أرجعته إلى السوق والمنافسة

دراسة تتوقع انخفاض إيرادات الهاتف المحمول في الدولة

الدراسة تتوقع ارتفاع الاشتراكات بسبب تزايد السكان.تصوير: أشوك فيرما

توقعت دراسة حديثة أن تشهد إيرادات استخدام الهواتف النقالة ركوداً أو حتى انخفاضاً، بسبب تشبع السوق والمنافسة الشديدة بين شركتي الاتصالات في الدولة، إذ ستشتد حدتها خلال اطلاق خدمة تبادل أرقام الهاتف النقال بين الشركتين، التي تم تأجيلها بعد أن كان مقرراً إطلاقها في سبتمبر الماضي.

وقالت الدراسة التي أعدتها شركة الرمز للأوراق المالية، انه يتوقع أن يرتفع معدل الاشتراكات بسبب تزايد عدد السكان وتطور التقنيات الخاصة باستخدام الإنترنت عبر الهاتف الجوال، موضحة ان متوسط عوائد الهاتف النقال لكل مستخدم يمكن أن يتأثر بشدة لصالح عوائد خدمات الإنترنت والبيانات قد تصل لحد الانخفاض.

وأِشارت الدراسة إلى أن معدلات استخدام الهواتف النقالة على المستوى المحلي، تقدر بنسبة تزيد على 146٪ حتى يونيو الماضي، وهي من أعلى المعدلات على مستوى العالم، إلا أن الرقم يبدو غير دقيق، كونه يشتمل على مستخدمين غير نشطين.

وأوضحت الدراسة أن ميل مستهلكين إلى استخدام بطاقات (سيم) لأغراض متعددة تشمل كل متطلبات الحياة العصرية يعد عاملاً مساهماً رئيساً في الارتفاع غير العادي لمعدل استخدام الهواتف النقالة، إضافة إلى الاستخدام العالي للمقيمين المؤقتين مثل السياح ورجال الأعمال.

وتوضح الدراسة أن خدمات الهاتف النقال شكلت نسبة 56٪ من عوائد قطاع الاتصالات خلال العام الماضي، فيما شكلت الخدمات الأخرى مثل الإنترنت والبيانات 35٪ واتصالات الخطوط الثابتة 9٪، اذ كان متوسط حصص الإيرادات لخدمات الهاتف النقال والخدمات الأخرى وخدمات الهاتف الثابت خلال الفترة من 2005 حتى 2010 نحو 58.68٪ و26.42٪ و14.90٪ على التوالي.

وجاء انخفاض أسعار الخدمات نتيجة المنافسة القوية بين شركتي الاتصالات المحليتين «اتصالات» و«دو» في صالح المستهلكين، إضافة إلى الخصومات، وانطبق ذلك خصوصا على متوسط عوائد خدمات الهواتف النقالة لكل مستخدم، التي يبدو أنها ظلت مستقرة خلال السنوات الثلاث الماضية.

أما بالنسبة لانخفاض متوسط عوائد خدمات الهاتف الثابت لكل مستخدم فيمكن أن يعزى جزئياً إلى ارتفاع معدلات استخدام الهواتف النقالة بالمقارنة مع الخطوط التقليدية.

ويشهد المتوسط الإجمالي لعوائد الخطوط الثابتة انخفاضاً قبل عملية تقاسم البنية التحتية بين شركتي «اتصالات» و«دو»، المقررة أواخر هذا العام، اذ أسهم تفضيل المستهلكين استخدام الهواتف النقالة والاتصال الهاتفي عبر الإنترنت (VoIP)، بالإضافة إلى ارتفاع المنافسة بين الشركتين، في الضغط على هوامش الأرباح بسبب عروض التخفيض على الخدمات، ومن المتوقع أن يستمر الوضع تماشياً مع التوجهات الإقليمية والعالمية.

وحسب الدراسة فإن عدد مشتركي الإنترنت في الدولة بلغ 1.37 مليون مشترك مع نهاية العام الماضي، وهو ما يمثل معدل استخدام للإنترنت بنسبة 41.59٪، وبالتالي تتاح أمام شركتي «اتصالات» و«دو» فرص نمو متعددة يتخللها التنفيذ الوشيك لتقاسم البنية التحتية.

وتشير الدراسة إلى أن الاشتراك في خدمات الاتصال بالحزمة العريضة سينمو بحلول نهاية العام المقبل، اذ سيشكل المشتركون ما نسبته 57٪ من إجمالي عدد المشتركين، وذلك بفضل التطورات التي طرأت على الشبكة، والطفرة في استخدام الأجهزة الذكية والوسائط المتعددة.

وأفادت الدراسة أن تراجع كلفة الأجهزة الذكية زاد الإقبال على خدمات الإنترنت والبيانات، فوصل عدد المشتركين في خدمات البيانات خلال العام الماضي إلى أكثر من الضعف، مع تضمين خدمات الخطوط الافتراضية المؤجرة، كما يقود القطاع الحكومي والقطاع الخاص الطلب على خدمات البيانات التي تتيح لمؤسساتهما إجراء المعاملات الإلكترونية.

تويتر