مؤسسات مالية تتنافس على حصة من زيــادة الإنفاق في المطاعم
سعت مؤسسات مالية مصدّرة للبطاقات الائتمانية، إلى الاستفادة من زيادة إنفاق المستهلكين في الإمارات على تناول الوجبات في المطاعم، فأعلنت عن برامج لمكافآت فورية على الإنفاق في المطاعم، لاسيما أن دراسة حديثة لشركة «ماستركارد» أظهرت أن 66٪ من الذين زاروا مطاعم راقية في فنادق، و49٪ من المستهلكين الذين زاروا مطاعم راقية ومستقلة، استخدموا بطاقات الائتمان في دفع فواتيرهم.
وزادت بنوك ومؤسسات مالية تدريجياً من نسبة الحسومات التي تمنح للمتعاملين، مع ميزة الاسترداد نقداً لنسبة من القيمة الإجمالية لفاتورة الطعام، التي وصلت إلى 10٪ نقداً على جميع وجبات الطعام.
ووفقاً لاستطلاع «ماستركارد»، فإن معدل الإنفاق الشهري للمستهلكين الإماراتيين على تناول الوجبات في المطاعم يبلغ 841 درهماً، ما يفوق الإنفاق في أسواق أخرى في الشرق الأوسط، في وقت ينفق فيه 30٪ من المستهلكين في الإمارات مبالغ تراوح بين 370 و1836 درهماً في المطاعم.
وكشف عن أن 11٪ من المستهلكين في الإمارات يتناولون وجباتهم خارج المنزل سواء في مطاعم أو مقاهٍ.
ووفقاً لتقديرات شركة «جست داين إن» للتسويق، فإن 10٪ من سداد قيمة النفقات السنوية في مطاعم الإمارات يتم عبر البطاقات الائتمانية.
استطلاع «ماستركارد»
ووفقاً لنتائج أحدث استطلاع لمؤسسة «ماستركارد» العالمية حول اتجاهات الإنفاق على المطاعم والترفيه في الإمارات، فإن المطاعم تأتي في طليعة أولويات المستهلكين في الدولة، إذ ذكر الاستطلاع أن متوسط الإنفاق الشهري للمستهلكين الإماراتيين على تناول الوجبات في المطاعم يبلغ 841 درهم، متقدمين بذلك على أسواق أخرى في الشرق الأوسط، مثل قطر التي يقدر متوسط الإنفاق الشهري فيها بنحو 774 درهماً، والكويت 719 درهماً، ولبنان 385 درهماً، وعُمان 242 درهماً، ومصر 139 درهماً.
وأظهر الاستطلاع أن 30٪ من المستهلكين في الدولة ينفقون مبالغ تراوح بين 370 و1836 درهماً على المطاعم، في حين يشكل المستهلكون الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً الحصة الكبرى من الإنفاق، إذ يصل متوسط إنفاقهم على المطاعم إلى 2710 دراهم شهرياً، موضحاً أن المستهلكين الذين لديهم دخل عائلي سنوي بقيمة 110 آلاف درهم وأكثر، ينفقون نحو 955 درهماً شهرياً على الطعام.
وبين الاستطلاع الذي تم بمشاركة 17 ألفاً و620 مستهلكاً من 25 دولة، أن المستهلكين الإماراتيين يبدون اهتماماً كبيراً في أنشطة التسوق بنسبة 48٪، والطعام بنسبة 35٪، وتصفح الإنترنت بنسبة 34٪، والرياضة بنسبة 23٪، والمطالعة بنسبة 20٪، فيما ينفقون 13٪ من دخلهم الشهري الخاص على الترفيه والهوايات والأنشطة الترفيهية الشخصية، معدلاً وسطياً.
تنوع وعروض
وأرجع نائب الرئيس والمدير الإقليمي لـ«ماستركارد» العالمية في الإمارات، إياد الكردي، زيادة الإنفاق على قطاع المطاعم في الدولة، إلى ميل المستهلكين القوي للإنفاق عموماً، مع تميز الدولة بمطاعمها ذات المستوى العالمي، وتقديمها عروضاً جذابة بأنواع المأكولات التي تلبي أذواق مختلف الفئات العرقية والعمرية في المجتمع.
وقال إن «دراسة (ماستر كارد) تظهر أن 11٪ من المستهلكين في الإمارات يتناولون وجباتهم خارج المنزل في مطاعم أو مقاهٍ، وتتزايد النسبة من فترة مالية إلى أخرى».
وأضاف أنه «بتحليل نوعيات المطاعم التي يقبل عليها المستهلكون في الدولة، يتضح أن ردهات المطاعم تعد الأكثر جذباً للمستهلك الإماراتي بنسبة 88٪، تليها محال الوجبات السريعة بنسبة 86٪، ثم المطاعم والمقاهي العائلية من المستوى المتوسط بنسبة 63٪، والمطاعم الراقية والمطاعم المستقلة 56٪، والمطاعم الراقية في الفنادق 36٪»، لافتاً إلى أن «بطاقات الائتمان كانت من وسائل الدفع شائعة الاستخدام إذ تم استخدامها في الدفع من قبل 66٪ من الذين زاروا المطاعم الراقية في الفنادق، ونسبة 49٪من بين المستهلكين الذين زاروا مطاعم راقية ومطاعم مستقلة».
