الملتقى وفّر فرصاً لتبادل المعرفة ووجهات النظر حول الأسواق الاستراتيجية المختلفة والمستهدفة. تصوير: أشوك فيرما

قطاع الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى معايـير عالمية موحدة للأغذية «الحلال»

قال مشاركون في «ملتقى المصدرين 2013»، الذي نظمته مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، أمس، إن قطاع الاقتصاد الإسلامي في دبي، يسعى إلى إيجاد معايير عالمية موحدة لصناعة الأغذية الحلال في العالم، لافتين إلى أن من شأن مبادرة «دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي»، أن تعزز تكامل الجهود بين دبي وماليزيا التي تتمتع بخبرة تمتد 40 عاماً في هذا القطاع.

وشددوا على أهمية أن تركز الإمارة على تطوير البيئة التشريعية والقانونية المتخصصة في هذا القطاع، لتعزيز الرقابة، وتطوير تجارة وصناعة المنتجات الحلال.

توحيد معايـير الإنـتاج

قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، ساعد العوضي، إن «منتجي الأغذية الحلال طالبوا بتوحيد المعايير العالمية للإنتاج»، مؤكداً أن المؤسسة أوشكت على الانتهاء من دليل معايير الإنتاج الحلال، الذي يغطي ستة قطاعات مختلفة. وأضاف أن «دبي تسعى إلى عمل شراكات مع دول من بينها ماليزيا».

المنـتجات الحلال لا تخاطب المسلمين فقط

قال المدير التنفيذي لشركة «الإسلامي» للأغذية، صالح عبدالله لوتاه، إن «المنتجات الحلال لا تخاطب المسلمين فقط، وإنما تعكس مستوى معيناً وراقياً من الجودة، يمكن تقديمه لجميع شرائح المجتمع في العالم». وأكد أن «(الإسلامي للأغذية) رفعت معايير الإنتاج والنوعية لمنتجاتها، سواء في الإنتاج أو التغليف، ليترسخ لدى المستهلك أن المنتج الحلال هو المنتج الأكثر جودة وليس منتجاً دينياً فقط»، داعياً وسائل الإعلام إلى تقديم المنتج الإسلامي بطريقة صحيحة تعكس جودته. وذكر أن توقعات نمو قطاع المنتجات الحلال ارتفعت من 10 إلى 15%، بعد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتكون دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي.

تجارة الأغذية الحلال

كشف المدير التنفيذي لمؤسسة «تنمية صناعات الحلال» في ماليزيا، جميل بن بدن، أن «حجم تجارة الأغذية الحلال عالمياً يصل إلى 680 مليار دولار، فيما يصل حجم صناعة المنتجات الحلال في مختلف القطاعات، باستثناء الصيرفة الإسلامية، إلى 2.1 تريليون دولار عالمياً». مؤكداً أهمية أسواق الخليج، نظراً لارتفاع القوة الشرائية فيها مقارنة مع الدول الآسيوية.

ويوفر الملتقى الذي نظمته مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، في دورته الخامسة، فرصاً لتبادل المعرفة ووجهات النظر حول الأسواق الاستراتيجية المختلفة والمستهدفة، والدخول أيضاً إلى أسواق جديدة، إضافة إلى التعرف بمستجدات الخدمات والمشروعات التي توفرها مختلف المؤسسات المحلية والعالمية، لتسهيل وزيادة التبادل التجاري بين دبي ومناطق الدولة من جهة، والأسواق العالمية من جهة أخرى.

وتفصيلاً، قال المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي، سامي القمزي، إن «الملتقى يمثل منبراً مثالياً للتحاور بين كبرى الشركات والجهات المتخصصة في شؤون التصدير، والراغبة في استدامة أعمالها، وإيجاد بيئة ملائمة لتعزيز قدرتها التنافسية التصديرية من خلال دبي»، مشيراً إلى أن الدورة الخامسة من الملتقى شهدت إقبالاً بنسبة تزيد على 25% مقارنة بالدورة الماضية.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، المهندس ساعد العوضي، إن «تجارة دبي الخارجية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بلغت 679 مليار درهم، بنسبة زيادة بلغت 16% مقابل الفترة نفسها من عام 2012».

