بعد استحواذ الشركة الأميركية على الفنلندية مقابل 7.2 مليارات دولار
«ساكسو»: «نوكيا» اتخذت القرار الصائب.. و«مايكروسوفت» تواجـــه صعوبات
أعلنت شركة «نوكيا» الفنلندية مطلع الأسبوع الجاري أنها توصّلت إلى اتفاقية مع شركة «مايكروسوفت» الأميركية، تقضي باستحواذ «مايكروسوفت» على جميع أعمال «نوكيا» المتعلقة بالأجهزة والخدمات، إضافة إلى حصولها على ترخيص باستخدام براءات اختراعها مقابل 5.44 مليارات يورو (7.2 مليارات دولار)، متوقعة إتمام الصفقة خلال الربع الأول من عام 2014.
وتعقيباً على الصفقة، قال أخصائي استراتيجيات حقوق الملكية في «ساكسو بنك»، بيتر غارنري، إن «استحواذ (مايكروسوفت) على قسم الهواتف المتحركة في (نوكيا) يعني أن هذه صفقة جيدة لـ(نوكيا)، وأنها تحمل في طياتها كارثة على (مايكروسوفت)».
وأضاف: «كانت (نوكيا) في فترة ما أكبر شركة مصنعة للهاتف المتحرك في العالم، لكنها شهدت منذ عام 2007 تراجعاً في قسم الهواتف المتحركة لديها، إذ هبط دخلها التشغيلي بشكل حاد من 7.7 مليارات يورو آنذاك، إلى (ـ1.1) مليار يورو في 2012، ويعزى السبب الرئيس في ذلك إلى اختراق شركة (أبل) صناعة الهواتف المتحركة من خلال جهاز (آي فون)، الذي يعد أول جهاز ذكي حقيقي أثار دهشة المستهلكين».
وتابع: «جاء في مرحلة لاحقة العملاق الكوري (سامسونغ) ليتغلب على (نوكيا) بتقديمه حزمة متكاملة من الهواتف الذكية، التي تعمل بنظام (أندرويد)، الذي تطوره شركة (غوغل)، بأسعار تنافس (نوكيا) في كل منتجاتها من الهواتف المتحركة»، مشيراً إلى أن «أداء (نوكيا) اتسم بالبطء في التكيف مع التطور الذي يشهده العالم، وهذا أمر يحدث إذا لم تساير الشركة التطورات الحاصلة، وهو ما أدى إلى تدهور صناعة الهواتف المتحركة لدى الشركة».
وأكد غارنري أن «مجلس إدارة (نوكيا) نفذ الاختيار الصائب، وحصل على أفضل صفقة ممكنة بالنظر إلى المسار الذي تسلكه الشركة في عملها، وهو ما دعمه ارتفاع قيمة سهمها في السوق بنسبة 40%، وحصلت (مايكروسوفت) على الصفقة مقابل 5.44 مليارات يورو، مقابل الحصول على قسم أجهزة وخدمات (نوكيا)، الذي يضم 32 ألف موظف ومحفظة براءات الاختراع والعلامة التجارية لـ(نوكيا) وإنتاج أجهزة الهواتف المتحركة».
وأفاد بأن «هذه الصفقة تعد ممتازة لـ(نوكيا)، إذ إنها خرجت من صناعة الهواتف المتحركة قبل أن توقف الأقسام الأخرى لديها، بالنظر إلى سلبية العوائد التشغيلية لقسم الهواتف المتحركة، ما أسهم في خفض المخاطرة التجارية والمالية للشركة في ظل أن حملة السندات هم الرابح الأكبر من هذه الصفقة».
وعلى صعيد المخاطر المحتملة جراء الصفقة على «مايكروسوفت»، قال غارنري إن «(مايكروسوفت) لم تُعرف بأنها شركة لتصنيع الأجهزة، لذلك فإنه من المتوقع أن تواجه صعوبة في بناء ثقافة تحث على التعاون بين مهندسي البرمجيات والأجهزة، أما استراتيجية (غوغل) في صناعة الهواتف المتحركة، فهي تعكس استراتيجية (مايكروسوفت) في الأيام السابقة للحواسيب الشخصية، عبر بناء برمجيات ضخمة وتوزيعها على كل صناع الأجهزة المتاحين والراغبين فيها، لقد كانت هذه الاستراتيجية ملائمة بشكل كامل لـ(مايكروسوفت) لكنها أضاعت الفرصة».
وأفاد بأن «الأدبيات الأكاديمية تشير إلى فشل معظم صفقات الاستحواذ في تحقيق توقعاتها، وهذه الصفقة لن تختلف عن سابقاتها بالنسبة لـ(مايكروسوفت)، إذ لن يكون سهلاً احتواء 32 ألف موظف كانوا فخورين في السابق بأنهم يعملون لمصلحة (نوكيا)، وعليهم الآن قبول خسارتهم لمصدر الفخر هذا، لمصلحة شركة أميركية عملاقة سيطرت عليهم الآن، فالروح المعنوية متدنية، ويتوجب على (مايكروسوفت) أن تكون سريعة جداً في العودة إلى اللعبة، فهاتف (ويندوز) الذي طرحته في الأسواق لا يحقق التوقعات بشأن مبيعاته، و(نوكيا) تشعر بالإحباط من الأرقام التي تحققها المبيعات في ظل عدم تمكن علامتها التجارية من جذب المستهلكين للتخلي عن أجهزة (أبل) و(سامسونغ) الذكية».
وأكد غارنري أن «الأمر سيتطلب حركة هائلة في قسم الهواتف المتحركة لدى (نوكيا) لتبرير صفقة الاستحواذ، وتحقيق عائد معقول على رأس المال المستثمر، إذ إن زمن جني الأرباح السريع من الهواتف الذكية مضى بعد النضوج الذي حققته هذه الصناعة»، مشيراً إلى أن «(مايكروسوفت) من المتوقع أن تواجه صعوبات في ضم (نوكيا) بطريقة سلسة تسهم في تسريع إبداعها، وقد يكون نقيض ذلك أكثر احتمالية، وقد ينتهي الأمر بشركة (مايكروسوفت) في كتابة حسن نيتها على هذه الصفقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news