذلك لم أتردد مطلقاً في السعي حثيثاً لنقل تلك التجارب إلى وطني، وقد شجعني تعاون الجهات المعنية في اليابان، التي تعاملت معنا بكرم منقطع النظير، إذ تم تزويدنا بالخبراء والتقنية، ونتيجة لذلك التعاون أنشأنا أحدث مركز للأبحاث السمكية في أم القيوين، يضم العديد من الأقسام المتخصصة لتنفيذ الأبحاث العلمية النظرية والعملية، إضافة إلى استزراع ملايين الأسماك الصغيرة، بهدف نشرها في الخيران، من أجل زيادة المخزون السمكي، ونتيجة لتلك الجهود، فقد باتت الثروة السمكية في بلادنا في مأمن من الأخطار التي تتهدد وجودها».
أما في ما يتعلق بالقطاع الزراعي، فقد حرص المطوع على نقل تجربة اليابان المهمة في مجال استخدام الطاقة الشمسية، بهدف المساعدة على توفير مصادر جديدة لمياه الري، لافتاً إلى أن التجربة التي تتخذ من محطة الحمرانية للأبحاث الزراعية في رأس الخيمة مقراً لها، تبشر بنجاحات مهمة، حيث أمكن رصد نتائج إيجابية مهمة في مجال الري، بلغت ذروتها عند استخدام ما يعرف بالأصداف (المحار) في منطقة الرمس، بتوفيرها كميات من المياه الصالحة للري بنسبة تفوق 50٪، ما يعني إمكانية التغلب على مشكلات مياه الري في الإمارات، خصوصاً المتعلقة بشح المياه وارتفاع نسبة ملوحة التربة. ويعد المطوع إلى جانب ما حقق من الجهود مع اليابان أحد أعمدة العمل الاجتماعي والاقتصادي المهمة في رأس الخيمة، وهو يتولى مهام عدة في العديد من الشركات والبنوك، والجمعيات الخيرية، كما خدم النشاط الكشفي أكثر من نصف قرن.
ومضى المطوع في علاقاته مع اليابان إلى أبعد ما يكون حين وضع مزرعته الخاصة تحت تصرف جامعة فكوي اليابانية لتستخدمها في إجراء أبحاث علمية مستوحاة من ظروف ومكونات البيئة الإماراتية ونتيجة لذلك تبتعث الجامعة 10 من طلابها سنوياً إلى مزرعة المطوع في رأس الخيمة لتنفيذ العديد من التجارب البحثية. كما نجح قبل تسعة أعوام في توطيد العلاقة بين جامعتي الاتحاد في رأس الخيمة، وفكوي اليابانية، إذ وقعتا على اتفاقية مكنتهما من القيام بنوع من التبادل الأكاديمي.