ارتفاع أسعارهن وزيادة الوعي بقيمة التقنية دفع الشركات إلى الاستغناء عنهن

«جيتكس» بلا عارضات

خفض النفقات أطاح فتيات الترويج في «جيتكس». تصوير: باتريك كاستيلو

«جيتكس 2012» بلا عارضات فاتنات، ملاحظة استوقفت زوّار هذه الدورة من المعرض التقني الأشهر في المنطقة، الذي اختتمت فعالياته أمس، وفي مرات سابقة كان الحديث عن العارضات في الجلسات والأحاديث الخاصة ينصب عليهن أكثر من الحديث عن المنتجات التي كن يروجن لها، هذا العام يبدو أن أغلبية العارضين أهملوا العارضات لأسباب عدة، أهمها ارتفاع الكلفة التي تحمل العارض المزيد من الأعباء المالية.

وأكدت شركات عارضة أن الدورة الحالية ضمنت الكثير من المنتجات الجديدة والمبتكرة التي تم إطلاقها خلال الفعاليات، وهو ما دفع الكثير من الشركات، لا سيما الصغيرة والمتوسطة، إلى تقليص النفقات للترويج والجذب والإبهار، الأمر الذي جعل من أسبوع «جيتكس للتقنية 2012» معرض المنتجات الحقيقية.

وتفصيلاً، قال مدير التسويق في شركة «هاي سوفت»، إياد الصمدي، إن «استخدام العارضات في تسويق المنتجات تقليد عالمي متعارف عليه في المعارض العالمية كافة، إلا أن الدورة الحالية من (جيتكس) شهدت تحولاً كبيراً في هذا الصدد، إذ تراجع عدد العارضات اللاتي استخدمتهن الشركات بشكل كبير وملحوظ».

وبين أن «هناك عاملين أساسيين وراء هذا التراجع، الأول هو ارتفاع أجور العارضات بنسب فاقت 50٪ مقارنة بالأسعار السابقة، وهو ما يزيد من تكاليف الشركات، خصوصاً المتوسطة والصغيرة، إذ يراوح أجر العارضة بين 1000 إلى 1500 درهم لليوم الواحد».

وأضاف الصمدي أن «العامل الثاني هو تركيز الشركات على المنتجات والتميز الذي تقدمه، إضافة إلى وعي وفهم الزائرين بدور التقنية الحديثة والتفرقة بين المنتجات، من دون وجود عامل الجذب الذي كانت تخلقه فتيات العرض، وهذا التغير ناتج عن الفهم والإدراك الحقيقي لقيمة التقنية، والمنتجات التي باتت تشكل جزءاً كبيراً من حياة الأشخاص».

وأفادت مديرة شركة «إن سايت» للفعاليات، باتريشا ديمتري، بأن «الدورة الحالية لأسبوع (جيتكس للتقنية) شهدت تراجعاً كبيراً في عدد العارضات اللاتي كن يستخدمن لتسويق المنتجات، وركزت الشركات على موظفيها، وإبراز المنتجات التقنية، مبينة أن التكاليف التي تتكبدها الشركات لاستئجار عارضات اعتبرتها الشركات نفقات زائدة، لا سيما بعد الأزمة العالمية».

وذكرت أن «أجر فتيات العرض في السوق الإماراتية شهد ارتفاعاً خلال الفترة الماضية، إذ راوح سعر العارضة الأوروبية بين 1000 إلى 1500 درهم يومياً، فيما بلغ أجر العارضات الآسيويات بين 500 و750 درهماً لليوم، وتحتاج الشركات في المتوسط خمس عارضات على مدار الأسبوع، وهو ما بات يكلف الشركات مزيداً من الأموال».

وأكدت ديمتري أن «شركات عدة تخلت عن العديد من مظاهر الجذب، إذ لم تكن العارضات هن عامل الجذب فقط، إذ استخدمت الروبوتات، والأضواء والعديد من العروض المبهرة لجذب الزوّار، إلا أن هذه الدورة لم تشهد الكثير من عوامل الإبهار والجذب»، لافتة إلى أن «الشركات باتت تهتم بتقليص النفقات، وهذه البنود ليست أساسية، الأمر الذي دفع البعض إلى التخلي عنها».

من جانبه، قال مدير التسويق في شركة «سرف»، باترك منير، إن «استخدام شركات التقنية للفتيات يُعد طريقة عالمية في التسويق، تعتمد على إبهار العملاء أو الزوّار، إلا أن الشركات غالباً ما تلجأ إليه في أوقات الرخاء ونمو حركة المبيعات، إلا أن تداعيات الأزمة العالمية على الشركات باتت واضحة، واتجه الكثير من الشركات إلى تقليص النفقات، الأمر الذي أدى إلى الاستغناء عنهن».

تويتر