«إتش إس بي سي» يستبعد عودة «الإقراض العشوائي» وتكرار «الفقاعـة العقارية»

استبعد بنك «إتش إس بي سي الشرق الأوسط» عودة ظاهرة «الإقراض العشوائي»، وتساهل بنوك محلية في اشتراطات منح القروض والتمويلات، مؤكداً عدم وجود مخاوف لديه من تكرار ظاهرة «الفقاعة العقارية» في الإمارات، في ظل عودة البنوك إلى التمويلات العقارية بنشاط، والارتفاعات الحالية في أسعار العقارات والإيجارات.

ورفض البنك خلال لقاء إعلامي بممثلي الصحف المحلية، فكرة وضع «ميثاق شرف» بين البنوك في الدولة، لمواجهة ظاهرة «سحب» المواطنين لزيادة نسبة التوطين لدى بعض البنوك، مسوغاً ذلك بأن ذلك الميثاق قد يجعل البنوك تقف عقبة أمام مستقبل موظفيها المواطنين، وحتى لا يجبر أي موظف على الاستمرار في العمل من دون رغبة منه.

وكشف البنك أن نسبة تمثيل المواطنين في الإدارة المتوسطة لديه تصل إلى 18%، وفي الإدارة العليا 13%، مؤكداً أنه سيستكمل قبل نهاية العام الجاري خطة لتوظيف 100 موظف جديد تزيد نسبة المواطنين على 50% منهم.

فقاعة عقارية

وتفصيلاً، استبعد الرئيس التنفيذي لبنك «إتش إس بي سي الشرق الأوسط» عبدالفتاح شرف، عودة ظاهرة «الإقراض العشوائي»، وتساهل بنوك محلية في اشتراطات منح القروض والتمويلات، مرجعاً ذلك إلى أن المصرف المركزي وضع عدداً من الضوابط الصارمة التي تنظم عملية الإقراض وتمكنه من التحكم فيها، فضلاً عن الدور المهم الذي يلعبه «اتحاد مصارف الإمارات» في تنظيم عمل القطاع، وتوحيد آراء البنوك، والتنسيق مع المصرف المركزي.

وأكد شرف عدم تخوفه من ظهور «فقاعة عقارية» جديدة، في ظل الارتفاعات الحالية في أسعار العقارات والإيجارات، وعودة البنوك إلى التمويلات العقارية بنشاط، مسوغاً ذلك بأن البنوك تعلمت من أخطاء الماضي، وأصبحت تدرس الوضع الائتماني للمتعامل معها الراغب في الاقتراض، للتأكد من ملاءته المالية قبل منحه التمويل، فضلاً عن أن هناك طلباً حقيقياً على العقارات، وليست مضاربات عشوائية كما كان في الماضي.

التوطين في البنك

وقال شرف إن «عدد الموظفين العاملين في البنك بالدولة يبلغ نحو 1700 موظف، بينهم نحو 472 مواطناً ومواطنة، 92 منهم يعملون في مناصب إدارية عليا ومتوسطة»، لافتاً إلى أن عدد المواطنات العاملات لدى البنك يبلغ 365 موظفة.

وأوضح أن «نسبة تمثيل المواطنين في الإدارة المتوسطة للبنك تصل إلى 18%، بينما تصل في الإدارة العليا إلى 13%».

وكشف أن «مديري ثمانية فروع من أصل تسعة للبنك في الدولة، هم إماراتيون، اثنان منهم من النساء»،

وفي ما يتعلق بجهود تأهيل المواطنين لتولي وظائف عليا في البنك، أجاب شرف أن «(إتش إس بي سي) أطلق برنامجاً للتطوير المهني للمواطنين العاملين في البنك، وتم تحديد 70 مواطناً للانضمام إلى البرنامج لإعدادهم خلال فترة تمتد بين 12 و18 شهراً، لترقيتهم وتولي مناصب عليا في البنك».

وأكد أنه «تم اختيار سبعة من الخريجين الإماراتيين من أصحاب المهارات، للمشاركة في برنامج تدريبي للطلاب للخريجين في عام 2013، وهو برنامج قيادي شامل لصغار المديرين التنفيذيين المحتملين».

وأوضح أن «البرنامج يشتمل على دورة تدريبية لمدة أربعة أسابيع، يتم التركيز فيها على التطبيق العملي للقيادة، والفعالية ضمن فرق العمل، ومهارات التواصل، فضلاً عن مهارات العمل القابلة للتطبيق»، مشيراً إلى أن المرشحين الإماراتيين سينضمون إلى 300 مرشح آخر جاءوا للانضمام إلى «إتش إس بي سي» من مناطق عالمية وإقليمية، مثل آسيا المحيط الهادئ، وأميركا الشمالية، وأميركا اللاتينية، وأوروبا.

ميثاق شرق

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول مطالبة بنوك محلية بتوقيع «ميثاق شرف» بين البنوك العاملة في الدولة، لمواجهة ظاهرة «سحب» المواطنين لزيادة نسبة التوطين لديها، رفض شرف هذه الفكرة، وذلك حتى لا تقف البنوك عقبة أمام مستقبل موظفيها المواطنين، وحتى لا يتم إجبار أي موظف على الاستمرار في العمل من دون رغبة منه.

وأوضح أن «البنك الذي يوفر برامج تدريب وفرصاً للترقي الوظيفي، لن يتركه الموظف المواطن»، مؤكداً أن بعض المواطنين استمروا في العمل في «إتش إس بي سي» مدة تصل إلى 20 عاماً، ولا يريدون الانتقال إلى وظائف خارجه.

ودلل شرف على صحة حديثة بتجربته الشخصية، إذ بدأ العمل في البنك قبل 18 عاماً، وعمل في البنك ذاته الذي كان يعمل فيه والده»، مؤكداً أنه استمر في القطاع المصرفي حباً في العمل، وبعد أن تعلم أصول العمل المصرفي على أيدي عدد من المواطنين من أمثال عبدالله صالح، وعبدالله العويس، وعبدالغفار الهاشمي، وغيرهم.

وقال إن «البنك سيستكمل قبل نهاية العام الجاري خطة لتوظيف 100 موظف جديد تمثل نسبة المواطنين منهم أكثر من 50%».

وذكر أن «مخططات البنك تستهدف زيادة نسبة التوطين لديه بمعدل 5% خلال عام 2013»، لافتاً إلى أن سياسة «إتش إس بي سي» على المستوى العالمي تركز على توظيف أبناء الدولة التي يعمل البنك فيها، لزيادة التواصل المجتمعي، وخدمة المجتمع المحلي، فضلاً عن الاطلاع بدور البنك في المسؤولية المجتمعية.