« بوينغ » تتعاون مع «مصــــدر» و« الاتحاد للطـيران » لإنتاج وقود حيوي
كشفت شركة «بوينغ» الأميركية للطائرات التجارية، عن تعاون مشترك مع كلّ من معهد «مصدر» للعلوم والتكنولوجيا، وشركتي «الاتحاد للطيران»، و«هانيويل» لإنتاج الوقود الحيوي، من دون أن تحدد جدولاً زمنياً لاكتمال المشروع.
ولفتت إلى أن 1٪ من إجمالي الوقود الحيوي للطائرات سيأتي من مصادر حيوية بحلول عام ،2015 مؤكدة أن البحوث ستفضي إلى إنتاج وقود طائرات مستدام يكون بديلاً عملياً لوقود الطائرات التقليدي.
يشار إلى أن الوقود الحيوي هو طاقة مستمدة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية، وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، على خلاف غيره من الموارد الطبيعية مثل النفط، والفحم الحجري، والوقود الأحفوري والنووي. وبدأت دولٌ زراعة أنواع معينة من النباتات، لاستخدامها في مجال الوقود الحيوي، منها الذرة، وفول الصويا في الولايات المتحدة، واللفت في أوروبا، وقصب السكر في البرازيل، وزيت النخيل في جنوب شرق آسيا.
ويتم الحصول على الوقود الحيوي من التحليل الصناعي للمزروعات والفضلات، وبقايا الحيوانات التي يمكن إعادة استخدامها، مثل القش، والخشب، والسماد، وقشر الأرز، وتحلّل النفايات، ومخلفات الأغذية، التي يمكن تحويلها إلى غاز حيوي.
تعاون مشترك
وتفصيلاً، قال مدير استراتيجية الوقود الحيوي لشركة «بوينغ» للطائرات التجارية، دارين مورغان، إن «1٪ من إجمالي الوقود الحيوي للطائرات سيأتي من مصادر حيوية بحلول عام 2015»، لافتاً إلى أن «تحقيق النسبة هو التحدي الأصعب، إلا أنه بمجرد بلوغ هذا الهدف، ستتشكل صورة أكثر وضوحاً عن كيفية الوصول إلى نسبة 5 و10٪، أو أكثر». وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن «قطاع الطيران ملتزم بتحقيق نمو خالٍ من الكربون بحلول عام ،2020 وبالتالي فإن القطاع يحتاج إلى استثمار الوقت والجهد والأموال للتأكد من تحقيق الهدف»، مشيراً إلى أنه نظراً لارتباط نحو 80٪ من تكاليف الوقود الحيوي بإنتاج المواد الأولية، فإن خفض تلك التكاليف، سيسهم في خفض كلفة المنتج النهائي مع مرور الوقت.
وأوضح أن «(بوينغ) تتعاون مع كلّ من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وشركة الاتحاد للطيران، ووحدة (يو أو بي) التابعة لشركة (هانيويل)، لإنشاء (اتحاد بحوث الوقود الحيوي المستدام ــ إس بي آر سي)، في مشروع مشترك لإنتاج الوقود الحيوي»، لافتاً إلى أن «المشروع يتمتع بإمكانات كبيرة كفيلة بتحقيق فوائد بيئية كبيرة، إذ سيتم اللجوء إلى استخدام نظم زراعية متكاملة باستخدام المياه المالحة، لدعم تطوير وتسويق محصولات الوقود الحيوي، وغيرها من المنتجات المشتركة لقطاع الطيران».
وأفاد أن «من السابق لأوانه التنبؤ بالجدول الزمني الكامل لتنفيذ المشروع»، معرباً عن أمله في أن يتيح التوزيع التجاري للمنتج، إمكانية استخدام الوقود الحيوي المستدام في الطائرات التجارية على أساس روتيني في غضون ثلاث إلى خمس سنوات»، مبيناً أن «التركيز ينصب في هذه المرحلة على تحقيق الجدوى التجارية بحلول عام 2015».
الانبعاثات الغازية
حول أهمية إنتاج الوقود الحيوي وضرورته بعد الزيادة في أسعار الوقود الأحفوري، وإسهامه في خفض أسعار الوقود واستقرارها، نفى مورغان وجود علاقة تربط بين هذين النوعين من الوقود، قائلاً إن «الفائدة الأساسية من الوقود الحيوي المستدام، تكمن في قدرته على الحد من الانبعاث الغازية المسببة للاحتباس الحراري خلال دورة حياته، إضافة إلى دوره في تحسين الأداء البيئي للطائرات التجارية».
وأضاف أنه «عندما ننظر إلى التكاليف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية، جراء اعتماد قطاع الطيران كلياً على الوقود النفطي، تتضح لنا ضرورة إيجاد بديل آخر عنه»، مشيراً إلى أنه باعتبار قطاع الطيران يشكل جزءاً بسيطاً من استخدامات وقود النقل، فسيكون من الأسهل نسبياً تطوير كميات كافية من وقود الطائرات المستدام لتلبية احتياجات القطاع.
وتوقع أنه «بمجرد الانتهاء من تطوير الوقود الحيوي المستدام، ليصبح مجدياً تجارياً، سيتم تسعيره بمعدلات تنافس أسعار وقود الطائرات التقليدي»، مستدركاً أنه «كما هي الحال في أي مبادرة كبرى، فإنه يمكن أن يكون الأمر أكثر كلفة في البداية، إلا أن البحوث والتجارب ستفضي إلى إنتاج وقود طائرات مستدام يكون بديلاً عملياً، وبعيد الأمد لوقود الطائرات التقليدي».
وحول استخراج الوقود الحيوي، أوضح مورغان أن «النباتات والطحالب تمتص ثاني أوكسيد الكربون من الجو خلال عملية التمثيل الضوئي، وتقوم خلال ذلك بفصل الكربون والأوكسجين لاستخدامهما في عمليتي النمو والأيض، ليتم لاحقاً في مرحلة النضج حصاد الكتلة الحيوية، واستخراج الزيت النباتي، ثم إرساله إلى مصفاة لمعالجته، وتحويله إلى وقود طائرات حيوي.
وأضاف أنه «في وقت تُصدر فيه محركات الطائرات، التي تعمل باستخدام الوقود الحيوي المستدام فقط، كربوناً تمتصه النباتات التي تتحول بدورها إلى وقود، ما يسهم في تحسين الأداء البيئي، فإنه لا يمكن للوقود النفطي إعادة تدوير ثاني أوكسيد الكربون، بل يؤدي إلى إصدار كميات إضافية منه في الجو».