بعثة «غرفة دبي» نظمت ملتقى الأعمال.. ودعت إلى تسهيل تنقّل السياح

مفاوضات لتعزيز الاستثمار مع كازاخســـتان وفتح خطوط طيران مباشرة

البعثة الإماراتية اطلعت على المجسم العام لمدينة أستانة الذي تعتزم الحكومة إكماله خلال السنوات المقبلة. الإمارات اليوم

دعا رجال أعمال من الإمارات حكومة كازاخستان إلى فتح خطوط طيران مباشرة مع دبي، وتسهيل إجراءات استخراج التأشيرات، مؤكدين أهمية تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين في قطاعات حيوية تمتلك فيها شركات دبي خبرة واسعة.

وقال رجال الأعمال، خلال لقاءاتهم بمسؤولين من جمهورية كازاخستان، إن تبني سياسة الأجواء المفتوحة، وفتح خطوط طيران مباشرة بين دبي وكازاخستان، يعززان العلاقات الاقتصادية الثنائية، ويحفزان الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان، لافتين إلى أهمية تسهيل تنقل السياح بين دبي وكازاخستان، ما من شأنه تطوير الروابط التجارية بين الطرفين والارتقاء بها إلى مستوياتٍ عالية.

وزار وفد من رجال الأعمال أعضاء غرفة صناعة وتجارة دبي مدينتي أستانة وألماتي في كازاخستان برئاسة رئيس مجلس إدارة الغرفة، عبدالرحمن سيف الغرير، ضمن بعثتها التجارية إلى رابطة الدول المستقل.

وعقد الوفد سلسلة من الاجتماعات المهمة لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتذليل المعوقات بين مجتمعي الأعمال في دبي وكازاخستان، كما نظمت الغرفة ملتقى الأعمال الإماراتي ـ الكازاخستاني في مدينة ألماتي بحضور أكثر من ‬120 من رجال الأعمال من البلدين.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأعرب مسؤولون حكوميون في جمهورية كازاخستان عن استعداد بلادهم للتعاون مع دبي، مؤكدين وجود مفاوضات جارية حالياً لفتح خط طيران مباشر لشركة «فلاي دبي» إلى كازاخستان، مؤكدين أن دبي وجهة عالمية للأعمال والسياحة، ولديها خبرات واسعة، خصوصاً في مجال استضافة الفعاليات والمؤتمرات العالمية، ويمكن الاستفادة منها مع استضافة العاصمة أستانا لمعرض «إكسبو ‬2017».

الأجواء المفتوحة

وتفصيلاً، حثّ وفد غرفة تجارة وصناعة دبي، خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني، خيرت كيليمبتوف، إلى تبني سياسة الأجواء المفتوحة، وفتح خطوط طيران مباشرة تربط دبي بكازاخستان، معتبراً أن تلك الخطوة من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتحفيز الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان، لافتين إلى أهمية تسهيل تنقل السياح بين دبي وكازاخستان، وهو الأمر الذي من شأنه تطوير الروابط والارتقاء بها إلى مستويات عالية.

وأشار رئيس البعثة التجارية إلى كازاخستان، عبدالرحمن سيف الغرير، إلى أن «كازاخستان تشكل وجهة مليئة بالفرص الاستثمارية، تم انتقاؤها بعناية بعد دراسات مستفيضة، أظهرت وجود فرص عدة في قطاعات متنوعة، يمكن أن تجذب الاستثمارات الإماراتية في حال توافر البيئة الملائمة لذلك».

وأوضح أن «الجهات الكازاخستانية أبدت اهتماماً بالبعثة التي نظمتها غرفة دبي منذ وصولها إلى كازاخستان»، لافتاً إلى أن «وجود أبرز رجال الأعمال من دبي ضمن أعضاء البعثة، يعكس التزامنا ورغبتنا في التوسع في أسواق رابطة الدول المستقلة».

