«إنسياد» استندت في تقييمها على معايير الربحية وتغير القيمة السوقية للشركات

ستيف جوبز يتصدر قائمة أفضــل ‬100 مدير تنفيذي للعام الثاني

صورة

كشفت كلية إدارة الأعمال الدولية «إنسياد»، أمس، عن القائمة الكاملة لأفضل ‬100 مدير تنفيذي أداءً في العالم، وفق دراسة شاملة أعدتها الكلية ضمن معايير محددة لاختيار أفضل المديرين التنفيذيين من حيث الأداء في قطاعات مختلفة حول العالم، وذلك بالتعاون مع مجلة «هارفارد بيزنس ريفيو».

وحدد التقرير الجديد الذي يُعـد مبادرة سنوية بدأتها «إنسياد» في عام ‬2009، أدوات دقيقة عدة لقياس تميّز أداء المديرين التنفيذيين، واضعاً في الاعتبار أرباح المساهمين، والتحديات التي تواجه القيمة السوقية ورؤوس الأموال، لتقييم نجاح الإدارة على مدى أفق زمني طويل.

وأفاد بيان صدر أمس بأن مجموعة متخصصة من الكوادر الأكاديمية في الـكلية أسهمت في إنجاز التـقرير، إذ تـبنى فريق العمل عوامل عـدة يمـكنها التأثـير في أداء ونجاح المدير التنفيذي للشركة مثل كون المدير التنفيذي سبق له شغل مناصب سابقة في الشركة نفسها أو تم تعيينه من الخارج، وحصول المدير التنفيذي على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال.

مفاجأة الصين

كشف تصنيف أسماء المديرين التنفيذيين في القائمة، عن بعض الجوانب المفاجئة حول قيادة المديرين التنفيذيين للأعمال، مثل تحقيق المديرين التنفيذيين في الصين، وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الكبير، لمراكز عالمية أقل بنحو ‬176 مرتبة عن نظرائهم الأميركيين وظهرت أسماء ثلاثة مديرين تنفيذيين من الصين في قائمة أفضل ‬100 مدير تنفيذي أداءً عالميا كما حلّ المديرون التنفيذيون اليابانيون بمراكز عالمية أقل بنحو ‬562 مرتبة عن المديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة، بينما حقق المديرون التنفيذيون من البرازيل حضوراً جيداً باحتلال نسبة ‬9٪ من قائمة الـ‬100 الكبار عالمياً، على الرغم من تشكيلهم لنسبة ‬4.5٪ من العينات التي تمت دراستها وتقييمها.


العائدات الربحية وخسائر المديرين

أوضح التقرير أن أفضل ‬100 مدير تنفيذي أداءً في العالم نجحوا في تحقيق عائدات ربحية مميزة للمساهمين في الشركة بنسبة ‬13.85٪ خلال فترة توليهم للمنصب، كما أسهموا في رفع القيمة السوقية للشركات بنحو ‬40.2 مليار دولار.

وبالمقابل، أشار التقرير إلى أن الـ‬100 مدير تنفيذي، الذين تذيلوا العينات المدروسة حققوا عائدات سلبية بنحو ‬57٪، وخسروا ما إجماله ‬13.6 مليار دولار من القيمة السوقية لشركاتهم مجتمعة.

يذكر أن تقرير «إنسياد» لأفضل المديرين التنفيذيين أداءً نُشر للمرة الأولى في يناير ‬2010، تلاه إصدار تصنيف إقليمي في يناير ‬2012 لـ‬400 مدير تنفيذي من شركات هندية مشهورة، وفي مارس ‬2012 تم إجراء استبيان لـ‬300 مدير تنفيذي في أميركا الجنوبية، وفي يوليو ‬2012 تم إصدار تصنيف لأفضل ‬500 مدير تنفيذي في الصين.

أفضل المديرين

تفصيلاً، ضمت قائمة أفضل المديرين التنفيذيين في العالم، بناءً على معايير الربحية وتغيّر القيمة السوقية، مجموعة من الأسماء المعروفة عالمياً في قطاع الأعمال، تصدّرها المدير التنفيذي السابق لشركة آبل، ستيف جوبز، الذي تربع على رأس القائمة للمرة الثانية، والمدير التنفيذي لشركة أمازون جيفري بيزوس، والمدير التنفيذي لشركة «سامسونغ إلكترونيكس»، ين جونغ يونغ، والمدير التنفيذي لشركة «فالي»، روجر أجنيلي، الذي حل كذلك في صدارة المديرين التنفيذيين من أميركا اللاتينية، والمدير التنفيذي لشركة جيليد ساينسينز، جون مارتن.

وضمت القائمة المديرة التنفيذية السابقة لموقع «إي باي»، مارغريت وايتمان، وهي المرأة الوحيدة التي انضمت لقائمة الـ‬10 الكبار، واحتلت المركز التاسع في القائمة، والأول ضمن أفضل المديرات التنفيذيات أداءً عالميا.

كما حل في صدارة أفضل المديرين التنفيذيين أوروبيا المدير التنفيذي لشركة «سابميلر»، غراهام ماكاي.

