تأكيد عالمي بجدارة دبي باستضافة «إكسبو 2020»
أظهر استبيان أجرته شبكة «اللاينس» العالمية لمراكز الأعمال، أن نسبة كبيرة من مجتمع الأعمال الدولي، تعتبر دبي الأجدر لاستضافة معرض «إكسبو 2020» مقارنة مع المدن المتنافسة الأخرى.
وأكد 57% من إجمالي 1000 مدير شركة شملهم الاستبيان، أن دبي هي الأجدر باستضافة الحدث العالمي، أي ما يعادل 570 مشاركاً، فيما استحوذت مدينة «إيكاترينابيرغ» الروسية على 18% من الترشيحات، ورجح 14% من المشاركين فوز مدينة «ساو باولو» البرازيلية، بينما حصلت مدينة «أزمير» التركية على 11% من الأصوات.
وشمل الاستبيان، الذي استثنى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما فيها الإمارات، مديري الشركات العاملة ضمن مراكز شبكة «اللاينس» العالمية في 28 دولة في أوروبا والأميركتين الشمالية والجنوبية، إضافة إلى آسيا واستراليا، بما في ذلك الدول المرشحة لاستضافة المعرض، وهي روسيا، وتركيا، والبرازيل.
«إكسبو شنغهاي» قال الرئيس الإقليمي لشبكة «اللاينس» العالمية لمراكز الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شريف كامل، إن «معرض (إكسبو 2010)، الذي استضافته مدينة شنغهاي الصينية أسهم في نمو الدخل القومي لشنغهاي بنسبة 5%، في وقت زار فيه 31% من زوار المعرض المدن المجاورة الأخرى».
277 ألف فرصة عمل في الإمارات سيكون المعرض مسؤولاً عن توفيرها خلال الفترة من عام 2013 وحتى عام 2021. وسيمتد الأثر الاقتصادي إلى صعيد إقليمي أوسع نطاقاً، إذ ستسهم كل وظيفة من هذه الوظائف داخل الدولة في الحفاظ على استدامة 50 وظيفة على امتداد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قطاع الطيران قدرت دراسة أجرتها وكالة الاستشارات البريطانية «أكسفورد إيكونوميكس»، في وقت سابق، المساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع الطيران في اقتصاد الإمارة بتوفيره نحو 125 ألف فرصة عمل، علاوة على ضخ نحو 11.7 مليار دولار (43 مليار درهم تقريباً) في الناتج المحلي الإجمالي (أي أكثر من 14% من هذا الناتج)، متوقعة نمو هذه المساهمة بشكل كبير حال نجحت دبي في استضافة فعاليات معرض «إكسبو الدولي 2020». وأوضحت الدراسة أيضاً أن قطاع الطيران في دبي حقّق فوائد مميزة لأسواق عالمية أخرى انطلاقاً من الهند والصين ووصولاً إلى بريطانيا وأميركا؛ إذ كسبت الهند نحو 612 مليون دولار بفضل مزايا النقل التي يقدمها لها قطاع الطيران بدبي، بينما ربحت الصين 1.4 مليار دولار، أما بالنسبة لبريطانيا، فقدرت مكاسبها بنحو 812 مليون دولار، في حين بلغت قيمة هذه المكاسب نحو 758 مليون دولار بالنسبة لأميركا. 73 مليون زائر سجلهم معرض «إكسبو شنغهاي 2010» بمشاركة 246 دولة خلال ستة أشهر. فيما أسهم المعرض في نمو الدخل القومي للمدينة بنسبة 5%.
|
واعتمد المشاركون في ترجيحهم لدبي على حزمة من المقومات، إذ أشار 35% منهم إلى أن الانفتاح الاقتصادي والحضاري، بما في ذلك التنوع الثقافي الذي تتمتع به الإمارة، هو العامل الأساسي برأيهم في ترسيخ جدارتها باستضافة الحدث، فيما اختار 22% من المشاركين عامل البنية التحتية المتطورة، أبرز مقومات دبي، فيما استحوذ عامل الاستقرار على 20%. وكان موقع دبي الاستراتيجي، مركزاً سياحياً وتجارياً عالمياً، الدافع الرئيس لترجيح 23% من المديرين المشاركين في الاستطلاع.
وأظهر الاستبيان أن 45% من المديرين المستطلعة آراؤهم، سيتجهون للاستثمار في دبي، أو إلى توسيع استثماراتهم فيها في حال فازت بملف الاستضافة، فيما أجاب 22% منهم بـ«ربما» و33% بـ«لا».
