«الاقتصاد» تؤكّد قرب التوصّل إلى اتفاق نهائي لتثبيت الأسعار خلال رمضان
كلفة النقل البري ترفع أسعار الخضراوات والفواكه في أبوظبي 15٪
شهدت معظم أسعار الخضراوات والفواكه في أبوظبي، ارتفاعات راوحت بين 10 و15٪، في وقت أرجع فيه تجار في الإمارة، الزيادة، بشكل رئيس إلى ارتفاع مفاجئ في كلفة النقل البري لشاحنات النقل المبردة، من دول مجاورة بنسبة تصل إلى 100٪، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود، والأوضاع غير المستقرة التي تمر بها المنطقة.
بدورها، أكدت وزارة الاقتصاد، أنها ستبحث مع التجار أسباب هذا الارتفاع، للتحقق من أنه مبرر، ويعود إلى أسباب خارجة عن إرادة التجار، لافتة إلى وجود أسباب موسمية تؤثر بشكل طفيف في أسعار السلع.
وأكدت أنها على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي مع تجار أبوظبي، لتثبيت أسعار الخضراوات والفواكه، خلال شهر رمضان المقبل.
أسعار النقل
وتفصيلاً، قال مدير شركة «المرتضي» لتجارة الخضراوات والفواكه، أيوب خونجي، إن «أسعار 80٪ من الخضراوات والفواكه سجلت ارتفاعاً بأسواق أبوظبي، بين 10 و15٪، خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة زيادة كلفة النقل البري، عن طريق البرادات مع دول مجاورة».
وأضاف أن «أسعار النقل مع دول عدة، تتقدمها إيران، وعُمان، والسعودية، تزايدت بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وظروف العقوبات الدولية على إيران».
وأكد أن «التجار يسعون إلى حل هذه الأزمة، لتجنب مزيد من الارتفاعات، خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع قرب حلول شهر رمضان»، لافتاً إلى وجود التزام من جانب التجار، وبالاتفاق مع وزارة الاقتصاد، يتعلق بالحفاظ على المستويات السعرية خلال رمضان، وعدم زيادة أسعار الخضراوات والفواكه.
وذكر خونجي أن «بعض التجار قد يتحملون أي زيادات سعرية، خلال موسم رمضان، إلا أن هناك مخاوف من أن تؤثر أسعار النقل في الأسعار بعده، اذا استمرت تكاليف النقل في الارتفاع».
فواكه موسمية
من جانبه، قال صاحب شركة «الحوامدة» للتجارة، عدنان الحوامدة، إن «هناك أزمة تواجه التجار حالياً تتمثل في ارتفاع مفاجئ بكلفة النقل البري، وزيادة إيجار شاحنات النقل المبردة بنسبة تصل إلى 100٪، ما رفع من كلفة نقل الخضراوات والفواكه بشكل كبير، وشكل عبئاً على التجار».
وأضاف أن «كلفة النقل ارتفعت لتشمل جميع الدول العربية الرئيسة المصدرة للخضراوات والفواكه، منها الكويت، والسعودية، والأردن، وسورية، وعُمان، ولبنان».
ولفت إلى أن «التجار لم يتلقوا إجابات توضح مبررات هذا الارتفاع المفاجئ، إلا أن معظم الموردين يرجعون ذلك إلى الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، فضلا عن الاستعداد لشهر رمضان، ما رفع الطلب على شاحنات النقل المبردة، فضلاً عن ضغوط نقل فواكه موسمية، تتميز بقصر موسمها مثل الكرز، والبرقوق، والمشمش.
وأكد أنه «لا يوجد حتى الآن تأثير كبير لارتفاع أجور النقل في أسعار الخضراوات والفواكه في أسواق أبوظبي، إلا أن هناك مخاوف من استمرار ذلك، ما يدفع التجار إلى رفع الأسعار، كونها تمثل عبئاً عليهم».
وذكر أن «ظروف الحر الشديد لم تؤثر كذلك في توافر السلع، أو في حدوث نقص فيها»، متوقعاً توافر جميع أصناف الخضراوات والفواكه، وعدم حدوث ارتفاعات غير مبررة في أسعارها خلال شهر رمضان المقبل.
عقود سنوية
واتفق مدير شركة «بركات» للخضراوات والفواكه، جوهر علي الزعابي، مع نظيريه، في أن ارتفاع الطلب على شاحنات النقل المبردة، أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسب تراوح بين 50 و100٪، لافتاً إلى الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول العربية، ما أسهم في رفع كلفة النقل ،والتأمين على النقل، فضلاً عن الجمارك.
وقال إن «الشركة ملتزمة بعقودها الحالية مع الشركات والفنادق، وهي عقود سنوية في معظمها، ولا يمكن إعادة النظر فيها»، مستدركاً أن بعض الشركات قد تضطر إلى رفع الأسعار في التعاقدات الجديدة، لمواجهة هذا الارتفاع غير المبرر بأسعار النقل.
وأوضح أن «الخضراوات والفواكه تتصف بأنها سريعة التلف، ومن الصعب تخزينها فترة طويلة، ما يجعل من الصعب توريد كميات كبيرة من الآن، تحسباً لارتفاع سعري مستقبلي».
اتفاق نهائي
وفي السياق نفسه، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «الاقتصاد ستبحث الموضوع مع تجار وموردي الخضراوات والفواكه، للتحقق من أسباب هذا الارتفاع ومبرراته»، مؤكداً أن «الوزارة ترفض أي استغلال أو تضليل للمستهلكين، وستتصدى لأي ارتفاعات كبيرة غير مبررة في الأسعار.
وأوضح أن «أسعار الخضراوات والفواكه ترتفع وتنخفض بشكل طفيف، وبما يراوح بين درهم ودرهمين مثلاً، نتيجة أسباب موسمية»، مشيراً إلى أن ذلك أمر طبيعي، يتماشى مع ظروف السوق.
وأكد أن «(الاقتصاد) تركز على توافر جميع الأصناف، بما فيها الورقيات، والفواكه، لضمان عدم حدوث نقص بها، يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وذكر النعيمي أن «الوزارة على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي مع تجار أبوظبي، لتثبيت أسعار الخضراوات والفواكه، خلال شهر رمضان المقبل، وسيتم الإعلان عن تفاصيل ذلك الأسبوع المقبل، كما ستجتمع اليوم مع تجار دبي، لبحث مبادراتهم بشأن الأسعار في شهر رمضان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news