«ساكسو بنك»: ندرة القهوة في أوروبا رفع قيمتها

أسعار الحبوب ترتفع عالمياً خلال أغسطس بسبب الجفاف

أفاد التقرير الأسبوعي لـ«ساكسو بنك»، بأن أسعار القمح والذرة وفول الصويا واصلت الارتفاع خلال الشهر الماضي بنسبة بلغت 10.7 ٪، وذلك على خلفية استمرار التدهور في التوقعـات حول إنتـاج العام من هذه المحاصيل؛ فأثارت الحرارة والجفاف في مناطق الإنتاج الرئيسة حالة من الفوضى أدت إلى إرباك التوقعات.

وقال التقرير الذي جاء تحت عنوان «تقييم أداء السلع خلال شهر أغسطس»، وشمل تقييم أسعار الحبوب والذهب والطاقة، إن سعر فول الصويا المنتج بلغ في نوفمبر الماضي مستوى جديداً من الارتفاع بعد فترة من التداول على كلا الجانبين استمرت سبعة أشهر، مشيرا إلى ان أسعار القمح انتعشت بشدة كأثر جانبي لارتفاع أسعار الذرة، على الرغم من استمرار الصادرات الروسية القوية التي أسهمت في رفع مستوى التنافسية في السوق العالمية.

فيما أشار التقرير إلى ان حبوب القهوة شهدت ارتفاعًا قويًا خلال شهر أغسطس الماضي، بعد ان أثارت موجة عامة من ندرتها أمام محمصي القهوة في أوروبا، لافتا إلى ان اضطرابات السوق خلفت آثارًا في أسعار السلع.

وقال ان البرازيل أكبر منتج في العالم لبن أرابيكا عالي الجودة، شهدت درجات حرارة في مناطق الإنتاج أعلى بكثير من المستويات العادية، ما قد يتسبب في إحداث أضرار الصقيع، بينما من المحتمل أن تتجه فيتنام، وهي أكبر منتج في العالم لأصناف روبوسـتا، نحو حصاد غزير قد يصل إلى مستويـات قياسية، موضحا ان أسعار حبوب القهوة ستشهد استقـرارًا عنـد بدء توريد الإنتاج الجـديد إلى محمصي البن خلال الأشهر المقبلة، وبالتالي فإن الآمال بتحقيق مزيد من النشاط في الاتجاه الصعودي تبدو محدودة.

وأوضح التقرير ان الذهب جذب معظم عناوين الصحف الشهر الماضي، إذ تحرك السهم نحو الأعلى طوال السنة بسرعة ونشاط، محققُا عائدًا في شهر واحد تجاوز 12٪، منتقلاً خلال هذه الفترة ليقترب من حد الـ2000 دولار للأوقية، وقد انخفضت العملات التي تشكل ملاذًا آمنًا للمستثمرين خلال أغسطس من ثلاثة إلى واحد.

فيما واصلت أسواق النفط الانتعاش بقوة في أغسطس الماضي خصوصًا مع عودة تحرك مزيج برنت في الاتجاه الصعودي، متجهًا نحو الحد الأعلى من نطاق أسعار التداول فيه طوال هذا الشـهر، وقال التقرير ان شهر أغسطس شهد كثيرًا من التقلـبات الخطيرة التي أثرت أيضًا في تأرجح الأسعار التي تم التداول على أساسها في قطاع الطاقة، في ظل حالة من النفور من المجازفة سـادت في وقت مبكر مـن الشهـر وأدت إلى عمليات بيع كبيرة على انخفاض، ما سـاعد مزيج برنـت على وجـه الخصـوص في تحقيق انتعـاش والعـودة إلى حـالة الثبات.

وأشار التقرير في هذا الصدد إلى ان النفط الليبي سيباشر بالتدفق خلال فترة قصيرة، ولو بكميات صغيرة، لكن حتى هذا الوقت كان الأثر الناجم عن وقف توريد النفط الليبي محدودًا في الأسعار، إذ تمحورت تخوفات التجار حول الاختناقات الناجمة عن مشكلات الإنتاج في أكبر حقل إنتاج للمملكة المتحدة في بحر الشمال. وفي الوقت نفسه قد تزيد احتمالات فرض العقوبات على سورية، من جانب الاتحاد الأوروبي من تأزم الوضع بالنسبة لمصافي النفط الأوروبية التي صارعت أصلاً من أجل العثور على إمدادات بعد خسارة النفط الليبي عالي الجودة.

وفي الوقت الذي شهد فيه سعر خام برنت اضطرابات بسبب الاختناقات في الإنتاج، واصل خام غرب تكساس المتوسط معاناته في مواجهة الأزمة عن طريق تحقيق مستويات عالية في العرض في كوشينغ، وهي مركز التسليم الرئيس لخام غرب تكساس الوسيط. وقد تسبب ذلك في توجه معاكس تمامًا في منحنيات الأسعار الآجلة .

وخمدت حدة الارتفاعات الأخيرة في أسعار برنت لتقف عند حد يزيد قليلاً على مستوى 115 دولارًا للبرميل الواحد، أقل بثلاثة دولارات عن مستوى خط التوجه العام المقاوم للمستويين المرتفعين السابقين. على هذا الأساس نرى إمكانية محدودة لتحقيق مكاسب أخرى من ارتفاع الأسعار، مع احتمال تجدد ضعف سوق الأسهم الذي قد يؤدي للعودة إلى منتصف النطاق، الذي تمكن من تحقيقه بحدود 108 دولارات.

تويتر