عن قرب

حليمة تبتكر «السفر عبر التسوّق»

حليمة استلهمت الفكرة من زياراتها للهند. تصوير: أشوك فيرما

ابتكرت المواطنة حليمة جراح تصميماً لمشروع مراكز تجارية تحمل شعار «السفر عبر التسوق»، وتعمل بمفهوم غير تقليدي، عبر إنشاء مراكز على هيئة أسواق دولية مختلفة بمعالمها السياحية والثقافية والمناخية والتجارية، بما يوفر للمتسوقين تجربة محاكاة السفر إلى تلك الدول.

وأكدت حليمة (22 عاماً) أن تصميم المشروع الذي سجلت براءة ملكيته في إدارة حقوق النشر في وزارة الاقتصاد، وتحلم بتنفيذه، يعتمد على مفاهيم جديدة مخالفة للمراكز التجارية الموجودة في الدولة، التي يوجد في بعضها أجنحة وتصاميم مستوحاة من دول عدة في الشكل فقط، بخلاف المشروع الذي ينقل للمتسوقين تجربة مماثلة للسفر إلى تلك الدول، عبر رؤية أبرز معالمها السياحية والطبيعية، ومعايشة ثقافتها ومهرجاناتها، وشراء منتجاتها.

وأفادت بأن «خطة العمل التي وضعتها للمشروع وعملت عليها فترة تتجاوز العامين، تتضمن أفكاراً لتطوير مراكز تجارية، من مجرد أماكن للتسوق والترفيه إلى أماكن تضم معالم سياحية وثقافية»، موضحة أنها «اختارت الهند كأول نموذج لمشروع مراكز (السفر عبر التسوق)، نظراً لتنوع ثقافتها ومعالمها، وباعتبار أن الجالية الهندية تمثل الشريحة الأكبر من إجمالي عدد المقيمين في الدولة».

وأشارت إلى أنها أطلقت على نموذج المركز الهندي اسم «إندي مول»، ووضعت خطة تنفيذ لمختلف معالمه، تتضمن إنشاء المركز بتصاميم خارجية وداخلية تجمع بين التصاميم المستوحاة من التراث، والتصاميم الهندية المعاصرة في البناء، لجعل تجربة محاكاة السفر للمتسوقين أقرب إلى الواقع، لافتة إلى أن «تصميم المركز سيتضمن في قاعاته المختلفة صوراً ومجسمات لأبرز المعالم التاريخية والسياحية والثقافية في مختلف أنحاء الهند، مع تنفيذ مناطق في المركز مشابهة لمصغرات من المناخ الهندي كالصحراء الهندية».

وقالت إن «نموذج المركز الهندي الذي تم وضعه سيتضمن جميع المنتجات والسلع المصنعة في الهند في مختلف القطاعات، وأبرزها الملابس والأقمشة، والأجهزة الإلكترونية، والمشغولات الذهبية، مع سلاسل مطاعم الوجبات الهندية الشهيرة، التي ستقدم وجبات متنوعة، تعبر عن كل منطقة من مختلف أنحاء الهند».

وأضافت أن «المركز سيتضمن أيضاً قاعات لدور سينما، تعرض أفلاماً للسينما الهندية مع مسارح داخلية وخارجية، تعرض مختلف الفنون الهندية، بجانب تنفيذ برامج أجواء المهرجانات الهندية التي يبلغ عددها نحو 52 مهرجاناً، وسيتم الاحتفال بمظاهرها في قاعات المركز»، لافتة إلى أن «تصميم المشروع تركز على جعل المتسوقين يشعرون بمجرد دخولهم المركز بأنهم سافروا بالفعل إلى الهند، سواء من حيث سماع الموسيقى والأغاني في القاعات، أو معالم الهند وملابس العاملين في المركز والمحال الهندية، في كل القطاعات، وحتى مناطق التراث والمناخ الهندي، ومناطق العلاج بالطرق الهندية، وفروع المراكز الصحية الهندية، التي سيتم التنسيق حول وجـودها مع الجهات المتخصصة في الدولة».

وقالت إن «الجانب الثقافي في المشروع سيتضمن، بجانب العروض التراثية والفنية للهند، لوحات إلكترونية معلقة تسرد معلومات مختلفة عن الهند، والمراحل التاريخية لها، وتطورها، والعلاقات التاريخية والحديثة المشتركة مع الدولة».

وأشارت إلى أن «التصور المبدئي للمراكز التي ستحمل هويات الدول، تم اختياره من واقع التركيبة السكانية في الدولة، لتتيح أشكالاً تجارية وسياحية وثقافية للمقيمين والزائرين ضمن الأفواج السياحية»، موضحة أن «المراكز المقترحة بعد المركز الهندي من المفترض أن تتضمن مراكز للفلبين والصين ومصر وباكستان بشكل مبدئي».

وأوضحت أنها استلهمت فكرة مشروع «السفر عبر التسوق» من زياراتها للهند، وعبر مواقف تواجهها بشكل متكرر خلال عملها الحالي في مركز تجاري في دبي، لمقيمين وزائرين من دول مختلفة، يستفسرون عن منتجات مميزة في دولهم غير متوافرة في أسواق الدولة.

وأشارت حليمة إلى أن «اضطرارها للعمل وتحمل مسؤوليات مختلفة، منذ أن كان عمرها 16 عاماً، بعد تعرض والدها للعمى والشلل، بسبب إصابته بمرض السكري، لم يمنعها من العمل على تصميم وتنفيذ المشروع، وتعلم سبل تنفيذ خطط العمل الخاصة به، وأساليب العرض بشكل احترافي للمشروع على الشركات والجهات المختلفة».

تويتر