المنصوري: نسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الإمارات ولوكسمبورغ
أكد وزير الاقتصاد، سلطان بن سعيد المنصوري، أن العلاقة الثنائية بين الإمارات ولوكسمبورغ تشهد تطوراً وأن وزارة الاقتصاد ترى أن هناك مجالات واسعة للارتقاء بالتعاون القائم على المنفعة المشتركة، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، خصوصاً أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في ارتفاع، لكنه في الوقت ذاته لم يرتق بعد إلى حجم الطموح والتطلعات، إذ وصل في عام 2012 إلى 83 مليون دولار.
ولفت المنصوري، خلال استقباله بمكتبه في مقر الوزارة بأبوظبي، سفيرة دوقية لوكسمبورغ الكبرى، نيكول بنتنير باكشيان، إلى أن «لوكسمبورغ تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود على صعيد التسويق والترويج لها في الإمارات، خصوصاً لدى رجال الأعمال والمستثمرين، لما فيها من فرص استثمارية واعدة، وأيضاً لدى عموم المواطنين، لجهة التعريف بها وجهة سياحية مميزة».
القمة العربية ترأس وزير الاقتصاد، سلطان المنصوري، وفد الدولة المشارك في الاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الذي عقد في الكويت، أمس. وأكد المنصوري أن «القمة العربية العادية في دورتها الـ25 التي تستضيفها الكويت الثلاثاء المقبل تكتسب أهمية كبيرة نظراً إلى توقيت وظروف عقدها». وأضاف أن «انعقاد القمة يأتي في الوقت الذي يشهد العالم العربي تطورات وأحداثاً تاريخية، ويواجه العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، مثل الفقر وإيجاد فرص عمل للشباب والحد من ظاهرة البطالة وتراجع معدلات التنمية في العديد من البلدان العربية، وتواضع مستويات التجارة البينية العربية، ومن هنا تعقد الآمال على القمة المرتقبة للخروج بنتائج وإطلاق مبادرات حيوية لإنشاء مشروعات مهمة اقتصادية واجتماعية ترتقي لآمال وتطلعات الشعوب العربية». |
واقترح الوزير وضع خطة عمل لتعزيز التبادل التجاري وتطوير العلاقات المشتركة في مختلف المجالات الحيوية، منوهاً بأن «الخطوة الأولى تكمن في تحديد الفرص الاستثمارية وتفعيل دور مجتمع الأعمال في البلدين، ما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بموجب الإمكانات التي توفرها كل من الإمارات ولوكسمبورغ، وما تقدمانه من فرص استثنائية في منطقة الشرق الأوسط وقارة أوروبا»، مؤكداً أن «الإمارات، نتيجة لموقعها المتميز، تعد جسراً يربط بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا».
وأشار إلى رغبة الإمارات في تنفيذ فعاليات وملتقيات اقتصادية ثنائية بين رجال الأعمال من البلدين تشكل منصة حوار رفيعة المستوى تخدم المصالح الوطنية لكلا الجانبين.
كما نوه بضرورة التركيز على التعاون في الاستثمار المتبادل في المشروعات المتوسطة والصغيرة على اعتبارها مكوناً رئيساً لأي اقتصاد حديث، وذلك لمساهمتها الكبيرة والمؤثرة في تدعيم الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص العمل وإرساء قاعدة صلبة للمشروعات القائمة على الإبداع والابتكار، لافتاً إلى ضرورة تبادل المعلومات وتقاسم أفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي.
وشدد المنصوري على أن «قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة أصبح عاملاً حاسماً في تحسين القدرة التنافسية لاقتصادات الدول»، داعياً إلى بحث إمكانية تنظيم المبادرات المشتركة كالمنتديات التجارية وفعاليات التواصل بين أصحاب هذه المشروعات في البلدين على أساس منتظم.
وأشار إلى ضرورة تفعيل الاتفاقات الثنائية الموقعة بين البلدين، إضافة إلى تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة وإلقاء الضوء على دورها المحوري في دفع علاقات التعاون بين البلدين، خصوصاً أنها تبحث في مختلف الملفات المتعلقة بالمجالات التجارية والاستثمارية والمالية والصناعية والفنية، كما أن هذه اللجنة هي الموكلة بتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية وتوطيد العلاقات بين مجتمع الأعمال في كلا البلدين، وكذلك فتح قنوات الاتصال مع المؤسسات والجهات الحكومية القائمة والمشرفة على الشؤون الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
بدورها، أكدت باكشيان أن هناك العديد من مقومات الاقتصاد وعناصر الجذب في بلادها، مشيرة إلى ليونة الأنظمة والتشريعات المنظمة للأعمال ومساهمتها في جذب رؤوس الأموال الأجنبية، كما أوضحت أن اقتصاد بلادها يتشابه مع اقتصاد الإمارات، خصوصاً لجهة تنوعه وتعدد مواطن الاستثمار فيه، منوهة بالموقع الاستراتيجي لبلادها في قارة أوروبا، كنقطة تحويل في إعادة التصدير وحفظ البضائع الثمينة.
وأشادت السفيرة بفوز الإمارات ممثلة في دبي بشرف استضافة معرض «إكسبو الدولي 2020»، مشدّدة على حرص بلادها على الاستفادة القصوى من تنظيم المعرض العالمي في دبي من خلال المشاركة الفاعلة فيه. وأكدت أن الإمارات عموماً ودبي خصوصاً تعد وجهة سياحية جاذبة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، داعية المنصوري إلى زيارة بلادها على رأس وفد اقتصادي رفيع للاطلاع على الفرصة الاستثمارية المتاحة وتعزيز آفاق التعاون المشترك.