حمدان بن محمد: المــدن المرشحة لـــ «إكسبو 2020» تعكـس تغـيرات التجـارة العالمية
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، أن تقدم الإمارات لاستضافة معرض «إكسبو العالمي 2020»، يعكس وجهها الحقيقي، ورؤية قيادتها، مشيراً إلى أن المدن الخمس المرشحة لاستضافة هذا الحدث تنتمي للأسواق الناشئة، ما يعكس التغييرات التي تشهدها التجارة العالمية حالياً.
ولفت سموه في كلمة له في كتيب تعريفي عن الدولة، وزع في «جناح الإمارات» في معرض «إكسبو يوسو 2012» في كوريا الجنوبية، أمس، إلى أن دبي تتمتع بتركيبة سكانية تتكون في معظمها من شباب مفعم بالحيوية والحماسة والطاقة، فضلاً عن كونها بوابة الوصول للقارة الإفريقية، لاسيما بالنسبة للشركات الصينية، كما تعتبر أهم مركز للتجارة الهندية العالمية.
وفي كوريا الجنوبية، قالت وزيرة الدولة، العضو المنتدب للجنة العليا لاستضافة معرض «إكسبو 2020»، ريم الهاشمي، إن المشاركة الإماراتية في (إكسبو يوسو 2012) فرصة للتعبير عن عمق العلاقات التي تربط الإمارات وكوريا الجنوبية.
تـواصـل فكري
دعم سنغافوري أعلن مجلس الأعمال السنغافوري رسمياً، دعم وتأييد الإمارات لاستضافة «إكسبو العالمي 2020» فى دبي. وقال مدير الاتصالات في المجلس، المحامي دانيال إكسو، إن «المجلس الذي تأسس في الإمارات عام ،1999أ حظي باهتمام ودعم كبيرين من المجتمع المحلي في الإمارات، ولذلك نحن من أوائل الداعمين والمنادين بمساندة الإمارات في طلب ترشحها»، مشيراً إلى أن لدعم المجلس أثرا كبيرا في حث المجالس الأخرى على اتخاذ خطوات مشابهة لمساندة الإمارات. من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة في المجلس، سانديب شارما، «لقد أمضيت السنوات الخمس الأخيرة في المنطقة، وأستطيع القول، إن مدينة دبي كانت ولاتزال البوتقة التي تنصهر فيها مختلف ثقافات وحضارات شعوب العالم، وفق تمازج فكري وإبداعي نوعي يبرز الوجه الحضاري المتميز، إضافة إلى موقعها الجغرافي الساحر، ولذلك فإنها بكل تأكيد الاختيار المناسب لاستضافة (إكسبو العالمي 2020)». أبدوره، أكد رئيس مجلس الأعمال السنغافوري الذى يقيم في دبي، نادر علي ظافر، أن «الإمارات شهدت نمواً سريعاً في العقود الأخيرة بفضل الريادة الحكيمة، والإرادة القوية، والنظرة الثاقبة لقادة الدولة، مع الجهود الحثيثة التي يبذلها المقيمون، وهنا تنبثق الحكمة في شعار (تكامل وتواصل العقول لاستشراف مستقبل مبهر)». دبي ــ الإمارات اليوم ووام |
وتفصيلاً، قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إن «تقدم الإمارات لاستضافة معرض (إكسبو العالمي 2020)، يعكس الوجه الحقيقي للدولة، والرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي».
وأكد سموه أن «شعار حملة الإمارات للفوز باستضافة المعرض، (تواصل فكري لخلق مستقبل أفضل)، يعكس حرصنا البالغ على تقديم تجربه مجزية ومستمرة»، مشيراً إلى حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، من أن التواصل الفكري هو أفضل السبل لتحقيق التقدم، والنجاح، والتعايش السلمي في المستقبل.
وأضاف سموه، أن «المعرض يوفر فرصاً كبيرة لجميع الناس من مختلف أنحاء العالم، بهدف إشراك المجتمع الدولي في مشروع مشترك»، لافتاً إلى أن جميع المدن الخمس المرشحة لاستضافة هذا الحدث تنتمي إلى الأسواق الناشئة، ما يعكس التغييرات التي تشهدها التجارة العالمية حالياً، ويقدم دلالة واضحة حول الملامح المستقبلية، وتزايد أهمية الأسواق الناشئة على الساحة العالمية.
وأفاد سموه بأنه «فضلاً عن كونها سوقاً ناشئة، فإن دبي تتمتع بتركيبة سكانية تتكون في معظمها من الشباب المفعم بالحيوية والحماسة والطاقة، والاستعداد للعب دور إيجابي في صياغة ملامح المستقبل، وتحقيق نتائج إيجابية».
وأكد سموه أن «دبي تعتبر بوابة الوصول للقارة الإفريقية، لاسيما بالنسبة للشركات الصينية، كما تعتبر أهم مركز للتجارة الهندية العالمية، وهو أمر لا يستهان به، خصوصاً أن عدد الرحلات من الهند إلى دبي يفوق عدد الرحلات من الهند إلى أي مكان آخر، فضلاً عن الرحلات المباشرة المتجهة من دبي إلى وجهات متعددة في أميركا اللاتينية، بما فيها البرازيل التي كانت الرحلات إليها حتى وقت قريب تستغرق 30 ساعة مروراً بأوروبا، لكنها باتت الآن تستغرق نصف الوقت». وأوضح سموه أن «هذه المواصلات والاتصالات لا تقتصر على كونها عنصراً أساسياً لحركة التجارة الدولية فحسب، بل الأهم من ذلك هو أنها تلعب دوراً محورياً في عمليه التنمية وآثارها الشاملة، وتقدم المزيد من الفرص المجزية للذين يعيشون في الدول الناشئة».
