الإمارات الثانية عالميـــاً في عدد المباني الشاهـقة نهاية 2011
حلت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بعد الصين، والأولى أوسطياً في عدد المباني الشاهقة، التي يزيد ارتفاعها على 200 متر، في نهاية عام ،2011 بعد أن سلمت نحو 16 برجاً تتوزع بين دبي وأبوظبي، بحسب التقرير السنوي لمجلس المباني العالمي، الذي صدر أمس.
وأشار التقرير إلى المستوى المعماري الذي قدمته دبي للمجتمع العقاري العالمي، في وقت قال فيه خبيران عقاريان إن المشروعات العقارية التي سلمت في 2011 هي استكمال لمشروعات معلن عنها سابقاً، وإن فترة بعد عام 2013 ستخلو من تسليم مشروعات عملاقة.
الأبراج في الإمارات
وتفصيلاً، بلغ إجمالي أطوال الأبراج المسلّمة في عام 2011 بالإمارات نحو 4243 متراً، استحوذت أبوظبي على تسعة منها بطول 2206 أمتار، فيما بلغت أطوال أبراج دبي السبعة نحو 2037 متراً.
وتوقع مجلس المباني العالمي في تقريره السنوي أن يرتفع عدد المباني الشاهقة التي سيتم تسليمها خلال العام الجاري إلى 17 برجاً، تستحوذ دبي على 12 برجاً منها، في حين تسلم أبوظبي خمسة أبراج، في وقت سيتراجع فيه عدد الأبراج المتوقع تسليمها خلال عام ،2013 ليتم تسليم تسعة أبراج، ثلاثة منها في دبي، وستة في أبوظبي.
وأشاد التقرير بالنهضة العمرانية التي تتمتع بها الإمارات، لاسيما دبي، والمستوى المعماري الذي قدمته الإمارة للمجتمع العقاري العالمي، لافتاً إلى أنهت استطاعت خلال عقد من الزمن أن ترفع عدد الأبراج الشاهقة من ثلاثة أبراج إلى 60 برجاً في نهاية عام .2011
وأكد أن دبي لعبت الدور الرئيس في هذا التطور العمراني الفريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمكنت من تسجيل أعلى معدلات النمو في بناء الأبراج في العالم خلال العامين الماضيين بعد الصين، مشيراً إلى أن الإمارة لاتزال تمتلك أعلى برج سكني في العالم «مارينا 23» الذي يبلغ ارتفاعه 393 متراً.
وأوضح التقرير أن أبوظبي هي المدينة الثانية عالمياً في استكمال الأبراج الشاهقة في عام ،2011 ما يدفعها لتكون أحد أهم الأسواق المستقبلية في المباني الشاهقة، خصوصاً بعد اكتمال «أبراح الاتحاد» التي تم تسليمها أخيراً، ويراوح أطوال أبراجها الخمسة بين 218 متراً و305 أمتار.
أبراج عالمية
من حيث المدن، حلت أبوظبي في المرتبة الثانية مكرر بعد مدينة بنما، وبوسان «الصينية» في عدد مشروعات الأبراج المكتملة، إذ أكملت تسعة أبراج بطول 2206 أمتار، فيما بلغ ارتفاع أبراج «بوسان» التسعة نحو 2355 متراً، وجاءت دبي في المرتبة الخامسة بسبعة أبراج تبلغ أطوالها 2037 متراً.
وبين التقرير أن عدد الأبراج التي تم تسليمها خلال العام الماضي حول العالم، بلغ 700 برج، ارتفاعاً من 612 برجاً في عام ،2010 متوقعاً أن يرتفع هذا الرقم خلال العام الجاري إلى 796 برجاً، ويصل إلى 1021 برجاً في نهاية عام .2014
وأظهر التقرير استحواذ منطقة الشرق الأوسط على نحو 30٪ من إجمالي الأبراج الشاهقة في العالم، وأوضح أن عدد الأبراج التي تم تسليمها خلال عام 2011 في منطقة الشرق الأوسط، بلغ 24 برجاً، لتحل في المرتبة الثالثة عالمياً، فيما استحوذت قارة آسيا على 46 برجاً متصدرة القائمة، وجاءت أميركا الشمالية في المرتبة الثانية بـ26 برجاً.
وتصدرت الصين قائمة الدول بـ23 برجاً بطول 5790 متراً، تلتها الإمارات، ثم كوريا الجنوبية في المركز الثالث بـ11 برجاً بطول 2875 متراً.
مشروعات مستكملة
إلى ذلك، قال رئيس قسم الأبحاث في شركة «جونز لانغ لاسال» للاستثمارات والاستشارات العقارية، كريغ بلامب، إن «دبي استطاعت أن تقوم بعمل جيد خلال الأعوام الماضية من حيث بناء أبراج شاهقة، ما وضعها ضمن أهم المدن على الخريطة العالمية»، لافتاً إلى أن تداعيات الأزمة العالمية تركت تأثيراتها على هذه الصناعة.
وأضاف أن «عدد الأبراج التي تم تسليمها، والمتوقع تسليمها خلال العام الجاري، هي في معظمها استكمال لمشروعات تم الإعلان عنها سابقاً»، مشيراً إلى أنه لم يتم الإعلان خلال العامين الماضيين عن أي مشروعات عقارية عملاقة، أو أبراج شاهقة، ما سيجعل من الفترة المقبلة أي بعد عام 2013 خالية من تسليم مشروعات عملاقة، على أن يسود تسليم المشروعات المتأخرة سوق العقارات في دبي».
من جانبه، قال مدير الأصول في شركة «أي بي» العقارية، ماثيو تيري، إن «من الطبيعي أن تتراجع حركة المباني الشاهقة التي تميزت بها دبي خلال العقد الماضي، حالياً، إثر الأزمة المالية العالمية».
وأوضح أن «المشروعات التي سلمت خلال العام الماضي، والمتوقع تسليمها في ،2012 تأتي تحت بند الاستكمال، وعليه فليس منطقياً أن تكون هناك مشروعات جديدة»، مبيناً أن هذه سمة السوق العقارية العالمية، وليس محلياً، إذ تعاني السوق حالياً عرضاً زائداً وطلباً متراجعاً، ما يحد من التوسع في مشروعات جديدة، إلا الاستراتيجي منها».