«الاقتصاد»: ثمنها يقل 30% عن الشراء المنفرد.. ووجهنا المنافذ بالتركيز على «الأساسية»

مستهلكون: سعر السلة الرمضانية يزيد 25% على شراء السلع منفردة

مستهلكون أكّدوا أن العروض الترويجية المتوافرة على سلع منفردة من شأنها خفض قيمة الشراء المنفرد بشكل أكبر. تصوير: أحمد عرديتي

قال مستهلكون في الدولة إن أسعار السلع الموجودة في السلة الرمضانية التي طرحتها منافذ بيع وجمعيات تعاونية في الدولة بمناسبة شهر رمضان، تزيد بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بأسعارها حال تم شراؤها بشكل منفرد خارج السلة، لافتين إلى أن توافر العروض الترويجية على بعض السلع، الموجودة ضمن السلة، يخفض أسعارها بشكل أكبر عند شرائها منفردة.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن بعض السلع في السلة كمالية وغير أساسية، ولا يتم استخدامها غالباً، مشيرين إلى أن بعض الأصناف غير معروفة وقليلة الجودة، ولا يوجد عليها إقبال في حالة بيعها منفردة خارج السلة.

وأوضحوا أن عدداً كبيراً من الأصناف في السلة من الأصناف التي تنتجها منافذ البيع أو تستوردها لحسابها، ويتم تضمينها في السلة لتسويقها وبيع كميات كبيرة منها.

مسؤولان: وجود منتجات المنافذ ضمن السلة أمر طبيعي

قال مسؤول في منفذ بيع كبير، طرح سلة رمضانية العام الجاري، إن «الكثير من الأصناف الموجودة في السلة تمثل سلعاً أساسية، وفقاً لتوجيهات وزارة الاقتصاد، كما أن السلة التي يقل سعرها عن 200 درهم، تتضمن سلعاً من علامات أصلية، بينما السلة الثانية تتضمن سلعاً جيدة، على الرغم من كونها غير معروفة»، نافياً أن تكون أسعار السلع في السلة تزيد عنها في حال شرائها منفردة.

وأقر المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بوجود أصناف تنتجها وتستوردها المنافذ، واعتبر ذلك وضعاً طبيعياً باعتبار أن ذلك يضمن جودة السلع، مشيراً إلى أن «هذه الأصناف لا تتعدى خمسة أو ستة أصناف في السلة».

وأفاد مسؤول في منفذ آخر بأن «اختيار السلع الواردة في السلة تم وفقاً للسلع التي يوجد عليها إقبال في رمضان بشكل أساسي، مثل الزيوت والأرز والسمن ومعجون الطماطم والعصير والكريم كراميل».

وأوضح أن «تضمين سلع تنتجها منافذ وتستوردها لصالحها شيء طبيعي، ولا ينقص من قيمة السلة»، مضيفاً أن «تنويع السلع والماركات في السلة يأتي في صالح المستهلكين».

من جانبها، أفادت وزارة الاقتصاد بأن أسعار السلع في السلة الرمضانية تقل بنسبة تصل إلى 30% مقارنة ببيعها منفردة، وقالت إنها وجهت منافذ البيع والجمعيات التعاونية بالتركيز على طرح السلع الأساسية والسلع التي يوجد عليها إقبال كبير من المستهلكين في رمضان، مؤكدة وجود أصناف تنتجها المنافذ، إلا أنها لا تمثل غالبية السلع، كما أنها تعد سلعاً جيدة.

وكانت منافذ بيع أعلنت سابقاً أنها تتوقع بيع الآلاف من السلال الرمضانية، في حين امتنعت منافذ للمرة الأولى العام الجاري عن طرح السلة الرمضانية، وقالت إنها تبحث عن بديل يلقى قبولاً أكثر لدى المستهلكين.

وطرحت معظم المنافذ سلتين، الأولى بسعر يقل عن 100 درهم، وتضم ما يراوح بين 12 و15 سلعة، بينما الأخرى بسعر يقل عن 200 درهم، وتضم 20 سلعة تقريباً.

وتفصيلاً، قالت المستهلكة هدى البلوشي إنها اشترت سلة رمضانية كبيرة تضم 20 سلعة، استعداداً لرمضان بسعر 190 درهماً، إلا أنها فوجئت بأن أسعار السلع الموجودة تقل عن هذا المبلغ، وأن سعرها لا يتجاوز 150 درهماً على الأكثر في حال اشترتها منفردة، وبلا عروض أو تخفيضات.