وقال الغرير للصحافيين على هامش اللقاء، إن «الجانب الكازاخستاني طلب الاستفادة من خبرة دبي في المجالات التي أبدت دبي فيها تقدماً ملموساً خلال السنوات الماضية، ومنها قطاعات المطارات والشحن والموانئ وتنظيم المعارض والفعاليات»، مبيناً أن «دبي قدمت نموذجاً ناجحاً في تنظيم الفعاليات الكبرى، ويمكنها أن توفر خبرتها وريادتها في تنظيم المعارض، حتى تستفيد منها كازاخستان في تنظيم فعاليات (إكسبو ‬2017) في أستانة».

وأكد أنه «لم يتم إبرام اتفاقات خلال تلك زيارة البعثة، التي تركز أكثر على التعارف واستكشاف الفرص الاستثمارية».

«فلاي دبي»

وأضاف الغرير: «تحتاج كازاخستان إلى إجراء تغييرات في بيئتها الاستثمارية والقوانين والتشريعات التي تجذب المستثمرين»، مشيراً إلى ضرورة أن يتم اتخاذ خطوات واسعة في هذا الشأن، داعياً إلى السماح لشركة «فلاي دبي» بالعمل هناك.

وقال إن «السماح لـ(فلاي دبي) بالتحليق في الأجواء الكازاخستانية سيؤدي إلى زيادة عدد السياح بين البلدين، ويفتح آفاقاً أرحب للتجارة المشتركة»، لافتاً إلى أن «المسؤولين في جمهورية كازاخستان يرون أن دبي نموذج ناجح، ووعدوا بالنظر في طلبات المستثمرين ورجال الأعمال من الإمارات».

وذكر أن «تجارة دبي غير النفطية مع كازاخستان ارتفعت بنسبة ‬61٪ خلال عام ‬2011 مقارنة بعام ‬2010»، متوقعاً استمرار هذا النمط التصاعدي نظراً إلى وجود إمكانية لتعزيز التجارة البينية من خلال اتخاذ كازاخستان بوابة استراتيجية للتجارة من وإلى دول رابطة الدول المستقلة.

وأضاف الغرير أن «اللقاء يعد خطوة مهمة لعلاقات أفضل بين دبي وكازاخستان، إذ سلط الضوء على إمكانية زيادة التجارة والاستثمارات البينية، وتأسيس روابط أقوى في القطاعات الاقتصادية المختلفة».

نموذج دبي

بدوره، أعرب نائب رئيس الوزراء في جمهورية كازاخستان، خيرت كيليمبتوف، عن استعداد بلاده للتعاون في مجال الطيران، مؤكداً أن هناك مفاوضات جارية حالياً لفتح خط طيران مباشر لـ(فلاي دبي) إلى كازاخستان، آملاً أن تصل المفاوضات إلى خاتمة إيجابية تعود بالنفع على الجانبين».

وأبدى إعجاب بلاده بنموذج دبي الاقتصادي والإنجازات التي حققتها، معتبراً أن «دبي أصبحت وجهة عالمية للأعمال والسياحة، ولديها خبرات واسعة، خصوصاً في مجال استضافة الفعاليات والمؤتمرات العالمية»، مشدداً على حاجة بلاده إلى هذه الخبرات، خصوصاً مع استضافة العاصمة أستانا معرض (إكسبو ‬2017).

وتوقع مستقبلاً باهراً لدبي على ضوء الإنجازات التي تحققها، معتبراً أن مدينة ألماتي تشبه نوعاً ما دبي، في حين تشبه العاصمة أستانا أبوظبي.

وأفاد بوجود إمكانات ومجالات كثيرة للتعاون في السياحة والاقتصاد الإسلامي والبنية التحتية والبناء التشييد ومواد البناء، إذ إن كازاخستان تعد ثاني أفضل اقتصاد في منطقة وسط آسيا بعد روسيا.