مشاركة إماراتية
في سياق المعرض، قالت وزيرة الدولة، العضو المنتدب للجنة العليا لاستضافة معرض «إكسبو 2020»، ريم الهاشمي، إن «مشاركة الإمارات في معرض (إكسبو يوسو 2012) الذي تقام فعالياته في كوريا الجنوبية حالياً يمثل فرصة للتعبير عن عمق العلاقات التي تربط الإمارات وكوريا الجنوبية في كثير من المجالات، مثل التعليم والتدريب، والتجارة، والبناء والتكنولوجيا».
وأكدت في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن «المشاركة في المعرض توفر فرصة تقديم تجربتنا، والاطلاع على تجارب الآخرين في حماية البحار والمحيطات التي تشكل أربعة أخماس مساحة الأرض والتي نعتمد عليها من أجل البقاء»، لافتة إلى أن أهمية المحيطات لا تنبع من كونها مصدراً مهماً للغذاء فحسب، بل أيضاً من الدور المهم الذي تلعبه في امتصاص الكربون وتنظيم المناخ.
وشكرت الهاشمي مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب التي أسهمت في إرسال فريق متطوعي «تكاتف»، للمشاركة في تنظيم المعرض من خلال الاستقبال، والإشراف، والإرشاد، والترحيب بضيوف الجناح، وتمثيل الدولة، والعمل سفراء ثقافيين، وتجسيد المستوى الحضاري والثقافي الراقي لمختلف مناحي الحياة في الإمارات.
وكانت الهاشمي عبرت عن تقديرها لمنظمي معرض «إكسبو يوسو 2012»، لرؤيتهم وخبرتهم وجهودهم الكبيرة التي بذلوها لتقديم المعرض، مؤكدة أنه سيكون له تأثير في كوريا والعالم.
وأضافت في كلمة لها خلال احتفالات «جناح الإمارات» في معرض «إكسبو يوسو 2012» باليوم الوطني للدولة، ورفع العلم الإماراتي: «إننا فعلاً نحتاج إلى لقاء مثل هذا، لنجلس معاً، ونتنبه أكثر لما يحدث على سواحلنا، وفي بحارنا ومحيطاتنا، وإننا ندرك أيضاً أن لكل دولة مشاركة في هذا المعرض قصة ترويها، ونحن جميعاً متأثرون بما تشهده مختلف القطاعات البحرية».
ولفتت الهاشمي في كلمتها إلى قصة الإمارات وكيف كان البحر، ولايزال، يلعب دوراً محورياً في وجودها، مرحبة بالمشاركين في جناح الإمارات، ومعربة عن أملها في أن «يعمل الجميع بكم على تعزيز التواصل والعلاقات عبر بحار العالم ومحيطاته».
اهتمام كوري
من جانبه، أشار المفوض العام لمعرض «إكسبو يوسو 2012 الدولي»، لي جون هيي، إلى أهمية مشاركة الإمارات في هذا المعرض للتفاعل مع الجهود الدولية الرامية لحماية البحار والمحيطات في العالم.
وأشاد بجهود قيادة الإمارات في حماية البيئة الطبيعية، والبحث عن مصادر جديدة للطاقة المتجددة، مؤكداً أن هذه الجهود كانت وراء اختيار أبوظبي مقراً للمنظمة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا».
وقال إن «الإمارات تأتي في مقدمة الدول في العالم التي تعنى بحماية البيئة البحرية والبرية، وتضع حلولاً مستدامة لحماية البحار والمحيطات، بالتعاون مع دول وشعوب العالم». وأضاف أن «للإمارات تراثا بحريا عريقا، ولهذا فإنها تقدم اليوم نموذجاً لكيفية حماية البيئة البحرية من خلال مشاركتها الحالية في (إكسبو يوسو 2012)»، لافتاً إلى أن الإمارات تلفت أنظار العالم إلى قضية حماية البيئة البحرية، واتخذت مبادرات جادة عدة في هذا الإطار.
وأشاد المسؤول الكوري بسياسة قيادة الدولة التي جعلت منها مقصداً مهماً للأعمال والتجارة والسياحة، ومقراً رئيساً للشركات في الشرق الأوسط، مشدداً على عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وكوريا الجنوبية، خصوصاً في مجالات الطاقة والتجارة، والاقتصاد، والثقافة، والتعليم، والتكنولوجيا، والصحة.
استعراض وأفلام
إلى ذلك، قدمت فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية، التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، على خشبة المسرح في قاعة «إكسبو هول» لوحات استعراضية وتراثية من الإمارات، وقدمت رقصات «العيالة» و«الحربية»، وأهازيج من التراث الشعبي، فيما قدم شابان من الفرقة عرضاً للعزف على العود. كما تخلل الحفل عزف على «القربة الموسيقية». وشاهد الحضور خلال الحفل ثلاثة أفلام تسجيلية هي «إكسبو دبي 2020» و«اللؤلؤة» و«السلحفاة»، وتتناول النهضة العمرانية وحماية البيئة والاستدامة والثقافة، والتصميم المعماري المتميز، والصحة، والتعليم، فضلاً عن التوسع الحضري، والسياحة، والرياضة، والنقل، والاتصالات، والعلاقة بين التراث والتطور.
وكرمت الهاشمي الفنان الإماراتي علي خميس، والفتى الإماراتي الموهوب أحمد الظهوري، وفريق العمل في فيلم «السلحفاة» الذي يبرز جهود الدولة في حماية الحياة البحرية في البحار والمحيطات، والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال.