شركات: معايير التصنيع المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تدعم النفاذ إلى الأسواق

منتجون: «حلال».. جواز عبور لمنتجات غذائية إلى مليار مستهلك

كلمة «حلال» تمكّن الشركات من دخول أسواق أكثر من 50 دولة حول العالم. تصوير: أحمد عرديتي

قالت شركات عالمية تعمل في قطاع الصناعات الغذائية، إن «اتباع معايير الصناعة الغذائية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية (حلال)، تدعم توجهاتها للوصول إلى أسواق العالم الإسلامي، التي يسكنها أكثر من مليار نسمة، يستهلكون ما قيمته تريليون دولار من الأغذية سنوياً».
ورأى مسؤولون في شركات تشارك في معرض الخليج للأغذية (غلفود)، الذي ينعقد في دبي الأسبوع الجاري، إن «مبادرة دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي، تعزز توجهات الشركات التي تعمل في هذا المجال لتوسيع عملياتها في منطقة الشرق الاوسط»، لافتين إلى أن «المنطقة سوق مهمة ينبغي أن يتم تسويق المنتجات فيها من خلال مراعاة الشريعة الإسلامية التي تضع معايير محددة للأغذية».
ورأى منتجون استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، أن دبي مركزاً تجارياً مهماً في الشرق الاوسط والعالم، مشيرين إلى أن دبي بالاقتصاد الإسلامي يحولها إلى منصة يمكن من خلالها الدخول إلى كل أسواق المسلمين، فضلا عن أن علامة دبي التجارية تعزز قدرة الشركات على الدخول إلى المستهلك الغربي، الذي يهتم بالجودة».
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي في شركة «النفيس» للحوم في الهند، محمد عاطف إن «كلمة (حلال) تمكننا من دخول اسواق اكثر من 50 دولة حول العالم»، لافتاً إلى أنها «تعني قوة منتجنا من اللحوم المذبوحة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية». وأضاف أن شركته تصدّر يومياً إلى الإمارات أكثر من 15 حاوية من اللحوم الطازجة (الحلال)، وتعمل على زيادة تلك الكمية عبر استخدام دبي منصة انطلاق إلى الأسواق المجاورة.

استهلاك
تتوقع تقارير محلية أن يرتفع حجم استهلاك منتجات الحلال، سواء من الأغذية أو مستحضرات التجميل بنسبة 50% خلال الخمس سنوات المقبلة، ليصل إلى نحو 600 مليار دولار للصناعات الغذائية، و39 مليار دولار لمستحضرات التجميل.
ويبلغ حجم سوق الأغذية في دول مجلس التعاون الخليجي نحو 85 مليار دولار، وتحتل دولة الإمارات المرتبة الرابعة عشرة في قائمة أضخم الأسواق العالمية في قطاع الأغذية بـنحو 20 مليار دولار.

وأشار عاطف إلى أن «دبي مركز تجاري مهم في الشرق الاوسط والعالم»، لافتاً إلى ان اهتمامها بالتحول إلى عاصمة للاقتصاد الاسلامي يعزز حضورها كمنصة يمكن من خلالها الدخول إلى كل اسواق المسلمين»، ولفت إلى أن «علامة دبي التجارية تسهم وتعزز أيضا قدرة الشركات على الدخول إلى المستهلك الغربي، الذي يهتم بجودة المنتجات».
وقال إن «وجود معايير عالمية موحدة في انتاج اللحوم الحلال سيسهم في تشجيع تسويق المنتجات في منطقة الشرق الاوسط وإفريقيا»، داعياً الشركات إلى الحوار من أجل توحيد معايير الحلال في العالم، خصوصا مع زيادة الطلب على المنتجات الحلال حتى في العالم الغربي.
ويقول الشريك في شركة عبر البحار الخاصة، نديم أحمد إن شركته تصدّر ما يصل إلى 25 حاوية من اللحوم الطازجة إلى الإمارات شهرياً، بما يوازي نحو 500 طن، لافتاً أن إلى «دبي ساعدت الشركة كثيرا على اختراق أسواق الخليج والمنطقة العربية».
وأشار إلى أن «الشعوب المسلمة تبحث عن المنتج الذي يمكنها أن تثق بأنه حلال، وهو ما تعمل شركته على توفيره».
وأضاف أن «هناك مجالات كبيرة للتوسع في المنطقة، فكلمة (حلال) هي جواز المرور والنفاذ إلى أسواق المسلمين»، وقال إن «دبي فعلاً عاصمة للاقتصاد الاسلامي، ونحن نتبع المواصفات القياسية التي تضعها دبي، والتي تعد عنصراً اساسياً في تعزيز حركة التبادل التجاري في المنطقة».
ونظمت دبي لأول مرة خلال العام الجاري على هامش معرض غلفود معرض «عالم صناعات الحلال»، الذي شاركت فيه نحو 450 شركة من ابرز منتجي الأغذية الحلال ومصنعيها وموزعيها في 50 بلداً.
وقال المدير العام في شركة « نيتيو كزينز» الإسبانية، جوزيه لويس نيتو مارتينز، ان شركته التي تقدم منتجات لحوم مجففه حلال، تعتزم التوسع بصادراتها من دبي إلى أسواق الخليج والشرق الأوسط، في اطار الاستفادة من مميزات سهولة التصدير وإقامة الأعمال في دبي، إضافة إلى سعي الشركة لمواكبة تطور ونمو الطلب في أسواق المنطقة الجاري والمتوقع تزايده على المنتجات الحلال، لافتا إلى أن شركته تحمل منتجاتها شهادات معتمدة كونها تحمل شعار (حلال).
ومن جهته، أشار مدير التسويق الإقليمي في شركة «حياتنا» للمنتجات الغذائية، ياسر عمر، إلى أن شركته تسعى للتوسع بمنتحاتها الحلال من المجمدات في أسواق الشرق الأوسط، اعتماداً على مركز الإمارات الإقليمي، موضحا أن الشركة طوّرت منتجات صنعت في السوق الأوروبية، وأجرت اختبارات لتأكيد سلامة اشتراطات الحلال المتوافرة في المنتجات التي تحمل شعارها، وأكد أن «منتجات الحلال من المتوقع ان تشهد طلباً كبيراً في أسواق الدولة والمنطقة خلال الثلاثة أعوام المقبلة، بشكل يواكب نمو الطلب العالمي عليها من مختلف الجاليات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم».


 

تويتر