وقال نائب رئيس الوزراء إن بلاده تتمتع بمزايا سياحية مهمة، خصوصاً مدينة ألماتي، التي تشهد نمواً ملحوظاً، وتوجد فيها منتجعات ومرافق للتزلج، في حين أن بلاده تشكل كذلك ممراً تجارياً مهماً إلى أسواق رابطة الدول المستقلة ووسط آسيا ينبغي الاستفادة منه.

السياحة والعقارات

من جانبه، دعا وزير الصناعة والتقنية الحديثة في جمهورية كازاخستان، عزت إسكيشيف، شركات دبي إلى دخول السوق الكازاخستانية، وتبادل الخبرات من الشركات الكازاخستانية، خصوصاً مع وجود فرص استثمارية كبيرة في قطاعات السياحة والعقارات والتشييد والبناء ومواد البناء»، مشيراً إلى أن قطاعات تطوير البنية التحتية والمواصلات والنقل والصناعات البترولية والبتروكيماوية تمثل فرصة كذلك لشركات دبي. وتوقع، خلال استقباله بعثة غرفة دبي إلى كازاخستان، تدفق الاستثمارات الخارجية خلال السنوات الـ‬20 المقبلة على مختلف القطاعات، خصوصاً في مجال البترول، معتبراً أن تطوير البنية التحتية أساسي لهذه المشروعات، ودعا شركات دبي إلى استثمار خبراتها في كازاخستان.

وأشار إلى أن «شركات دبي متقدمة، وتمتلك تكنولوجيا حديثة، ولها خبرة كبيرة في تصنيع مواد البناء والتقنية الجديدة في الإنشاء»، مبدياً استعداد بلاده للقاء شركات دبي، وبحث فرص الاستثمار معها، خصوصاً مع افتتاح الحديقة الصناعية في غرب كازاخستان، وبروز فرص إضافية للتعاون المشترك».

وذكر أن «مدينة ألماتي يطلق عليها في كازاخستان اسم (دبي المستقبل)، نظراً إلى الإقبال السياحي المميز»، مبيناً أهمية الاتحاد الجمركي الذي يربط بلاده مع روسيا وبيلاروسيا بالنسبة لشركات دبي الراغبة في ممارسة التجارة في هذه المنطقة الواعدة.

ولفت إلى أن الحدود المشتركة مع الصين، التي سيعيش فيها ‬10 ملايين نسمة، سيكون لها مستقبل كبير أيضاً، خصوصاً في مجال التجارة.

‬10 مناطق صناعية

وقال إسكيشيف إن «هناك ‬10 مناطق صناعية حرة على امتداد كازاخستان، تشكل أماكن مثالية للاستثمارات الإماراتية، وتشمل مناطق حرة متخصصة للنفط والغاز الصناعات البتروكيماوية، السياحة، البناء والتشييد، الصناعات الكيماوية، صناعة التعدين، التجارة، الخدمات اللوجستية، النسيج والأقمشة، النقل، إضافة إلى صناعة تقنية المعلومات والابتكار».

وأكد رغبة بلاده في أن تصبح من أكبر المنتجين الزراعيين، خصوصاً في مجال الخضراوات والحبوب واللحوم، مع وجود نحو ‬60 مليون هكتار صالحة للزارعة».

وبين أن «هناك مجالات أخرى للتعاون في بلادنا، خصوصاً في مجال الطاقة، والصيرفة الإسلامية»، لافتاً إلى أن «أول بنك إسلامي على أراضي جمهوريات الاتحاد السوفييتي يوجد في العاصمة أستانا، وهو مصرف الهلال الذي يتخذ من أبوظبي مقراً رئيساً».

وأكد دعم بلاده لتحفيز الاستثمارات الخارجية، مشيراً إلى حاجة بلاده إلى فنادق ومراكز تجارية، ومرافق سياحية، خصوصاً أماكن التزلج في مدينة ألماتي، إضافة إلى توافر مجالات للاستثمار في قطاع الخدمات اللوجستية والسياحة والمواصلات، معتبراً أن «الإمارات وتركيا تشكلان نموذجاً في السياحة ترغب كازاخستان الاقتداء به».

تويتر