الفاقد يتجاوز 40%.. والمطاعم أكبر المستهلكين
80 كيلوغراماً متوسط استهلاك الفرد من الأرز محلياً خلال 2013
بلغ متوسط استهلاك الفرد في الإمارات من الأرز ما يراوح بين 70 و80 كيلوغراماً خلال عام 2013، مقارنة بـ54 كيلوغراماً للمتوسط العالمي، بحسب تحليل لبيانات صادرة عن «جمارك دبي»، أخيراً.
وأكد خبراء أن متوسط استهلاك الفرد يرتفع قليلاً عن المتوسط المعلن، خصوصاً أن الأرز يعد من السلع الاستراتيجية، مشيرين إلى أن هناك معدلات فقد كبيرة في استهلاك الأرز في الدولة تصل إلى نحو 40% نتيجة العادات السيئة للأفراد والمطاعم.
وارد وصادر
تجارة الأرز أوضحت «جمارك دبي» أن الهند جاءت في المرتبة الأولى من حيث الدول المصدرة لدبي، تلتها باكستان في المركز الثاني، ثم تايلاند في المرتبة الثالثة، مؤكدة أن دبي باتت واحدة من أهم مراكز إعادة التصدير في المنطقة، في تجارة الأرز. وأضافت الدائرة أن دبي استطاعت أن تحافظ على قوة الدفع المحركة لانتشار وتوسع تجارتها الخارجية، من خلال مرونة قطاعها التجاري الذي يقوم بدور محوري على مستوى حركة التجارة الإقليمية والعالمية، معززاً دور دبي مركزاً تجارياً عالمياً ومنطلقاً دولياً لتجارة إعادة التصدير. 490 مليون طن استهلاك الأرز عالمياً خلال 2014 بينت دراسة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أن محصول الأرز يحتل المرتبة الثانية بعد القمح من حيث الأهمية، ويحظى باهتمام عالمي كبير، ويتم إنتاج هذه السلعة الاستراتيجية في أكثر من 100 دولة. وأشارت إلى أن إنتاج الأرز خلال العام الجاري من المتوقع أن يسجل ارتفاعاً نسبته 1.3%، ليصل إلى 497 مليون طن، مقابل 491 مليوناً، فيما يبلغ استهلاك الأرز المتوقع لعام 2014 نحو 490.4 مليون طن، بنمو 2.5% مقارنة بالعام الماضي، الذي سجل 479 مليون طن. ودعت المنظمة إلى زيادة الإنتاج. |
وتفصيلاً، أفادت إحصاءات «جمارك دبي» بأن إجمالي حجم تجارة الأرز في دبي خلال العام الماضي سجل نحو 772 مليون كيلوغرام بقيمة 2.4 مليار درهم، توزعت بين 673 مليون كيلوغرام للواردات، بقيمة 2.1 مليار درهم، فيما بلغت إعادة التصدير نحو 98 مليون كيلوغرام، بقيمة 337 مليون درهم.
وأوضحت أن إجمالي استهلاك الأرز محلياً خلال العام الماضي بلغ نحو 575 مليون كيلوغرام، بقيمة 1.8 مليار درهم.
وأظهر تحليل للإحصاءات أن متوسط استهلاك الفرد في الإمارات يراوح بين 70 و80 كيلوغراماً سنوياً من الأرز.
استهلاك كبير
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي، حسن الكثيري، إن «متوسط استهلاك الفرد من الأرز في الإمارات يراوح بين 70 و80 كيلوغراماً سنوياً، لكنه يتوزع بحسب الجنسيات، إذ تستهلك جنسيات كميات كبيرة من الأرز، فيما تقل في جنسيات أخرى، إذ ترتفع معدلات الاستهلاك ـ على سبيل المثال ـ لدى الأسر المواطنة».
وذكر أن «متوسط الاستهلاك لا يكون دقيقاً عند مقارنة حجم الاستيراد بمعدل الاستهلاك، إذ إن الأرز الوارد إلى دبي يمكن أن تتم إعادة توزيعه في الإمارات الأخرى، فضلاً عن أن المطاعم تستهلك منه كميات كبيرة لا تقارن باستهلاك الفرد، كما أن هناك إمكانية لإعادة تصديره إلى الخارج عبر منافذ غير تابعة لدبي».
وبين أن «الفاقد في استهلاك الأرز لا يقل عن 40% من الكمية المستهلكة، خصوصاً لدى المطاعم والأسر المواطنة، التي تستخدم الأرز بشكل يومي في موائدها، نتيجة عادات الطعام السيئة التي تنتهجها»، مشيراً إلى ضرورة تقنين الاستهلاك حفاظاً على الأمن الغذائي للفرد والدولة.
وأضاف أن «على الدولة تنظيم حملات توعية تجنباً للإسراف في استهلاك المواد الغذائية، إذ يمثل الفاقد في استهلاك الأرز نحو 50%، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك».
فاقد
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، مصطفى عبدالله، إن «حجم الاستيراد الإجمالي للأرز لا يعبر بأي حال من الأحوال عن حجم استهلاك الفرد الفعلي من هذه السلعة»، مبيناً أن «استهلاك الأرز في الإمارات يعد من أعلى المعدلات على المستوى العالمي والإقليمي، إذ يراوح بين 70 و80 كيلوغراماً للفرد سنوياً».
وأكد أن «معدل الاستهلاك الكبير يعزى إلى أن المجتمع الخليجي، لاسيما الإماراتي، يعتبر الأرز من العادات الغذائية الدائمة على المائدة، لذلك ينظر الجميع إلى هذه السلعة على أنها أحد أهم مصادر الأمن الغذائي الذي يجب أن تتم المحافظة عليه».
وأضاف عبدالله أن «حجم الفاقد في استهلاك الأرز في الدولة يمثل نسبة كبيرة تراوح بين 30 و40%، ومن الضروري أن يكون هناك وعي حقيقي وشعبي بأهمية هذه السلعة الحيوية، خصوصاً في ظل معدلات الاستهلاك التي تكاد تفوق معدلات الإنتاج عالمياً».
نمو سنوي
من جهته، أكد المدير العام لشركة «بيراميدز» للشحن، عصمت طلعت، أن «إجمالي واردات الأرز تشهد دائماً نمواً من عام لآخر، إذ يعد الأرز من أبرز السلع الرئيسة التي تعتمد عليها الأسواق بشكل كبير، ويمثل جزءاً كبيراً من إجمالي الواردات».
وبين أن «هناك نمواً في الطلب من الأسواق والتجار على السلع الرئيسة مثل الأرز والسكر، نتيجة زيادة الطلب الفردي، في ظل ارتفاع أعداد السكان في الدولة، وزيادة عدد المطاعم العاملة، الأمر الذي يدفع هذه السلع إلى النمو بشكل دائم».
وأشار طلعت إلى أن «إعادة تصدير الأرز لا تمثل جزءاً كبيراً من واردات الأرز، إذ تستوعب الأسواق معظم الواردات، وتمثل الهند وباكستان أكبر الدول الموردة للإمارات سلعة الأرز، وإيران هي أكبر المستوردين لحصة إعادة التصدير».
يشار إلى أن تقرير البرنامج الانمائي للأمم المتحدة الصادر العام الماضي ذكر أن معدل استهلاك الأرز في الإمارات يعد من أعلى المعدلات العالمية، فضلاً عن أنه يعد المنتج الأكثر استهلاكاً مقارنة بالمواد الأخرى، إذ يبلغ معدل استهلاك الأرز لكل فرد 62 كيلوغراماً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news