وأضافت أن «عدداً كبيراً من السلع الموجودة في السلة كانت من ماركات غير معروفة، ولا يوجد عليها إقبال، عدا ثلاثة أو أربعة أصناف»، مطالبة الوزارة بالرقابة على المنافذ للتحقق من جودة السلع، وأن تباع بأسعار مناسبة.

بدورها، قالت فاطمة الدرمكي إنها اشترت السلة الرمضانية أمس من أحد المنافذ الكبرى، إلا أنها فوجئت بأن العديد من الأصناف غير معروفة، ولا تتميز بالجودة المطلوبة، باستثناء صنفين هما الأرز وزيت الذرة، كما أن عدداً كبيراً من السلع من العلامات التجارية التي تنتجها وتستوردها منافذ البيع والجمعيات لحسابها، وتضمنها في السلة لزيادة مبيعاتها منها وتصريف منتجاتها.

ولفتت إلى أن «السلة تتضمن سلعاً لا يتم استخدامها غالباً، ويمكن الاستغناء عنها، أي أنها ليست سلعاً أساسية، وبالتالي فإن شراء السلة وعدم استخدام العديد من السلع بها يجعل سعرها أعلى بكثير من شراء السلع منفردة».

من ناحيته، شدد حمد محمد على أنه بحكم تجربته الشخصية، فقد تبين له عند شراء سلة رمضانية من منفذ بيع، أن أسعار السلع بمفردها تقل عن سعر مكونات السلة مجتمعة بنسبة تصل إلى 25%، خصوصاً أن العديد من السلع طبقت عليها عروض أو تخفيضات سعرية خارج السلة، كما أن السلة تتضمن العديد من السلع الرخيصة الثمن مثل الملح والمياه والعصير، كما تتضمن سلعاً يمكن الاستغناء عنها ببساطة وليست أساسية، سواء في رمضان أو غيره، مثل الكاتشب والشوفان والشعيرية.

من جهتها، قالت المستهلكة هالة العكور إنها تفضل شراء السلع منفردة حتى تستطيع اختيار العلامات والأصناف التي تناسبها، لأنها ترى أن بعض الأصناف الموجودة في السلال الرمضانية ليست بالجودة المطلوبة، كما أن العديد من السلع غير أساسية وغير مستخدمة، مطالبة المنافذ بطرح سلال مختلفة تضم سلعاً وعلامات تجارية مختلفة لتلبية احتياجات المستهلكين واختيار الأنسب منها، موضحة أن ذلك سيضمن ارتفاع المبيعات.

من جانبه، أكد محمد صديقي أن سعر السلال الرمضانية مبالغ فيه، مشيراً إلى أن من الأفضل شراء السلع بشكل منفرد، إذ لاحظت أن أسعارها تقل بنسبة 20% على الأقل عنها لو جمعت في سلة رمضانية.

ودعا وزارة الاقتصاد إلى طرح مبادرات مختلفة تركز على تلبية احتياجات المستهلكين الأساسية، مثل اللحوم والدواجن، بأسعار مقبولة بعد الارتفاعات التي طالتها، أخيراً، على حد تعبيره.

وأشار صديقي إلى أنه لاحظ غياب سلع رمضانية أساسية عن السلة العام الجاري لارتفاع أسعارها، على الرغم من وجودها في أعوام سابقة، مثل قمر الدين، الذي شهد سعره زيادة تصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف العام الجاري.

وطالب المنافذ بوضع السلع في سلال شفافة، بحيث يستطيع المستهلكون رؤية السلع الموجودة بداخلها، معتبراً أن وجودها في صناديق لا تظهر ما بداخلها لا يشجع على شرائها.

إلى ذلك، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «أسعار السلع في السلة تقل بنسبة تصل 30% مقارنة بشرائها منفردة».

وأوضح أن «الغالبية العظمى من السلع في السلة تعد من السلع الأساسية التي يوجد إقبال عليها من جانب المستهلكين في رمضان خصوصاً»، مشيراً إلى أن «الوزارة وجهت المنافذ بالتركيز على تضمين السلة للسلع الأساسية، وكذلك السلع التي يكثر استخدامها في رمضان بشكل خاص».

وبين أنه «ليس معنى أن بعض الأصناف غير معروفة أنها ليست جيدة»، لافتاً إلى أن التنويع في الأصناف والسلع يأتي ليناسب أذواق واحتياجات المستهلكين المختلفة.

وأكد أن «السلال تأتي في إطار الدور الاجتماعي للمنافذ والجمعيات التعاونية».

ولفت إلى وجود إقبال كبير على شراء السلال الرمضانية للاستهلاك العائلي أو للأعمال الخيرية، حتى أن منافذ بيع توقعت بيع 500 ألف سلة من خلال فروعها في الدولة.

تويتر