مكافآت فورية
إلى ذلك، برزت المكافآت الفورية لدى فنادق ومطاعم في الإمارات، من ضمن المزايا التي أعلنت عنها شركة «أميركان إكسبريس الشرق الأوسط» ضمن حملة «اكتشف الإمارات»، التي تم إطلاقها بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة، وتقدم المئات من فرص التوفير الخاصة مع مجموعة شركات في قطاعات السفر، والفنادق، والتسوق، وتأجير السيارات والمطاعم، والترفيه، والاسترخاء.
وقال نائب رئيس المؤسسات التجارية والشراكات الاستراتيجية في «أميركان إكسبريس الشرق الأوسط»، ديباك جاين، إنه «يمكن لأعضاء بطاقات (أميركان إكسبريس) حتى مارس ،2012 الحصول على مئات من المكافآت والعروض الحصرية، أهمها الحصول على حسم بنسبة 20٪ على الوجبات في مطاعم فنادق ومنتجعات (ستاروود) العالمية».
وأشار إلى أن «حملة (اكتشف الإمارات) ستسهم في رفع أعداد السياح إلى الإمارات، نظراً لاستهدافها مجموعة واسعة من السياح ورجال الأعمال من أنحاء العالم الذين يتمتعون بمعدلات إنفاق عالية»، مشيراً إلى أن حملة بطاقات «أميركان اكسبريس» ينفقون إجمالاً ثلاثة أو أربعة أضعاف معدل إنفاق البطاقات الأخرى.
استرداد نقدي
في السياق نفسه، أطلق بنك «باركليز»، منذ أيام بطاقة ائتمان «باركلي كارد أدج» التي توفر ميزة استرداد 10٪ نقداً على جميع وجبات الطعام، يتم استردادها عبر خدمة «استرجاع النقود» فضلاً عن الحصول على مكافآت تصل إلى 2.5٪ على جميع المشتريات، كما يمكن خصمها من قيمة أي تذكرة طيران.
وقال رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في بنك «باركليز» فينكاتيش سريكانتان، إن «(باركلي كارد أدج) من أبرز المنتجات التي يطلقها البنك في الإمارات، إذ توفر ميزة استرجاع 10٪ من القيمة الإجمالية لفاتورة الطعام بشكل تلقائي على حساب حامل البطاقة، ما لا يدعو إلى حمل قسائم الدفع أو الخصم المباشر من البطاقات أو الاضطرار إلى طلب الحصول على خصومات خاصة بوجبات الطعام».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ماجد الفطيم للتمويل»، رسول حجير، إن «قطاع المطاعم يشكل جزءاً مهماً من ثقافة المجتمع الإماراتي، التي شهدت طفرة لافتة خلال الأعوام القليلة الماضية، فأصبحت تشكل جانباً مهماً من الحياة اليومية».
وأضاف أن «الشركة أطلقت برنامج (نجم جست داين)، أول برنامج من نوعه مخصص لمكافأة حاملي بطاقة (نجم) الائتمانية»، مضيفاً أن البرنامج يوفر حسومات تصل إلى 30٪ في أكثر من 400 مطعم ومقهى في دبي وأبوظبي والشارقة».
وأوضح أن «البرنامج يوفر خدمة الحجز في المطاعم، ويغني عن استخدام القسائم والأوراق بفضل البطاقة الإلكترونية التي تصل إلى المستخدم عبر البريد الإلكتروني ويمكن حفظها على الهاتف المتحرك»، لافتاً إلى أنه يمكن الاستفادة من التطبيقات النقالة التي تمكّن المستخدمين من تحميل المعلومات كافة عن المطاعم المشاركة على هواتفهم النقالة وتصفّحها أينما كانوا، إضافة إلى الكثير من الخصومات والعروض الخاصة التي يحصل عليها المتعاملون في المطاعم المشاركة.
نمط حياة مختلف
بدوره، قال رئيس مجموعة الكوفة والدهليز للخدمات، حمد حارب، إن «نمط حياة الأفراد في الإمارات يختلف عن الحال في دول غربية، إذ إن معدل ارتياد المطاعم في الدولة أعلى بكثير من دول أجنبية»، لافتاً إلى ارتفاع الإنفاق الأسري على الطعام خارج المنزل في الإمارات مقارنة بدول أخرى.
وأشار إلى تقديرات تظهر أن معدل الإنفاق الأسري للمواطنين والوافدين على ارتياد المطاعم شهرياً في الإمارات يقدر بنحو 1200 درهم.
وأكد حارب أن «شركات عدة سعت للاستفادة من زيادة الإنفاق على المطاعم في الدولة، إذ طرحت بنوك ومؤسسات مالية برامج لمكافأة المتعاملين ومنحتهم حسومات خاصة، في حين سعت مطاعم إلى جذب المستهلكين عن طريق برامج ولاء خاصة بها».
وأوضح أن «(الكوفة والدهليز للخدمات) أطلقت أخيراً برنامج ولاء (الملتقى) نظاماً جديداً كلياً في المطاعم العربية في المنطقة»، مشيراً إلى أن عملية الاشتراك في البرنامج أكثر مرونة، بجعلها مرة واحدة من دون الالتزام بوقت محدد لانتهاء الاشتراك.
وذكر أن «الاشتراك مفتوح للجميع ويتم على الإنترنت، فيما يتم تأكيد العضوية عبر البريد الإلكتروني، ليصبح المستهلك مخولاً بعد يومين من الاشتراك بالتمتع بميزات البرنامج في جميع مطاعم المجموعة المنتشرة في الدولة».