مبيعاتها نمت 10٪ العام الماضي في المنطقة
ارتفاع الأسعار وقلة الـــوعي يحدّان من انتشار الأغذية العــضوية
قال مسؤولو شركات مصنّعة ومصدّرة لمنتجات غذائية عضوية، إن مبيعات شركاتهم شهدت نمواً راوح بين 5 و10٪ العام الماضي في أسواق الخليج والمنطقة العربية عموماً، لافتين إلى أنه على الرغم من نسبة النمو الجيدة إلا أن إجمالي الإقبال على المنتجات العضوية في المنطقة لايزال محدوداً مقارنة بنظيره في أوروبا، نظراً لارتفاع أسعارها وقلة الوعي بأهميتها في الأسواق العربية.
ورأى منتجون ومصدرون، شاركوا في فعاليات معرض الخليج للأغذية (غلفود 2012)، الذي اختتم أعماله، أول من أمس، في دبي، أن مستوى الوعي بأهمية المنتجات العضوية والصحية في الخليج، لايزال منخفضاً، خصوصاً مع صغر حجم رفوف العرض المخصصة لها في المنافذ الرئيسة، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في الطلب عليها.
أسعار مرتفعة
عضوية وصحية المنتجات العضوية هي تلك المواد أو السلع أو الخضراوات والفواكه التي تم إنتاجها وتخزينها ومناولتها وتسويقها وفقاً لمواصفات فنية دقيقة ومعتمدة باعتبارها عضوية، أي خالية من الكيماويات والمبيدات خلال الزراعة أو الإنتاج، وتصدر بذلك شهادة من جهاز أو هيئة مسؤولة عن إصدار تلك الشهادات. أما المنتجات الصحية فهي تلك التي تحتوي على نسب أقل من الدهون المشبعة المسببة لأمراض القلب أو السكري. |
وتفصـيلاً، قـال المـدير العـام في شـركـة «4 كورنر للتجارة العامة»، موكيش بدواني، إن «شركته التي تورد منتجات غذائية عضوية، عبارة عن زيوت زيتون عضوي، إلى أسواق الدولة والمنطقة، رصدت نمواً محدوداً في الطلب يراوح بين 5 و10٪»، لافتاً إلى أن «ارتفاع أسعار المنتجات العضوية عموماً، وقلة الوعي بأهميتها، يعيقان انتشارها عربياً».
وبين أن «المنتجات العضوية تشهد طلباً كبيراً في الأسواق الغربية، إذ إن زيادة الوعي بمدى أهميتها، وتنوع المعروض منها يسهمان في ذلك».
وتوقع أن يرتفع الإقبال على المنتجات العضوية في المنطقة 20٪ خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مع توجه أسعارها نحو الانخفاض نظراً لزيادة الواردات.
زيادة الوعي
من جهته، أضاف المدير العام في شركة «الجبيلي صالح للزيوت»، الجبيلي خالد، أن «شركته تورد زيوتاً عضوية تنتجها إلى أسواق أوروبية وأميركية، وتسعى إلى الدخول إلى أسواق خليجية حالياً مع توقعات ببدء نمو الطلب على تلك المنتجات خلال فترات مقبلة مقارنة بنسب نمو ضعيفة خلال الأعوام الماضية»، مشيراً إلى أن «الشركة ستوسع استثماراتها في قطاع المنتجات العضوية لتشمل البيض والدواجن العضوية، والمنتجات التي يتم تصنيعها من الزيتون تمهيداً لطرحها في الأسواق العربية تدريجياً».
ولفت إلى أن «المنطقة العربية بحاجة إلى زيادة الوعي بأهمية المنتجات العضوية، التي يعد خلوها من الكيماويات إحدى أهم ميزاتها ، ما يجنب الإنسان كثيراً من المخاطر».
وأشار إلى أنه «يمكن التمييز بين المنتج العضوي وغير العضوي من خلال الشهادات المعتمدة الممنوحة للمنتج العضوي دون غيره، التي تصدرها جهات متخصصة في أوروبا»، لافتاً إلى أن «المنطقة العربية لا يوجد فيها مثل هذه الجهات لاعتماد المنتجات العضوية، وهو ما يشير إلى أهمية تطوير القطاع، الذي لايزال في بداياته عربياً، على أسس سليمة».
نمو محدود
إلى ذلك، قال مدير شركة «معصرة الويدي لزيوت الزيتون العضوية»، عبدالسلام الويدي، إن «نمو مبيعات الشركة في أسواق عربية وخليجية العام الماضي كان محدوداً مقارنة بالأسواق الأوروبية».
وأشار إلى أن «الطلب على المنتجات العضوية نما بنسبة تراوح بين 5 و10٪ العام الماضي في المنطقة العربية، ومن المتوقع في حال زيادة الوعي بأهمية تلك المنتجات أن تصل النسبة إلى 20٪ خلال عامين».
اهتمام عالمي
من جانبها، قالت المديرة العامة لشركة «إيروديليشس» الفرنسية، المصدرة للمنتجات الغذائية، إلهام بن براهيم، إن «الاهتمام بالمنتجات الصحية والعضوية يتزايد في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاً، مع انتشار الأمراض المزمنة التي تتطلب من المريض تناول أغذية معينة»، مشيرة إلى أن «مرضى القلب والسكري والضغط العالي، والراغبين في الحفاظ على مستوى منخفض من الوزن، يتزايدون في العالم مع طبيعة الحياة التي تتسم بقلة النشاط»، مؤكدة أن «المنتجات العضوية أيضاً باتت من أهم المنتجات التي يتزايد عليها الطلب في العالم، مع زيادة الوعي بأهميتها وتأثيرها في صحة الإنسان».
وأشارت إلى أن «الشركات المنتجة لتلك المنتجات في أوروبا تخضع لمعايير محددة في التصنيع تمنع غش المستهلك، فالمنتجات الخالية من الجيلاتين لا يمكن أن تحتوي على تلك المادة، إذ تؤثر في صحة الإنسان عندما يعاني مرضاً يتعلق بهذا الأمر، لذا فإن الإجراءات مشددة»، مشيرة إلى أن «القوانين تعاقب أي شركة منتجة تضع على العبوات معلومات غير صحيحة، وهو ما يلزم الشركات بأقصى معايير الإنتاج، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمرضى».
وأوضحت أن «قاعدة مستخدمي المنتجات العضوية والصحية تتزايد يومياً، خصوصاً مع رغبة الكثيرين من الأشخاص في الحفاظ على مستوى منخفض من الوزن، خصوصاً بين النساء، وهو ما يمثل أساساً لعملية الإنتاج المتزايدة سنوياً»، لافتة إلى أن «شركتها باعت خلال العام الماضي ما يصل إلى نحو مليوني يورو من المنتجات العضوية والصحية في السعودية، ونحو 1.5 مليون يورو في الإمارات».
وأشارت بن براهيم إلى أن «مستوى الوعي بأهمية المنتجات العضوية والصحية في الخليج لايزال منخفضاً، خصوصاً مع صغر حجم رفوف العرض لتلك المنتجات في المنافذ الرئيسة في البلاد»، متوقعة أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في الطلب على تلك المنتجات، خصوصاً أن الأطباء يوصون بها مرضاهم، كما يطلبها المستهلكون الذي يرغبون في نمط حياة أكثر صحة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news