وفي الهند، حل المدير التنفيذي لشركة «آي تي سي»، واي سي ديفيشوار في المرتبة الأولى والسابعة عالمياً، وعلى مستوى الصين، تصدر القائمة المدير التنفيذي لشركة الطيران الصيني «إير تشاينا»، لي جيانزانغ ومن روسيا المدير التنفيذي لشركة نوريلسيك نيكيل، ميخائيل بروخوروف.

شمولية وتصنيف

وقدم تقرير «إنسياد» لأفضل ‬100 مدير تنفيذي أداءً عالمياً، عملية تقييم عالمية حقيقية لأداء المديرين التنفيذيين، تعكس بشمولية الطبيعة العالمية للأعمال حاليا.

وضم سجل الأداء لعام ‬2012 عدداً أكبر بمقدار الثلث عن عام ‬2011، ما يعادل ‬3143 سجلاً لمدير تنفيذي في التقرير الجديد، مقارنةً بنحو ‬1999 سجلاً في تقرير عام ‬2011، إذ تعكس هذه الأرقام ‬64 جنسية وشركة في ‬37 دولة حول العالم.

وقالت أستاذة «كرسي كورا» لبرنامج القيادة والتعليم في الكلية، والمشاركة في إعداد التقرير، هيرمينيا إبارا: «أردنا عبر هذا التقرير تقديم أداة مباشرة ذات معايير دقيقة جداً لتقييم أداء المديرين التنفيذيين حالياً ومع مرور الوقت»، مؤكدة أن التقرير يتبع نهجاً مختلفاً لتحديد ترتيب المديرين التنفيذيين في القائمة، بعيداً عن شهرة وشعبية المدير التنفيذي، بل عبر البحث بنظرة متعمقة في مجموعة من البيانات الأساسية للوصول للمخرجات الرئيسة للتقرير».

وحول شمولية تقرير «إنسياد»، قال أستاذ ريادة الأعمال في كلية «إنسياد»، والمشارك في إنجاز التقرير، مورتين هانسين، إن «الدراسات العالمية المشابهة، شهدت لعقود طويلة تركيزاً على قطاعات الأعمال الأميركية، الأمر الذي أعاق إصدار تقارير تبرز تنوّع القيادات العالمية الفذة في قطاع الأعمال عالميا».

وأفاد بأن «تقرير (إنسياد) يمتاز بالشمولية والتنوّع عبر اتخاذ نظرة تاريخية ومراجعة أداء أبرز القيادات حول العالم، لإنجاز قائمة متكاملة وفق معايير عالمية محددة».

وحول معايير تصنيف المديرين التنفيذيين في القائمة، قال الأستاذ المشارك لبرنامج العلوم المالية في كلية «إنسياد» وأحد معدي التقرير، يورس بيير، إن «التصنيف يعتمد على معدل الأداء على المدى الطويل، وتقييم سنوات عدة من الأداء الإداري للمدير خلال فترة شغله للمنصب، أو طالما كان يشغل منصبه حتى نهاية عام ‬2012»، مشيراً إلى ان هذه العملية التحليلية تمنح امكانية مميزة لقياس معدل النجاح طويل المدى، وإطار العمل المشجع لرؤية استراتيجية مستدامة.

شروط التأهل

اختار معدو التقرير قائمة المديرين التنفيذيين الأفضل أداءً، وفق شروط عدة تأهيلية منها، اشتراط قضاء المدير التنفيذي لمدة عامين على الأقل، لضمان الحصول على قدر مناسب وكافٍ من البيانات والمعلومات المتصلة بالأداء، فيما استبعد التقرير المديرين التنفيذيين الذين تقلدوا مناصبهم قبل عام ‬1995 أو بعد تاريخ ‬31 أغسطس ‬2010.

وقدم التقرير معلومات متنوعة للمساعدة على تحديد العوامل المساهمة في تحقيق ممارسات قيادة متميّزة، إذ أظهر أن المديرين التنفيذيين الذين يحملون شهادة ماجستير في إدارة الأعمال احتلوا مراتب أعلى بمقدار ‬40٪، والمديرين التنفيذيين المُعينين من داخل الشركة احتلوا مراتب أعلى في التصنيف بمقدار ‬154 مرتبة.

كما تباينت أهمية هذه العوامل بحسب المنطقة، إذ كشف التقرير أن المديرين التنفيذيين المُعينين من داخل الشركة، في مناطق وسط أوروبا والصين والهند، لم يتفوقوا على نظرائهم المُعينين من خارج الشركة.

واكتشف معدو التقرير أن الاختلافات في القطاعات الصناعية لم تكن ذات تأثير كبير وواضح في تحقيق المديرين التنفيذيين للنجاح الإداري.

ويساعد التقرير على تفهم العلاقة بين القيادة الإدارية وأداء المدير التنفيذي ومبادرات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، إذ حقق بعض المديرين أداءً أكثر تميزاً من خلال تبني مبادرات مسؤولية اجتماعية مميزة، بينما نجح آخرون في تحقيق الأداء المميز دون تبني مبادرات مشابهة.

تويتر