وقال الرئيس الإقليمي لشبكة «اللاينس» العالمية لمراكز الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شريف كامل، خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي، أمس، إن «شبكة اللاينس العالمية التي تضم 650 مركزاً للأعمال يعمل ضمنها 15000 شركة ضمن 85 مدينة في 45 دولة حول العالم، بادرت برصد جانب من آراء الشركات التي تتخذ من مراكز (اللاينس) مقراً لها حول ملف استضافة (إكسبو 2020)».
وأضاف أنه «تم استطلاع آراء 1000 من مديري الشركات العاملة في مراكز الشبكة، تشكل الشركات المتوسطة والصغيرة منها نحو 66%، فيما تشمل تخصصاتها حزمة واسعة من القطاعات في مقدمتها التجارة والخدمات والتقنية».
ولفت إلى أن «بعض الشركات العاملة في البلدان التي تنافس دبي على استضافة (إكسبو 2020) صوتت لمصلحة دبي خلال الاستبيان»، مشيراً إلى أن «الاستبيان استثنى شركات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما ذلك الإمارات، للوصول إلى نتائج موضوعية أكثر».
وتابع كامل: «تظهر نتائج الرصد في الاستبيان أن ما تتميز به دبي، من انفتاح حضاري وتجاري وتنوع ثقافي، يشكل حجر الأساس لتعزيز جدارة الإمارة باستضافة (إكسبو 2020)، إذ باتت الإمارة مقصداً رئيساً على المستوى العالمي للأفراد والشركات، ولمن يبحث عن فرص واعدة للعمل أو المعيشة العصرية، ضمن مجتمع محلي منفتح ومتسامح في ظل اقتصاد قوي ومتنوع».
وأوضح أنه «إضافة إلى ما تقدمه الإمارة من بنية تحتية فريدة من نوعها محلياً ودولياً، بدءاً بالنقل والمطارات، مروراً بالخدمات اللوجستية، ووصولاً إلى الخدمات الحكومية العصرية والفعالة، فقد انعكس هذا الواقع في ارتقاء ترتيب دبي والإمارات ضمن أبرز التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية المعنية بتصنيف اقتصادات الدول من مختلف النواحي الاستثمارية والتشريعية».
وأكد أن «عامل الأمن والاستقرار يأتي أيضاً ضمن أبرز دوافع توقع فوز الإمارة، إذ تتمتع دبي والإمارات عموماً باستقرار سياسي وأمني فريد من نوعه، إضافة إلى استقرار اقتصادي واجتماعي راسخ، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي، مركزاً سياحياً وتجارياً عالمياً».
وأفاد أن «دبي نجحت في حشد التأييد المحلي والعالمي لملف استضافتها لـ(إكسبو 2020)، إذ أطلقت حملات توعوية على مستوى الإمارات لتعريف الجمهور بتاريخ المعرض، وأهميته الثقافية والاقتصادية، ما يميز ملف دبي مقارنة مع المدن الأخرى المنافسة».
ولفت إلى أن «الانفتاح الثقافي والتناغم الحضاري اللذين تتميز بهما دبي والإمارات، يشكلان حجر الأساس في تكوين النظرة الإيجابية تجاهها، إذ تحتضن أكثر من 200 جنسية في مناخ ثقافي متميز يرسخ قيم التسامح والتواصل العالمي، وهما أحد الأهداف الأساسية لمعارض (إكسبو) العالمية».
وأوضح كامل أن «المكون الرئيس للنجاحات التي حققتها دبي على المستوى الإقليمي والدولي، والتي تعزز حظوظها لاستضافة المعرض، يتجسد في الرؤية الثاقبة لقيادتها نحو تسخير جميع الطاقات والإمكانات للارتقاء بمستوى دبي وسمعتها العالمية في شتى المجالات الثقافية والاقتصادية والحضارية، إذ يركز النهج الحكومي لدبي والإمارات على التنمية بشكل أساسي ومتواصل».
وقال إن «وتيرة العمل والتطوير الشامل في مختلف القطاعات، لا تهدأ بدءاً من البنية التحتية، وصولاً إلى الخدمات الاجتماعية». وبيّن كامل أن «الحدث العالمي الضخم يترك أثراً إيجابياً واسعاً في اقتصادات المدن والدول المستضيفة، إذ يفتح فرصاً استثمارية وتجارية واعدة أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي، ما يسهم في استقطاب مزيد من الاستثمارات والشركات الأجنبية إلى المدينة المستضيفة، فضلاً عن إسهامه في توفير الوظائف لأفراد المجتمع المحلي، ورفد قطاع السياحة والضيافة بملايين الزوار».