نتيجة التراجع في الأسواق العالمية.. وتصريف كميات مخزنة قبل دخول الشتاء

سعر طن الحديد ينخفض 200 درهم

توقعات باستمرار تراجع أسعار الحديد خلال الفترة المقبلة. تصوير: تشاندرا بالان

قال مسؤولو شركات تجارة وتوريد مواد البناء في الدولة، إن سعر طن الحديد حقق انخفاضاً خلال اليومين الماضيين، بلغ مجمله 200 درهم، بعد معدلات تراجع تدريجية بدأت خلال الأيام العشرة الماضية، لافتين إلى أن سعر الحديد في منافذ البيع المحلية يراوح حالياً بين 2600 و2700 درهم للطن، مقارنة بأسعار سابقة راوحت بين 2800 و2875 درهماً للطن.

وأشاروا لـ«الإمارات اليوم» إلى أن الأسعار تتفاوت وفقاً لحجم الكميات الموردة وتعاقدات وتعاملات شركات المقاولات مع منافذ البيع، موضحين أن تراجع سعر الحديد التراجع الأكبر له منذ ما يتجاوز الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة بدء استقرار الأسواق العالمية مع اتجاه أغلب الوكلاء والموردين لتصريف الكميات المخزنة مع دخول موسم الشتاء الذي لا يحبذ فيه تخزين الحديد بكميات كبيرة خوفاً من تعرضه لمخاطر الصدأ والأمطار.

وأضافوا أن الانخفاضات دعمتها زيادة في عمليات التوريد لمختلف منتجات الحديد في السوق المحلية، خصوصاً التركي الذي كان يعاني عمليات شح كبيرة في توافره، موضحين أن الانخفاضات الأخيرة تعد بمثابة مؤشر إيجابي لقطاع الإنشاءات، وخصوصاً مع توقعات استمرار تراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وتفصيلاً قال رئيس شركة «أبناء الرحماني» عضو مجموعة الرحماني للتجارة العامة وتوريد مواد البناء، حمد الرحماني، إن سعر الحديد انخفض بمعدلات إجمالية تبلغ نحو 200 درهم، إذ بلغ سعر طن الحديد حاليا ما يراوح بين 2600 و2700 درهم مقارنة بأسعار سابقة يبلغ متوسطها 2850 درهماً، موضحاً أن أسعار الحديد في الأسواق تختلف وفقاً لتعاقدات شركات المقاولات مع الموردين وحجم الكميات الموردة وطرق الدفع.

وأشار إلى أن «سعر الحديد انخفض بتلك المعدلات، أخيراً، بعدما بدأت أسعاره تنخفض في الأسواق العالمية»، موضحا أن «هناك توقعات بانخفاض الأسعار تحت حدود 2600 درهم للطن خلال الشهرين المقبلين، وفقاً للمؤشرات الحالية، وهو ما يدعم فرص ظهور مشروعات حديثة في قطاع التشييد سواء للشركات أو المشروعات الخاصة بالأفراد». وقال مسؤول المبيعات في شركة «سرينا» لتجارة وتوريد مواد البناء، زهر الدين سليم، إن «أبرز الأسباب التي ساعدت في انخفاض أسعار الحديد يعود إلى استقرار السوق العالمية مع حالة التباطؤ الشديدة للمبيعات التي تشهدها أسواق توريد مواد البناء في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى لجوء الوكلاء والموردين الكبار لتصريف مخزون الحديد لديهم بضخ كميات أكبر ودعم انخفاض الأسعار، مع عدم تحبيذ عمليات تخزين الحديد بكميات كبيرة خلال موسم الشتاء تفادياً لمخاطر الصدأ والتعرض للأمطار، ما يجعله مخالفا للمقاييس ويتسبب في خسائر للموردين».

وأوضح أن معدلات الأسعار الأكثر انخفاضا منذ نحو ثلاثة أشهر تتركز في أسواق دبي والإمارات الشمالية بالنسبة للحديد أو مواد البناء، مع تعرضهما لحركة تراجع كبيرة في الإقبال على مواد البناء وضعف عدد المشروعات العقارية الجديدة التي يتم تنفيذها حالياً في تلك الأسواق، التي تشهد طلباً أكبر في مواد ومستلزمات الصيانة فقط، لافتاً إلى أن أسعار الحديد حققت أخيرا تراجعا يعد الأكبر لها منذ نحو ثلاثة أشهر.

وأكد إلى أن هناك تراجعاً في أسعار الأسمنت بشكل مواكب لأسعار الحديد، حيث بلغ سعر كيس الأسمنت في السوق نحو 11 درهماً، مقارنة بمعدلات أسعار خلال الشهر الماضي بما يراوح بين نحو 12.5 و13 درهماً.

ويوافقه في الرأي المدير التنفيذي في شركة «جيسكوم» للمقاولات العامة، أحمد عبدالعزيز، الذي أوضح أن لجوء موردين لتصريف مخزون الحديد خلال موسم الشتاء ساعد بشكل إيجابي على تخفيض الأسعار، مضيفاً أن الانخفاض الحالي لسعر الحديد الذي بلغ 2600 درهم للطن في السوق المحلية يعد بمثابة مؤشر إيجابي لقطاع المقاولات، بعدما كان سعر الحديد 2900 درهم للطن بمثابة عبء إضافي بجانب الأعباء التي يشهدها القطاع نتيجة الأزمة المالية، التي خفضت هوامش أرباح قطاع المقاولات.

واعتبر صاحب شركة «النصير» لتجارة مواد البناء شاهان نصير، أن الانخفاضات الأخيرة في أسعار الحديد تعد طبيعية في إطار مواكبة تراجع أسعاره في السوق العالمية وفي المنطقة، حيث شهدت أسعار الحديد تراجعا تدريجيا خلال الأسبوعين الماضيين، لافتاً إلى انه كانت هناك توقعات بعودة أسعار الحديد للانخفاض بعدما حقق ارتفاعات متتالية منذ بداية العام، بما لا يتناسب مع حجم العرض والطلب المحلي في قطاع الإنشاءات.

تويتر