«غرفة دبي»: 44٪ من شركات الإمارة تـؤمن بالمسؤولية الاجتماعية

أكدت غرفة تجارة وصناعة دبي أن 44٪ من الشركات في الإمارة تؤمن بأهمية وضرورة المسؤولية الاجتماعية للشركات، لكنها لا تعتبرها ضمن استراتيجية عملها، لافتة خلال «مؤتمر حوار دبي» الذي أقيم أمس تحت عنوان «تنمية الاستدامة من خلال التخطيط الاستراتيجي»، إلى أن 8.5٪ من الشركات تمتلك سياسات واستراتيجيات خاصة بالمسؤولية الاجتماعية.

وعرض المؤتمر كيفية وضع نهجٍ متكاملٍ لترسيخ المسؤولية الاجتماعية للشركات والاستدامة في استراتيجية الشركات، والمساعدة على فهم أساسيات تطوير المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتعلم كيفية دمج استراتيجية إدارة التغيير من خلال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، والتعرف الى الاتجاهات العالمية التي من شأنها أن تؤثر في الممارسات المسؤولة والمستدامة للشركات.

وقال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن «مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات أصبح ذا أهمية كبيرة في ممارسات وقرارات الإدارات المؤسسية»، مشيراً إلى أن «الممارسات المسؤولة والاستدامة أصبحت نمطاً أساسياً، وإطاراً طوعياً لتحقيق تطلعات المتعاملين حول الاستدامة في مختلف مجالات تطبيقاتها في نطاق العمل».

وأوضح أن «الاستدامة تساعد الشركات كذلك على إدارة تأثيرات عملياتها في البيئة»، مبيناً أهمية الاستدامة أداةً لإرضاء المتعامل، وجذب المستثمر، وتحسين البيئة المدنية، معتبراً أن «تطوير الاستدامة في دبي أولوية قصوى، نظراً للحاجة إلى تلبية متطلبات الاقتصاد النامي، وتعزيز الوعي حول أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستدامة». وكشف عن أن «تطبيق الممارسات المسؤولة في نشاطات الشركات لايزال يواجه تحديات كبيرة، حسب الاستبيان السنوي لعام 2012 الذي أجراه (مركز أخلاقيات الأعمال) التابع للغرفة»، مشيراً إلى أن «الاستبيان أظهر أن 60٪ من الشركات وضعت غياب التوعية والمعلومات، من الأسباب الرئيسة لعدم امتلاكها برامج للممارسات المسؤولة في استراتيجيتها».

وقال إن «شركات أخرى رأت أن تعزيز سمعة الشركة، وتنافسيتها، وعلاقتها مع الحكومة، هي من محفزات تطبيقها للممارسات المسؤولة والمستدامة»، موضحاً أن شبكة الاستدامة تتيح للشركة إبراز دورها في تشجيع مجتمع الأعمال على تطبيق ممارسات مسؤولة، وأن تصبح قدوة في هذا المجال، وتسهل اطلاع الشركات على أدوات وموارد تعليمية وتطبيقية محلية وعالمية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات». وأضاف بوعميم أن «الطريق لايزال طويلاً ومملوءاً بالتحديات، للوصول إلى بيئة عملٍ تطبق أفضل الممارسات العالمية في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والاستدامة في دبي».

بدوره، اعتبر رئيس قطاع الأبحاث الاقتصادية والتنمية المستدامة في «غرفة دبي»، الدكتور بلعيد رتاب، أن «تطوير استراتيجية فعالة للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات يمكن أن يستغرق وقتاً كثيراً، لذلك يتوجب على الشركات فهم المخاطر الاستراتيجية الأخرى التي توثر في السمعة، والتي قد تنتج جراء ممارسات وعمليات الشركات».

وأضاف أن «مركز أخلاقيات الأعمال التابع للغرفة نجح في غضون سبع سنوات في الترويج لدمج قيم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، والاستدامة في مجتمع الأعمال من خلال توفير أرضية مشتركة لاستراتيجيات المؤسسات وقراراتها».

وفي السياق نفسه، قال نائب أول الرئيس والمدير العام لشركة «سي اتش تو أم»، توم بينيلا، إن شركته تستثمر خبراتها المهنية والوقت التطوعي والموارد المالية، لمناقشة القضايا الاجتماعية والبيئية التي تؤثر في المجتمعات التي تقيم فيها، مشيراً إلى أهمية تصميم استراتيجية مسؤولة انطلاقاً من رؤية وأهداف المؤسسة، وتحسين الربحية والأداء، من خلال تحفيز المتعاملين والمعنيين على الانخراط في نشاطات الشركة.

أما رئيس مجلس الإدارة الإقليمي والرئيس التنفيذي لشركة «نستله» الشرق الأوسط، ويفيس مانجردت، فأفاد بأن «توجه الشركة نحو الاستدامة قائم على تأسيس قيم مشتركة، إذ إن نجاح الأعمال على المدى الطويل يتم من خلال ايجاد قيم للمتعاملين والمجتمع».

الأكثر مشاركة