وأضاف أن «صادرات دبي شهدت زيادة بمعدل 22%، فيما ارتفعت إعادة الصادرات بنسبة 13%، ما أدى إلى ارتفاع المكاسب التجارية في دبي خلال عام 2013».

وتوقع العوضي أن يشهد النصف الثاني من عام 2013 نتائج أفضل حتى نهاية العام الجاري، نظراً للنتائج الملحوظة والاحصاءات الأولية في أسواق التصدير الرئيسة، مؤكداً قدرة المؤسسة على تطوير سبل ترويج التجارة الخارجية والدولية لدبي، وتحقيق شراكات من خلال فعاليات ومحافل خارجية متنوعة.

وأفاد بأن «المؤسسة استطاعت أن تدعم وجود أكثر من 300 شركة مصدرة من الإمارات في أسواق التصدير خلال فعاليات وأنشطة العام الجاري المتنوعة»، لافتاً إلى استهداف أسواق جديدة للمصدرين في العراق، وروسيا، وأذربيجان، فضلاً عن أسواق كينيا وتنزانيا.

وأكد أن «المؤسسة تعمل على بناء تحالفات استراتيجية عالمية وإقليمية عبر سلسلة مكاتبها الموجودة في ثلاث دول هي السعودية، ومصر والهند»، مشيراً إلى أنها نظمت أكثر من 1000 فعالية ونشاط منذ عام 2011 حتى الربع الأول من العام الجاري.

إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لمؤسسة «تنمية صناعات الحلال» في ماليزيا، جميل بن بدن، إن «العرض المتوافر حالياً من المنتجات الحلال يلبي 20% فقط من إجمالي الطلب، مع وجود فجوة في سلسلة التوريد الخاصة بتجارة المنتجات الحلال على المستوى العالمي»، مشيراً إلى أن المنتجات الحلال لا تصل إلى شرائح واسعة من المسلمين في دول بعيدة عن نظيرتها المنتجة لهذه الفئة من السلع الحلال.

ولفت بن بدن إلى أهمية تطوير العلاقة التكاملية بين دبي وماليزيا، لتكون الإمارة مركزاً لتوزيع وتصدير المنتجات الحلال من آسيا باتجاه الشرق الأوسط وإفريقيا، على أن تكون ماليزيا بوابة لتوزيع المنتجات الواصلة عبر دبي من إفريقيا وأوروبا نحو آسيا، مؤكداً أن دبي مؤهلة للعب دور استراتيجي، مركزاً رئيساً ضمن سلسلة توريد المنتجات الحلال على المستوى الدولي.

وذكر أن «من شأن مبادرة (دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي)، تعزيز تكامل الجهود بين دبي وماليزيا التي تتمتع بخبرة تمتد 40 عاماً في هذا القطاع»، مشدداً على أهمية أن تركز الإمارة على تطوير البيئة التشريعية والقانونية المتخصصة في هذا القطاع، لتعزيز الرقابة، وتطوير تجارة وصناعة المنتجات الحلال من خلال التعاون والشراكة بين الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص.

في السياق نفسه، قال المدير التنفيذي لشركة «الإسلامي» للأغذية، صالح عبدالله لوتاه، إن «قطاع الاقتصاد الإسلامي في دبي يسعى إلى إيجاد معايير عالمية موحدة لصناعة الأغذية الحلال في العالم»، مشيراً إلى أن هناك اختلافاً بين معايير الإنتاج في مصانع الأغذية الحلال، ولابد من توحيدها، وإيجاد معيار موحد يصب في الجودة، ويعكس معنى الإنتاج الحلال.

وأكد للصحافيين، على هامش الملتقى، أن «صناع المنتجات التي تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، اقترحوا إنشاء منطقة صناعية حرة في دبي مخصصة لقطاع الاقتصاد الإسلامي».

الأكثر مشاركة