قاربت مستويات الأسعار السائدة داخل المدينة
ارتفاعات تصل إلى 50% في إيجارات المناطق المحيطة بأبوظبي
قال سكان وعقاريون إن مستويات الإيجارات في المدن والمناطق الخارجية المحيطة بمدينة أبوظبي شهدت ارتفاعاً جاوز 30%، ووصل في مناطق إلى 50% خلال الشهور الثلاثة الماضية، بعد إلغاء سقف الزيادة الإيجارية.
وأوضحوا أن استمرار الارتفاعات الكبيرة في أبوظبي، التي جاوزت 100% في بعض المناطق، أدى إلى قفزات في الطلب على السكن في المناطق الخارجية، ما أدى إلى ضغوط شديدة على المعروض، ونجمت عنه زيادات كبيرة في الإيجارات.
عوامل ارتفاع الإيجارات قال مسؤول العقارات في شركة «نجم الخليج للعقارات»، حسن حمادي، إن «هناك ارتفاعاً بنسبة 30% في إيجارات المناطق المحيطة بأبوظبي، وعلى رأسها المصفح وشاطئ الراحة وجزيرة الريم والريف والسعديات، وتجاوز في بعض المناطق إلى 60%»، لافتاً إلى أن ارتفاع الطلب الى مستويات كبيرة أدى إلى هذه الزيادات. وأوضح أن «مما أسهم في ارتفاع الطلب بشكل كبير على المناطق المحيطة بمدينة أبوظبي، الارتفاع الكبير للإيجارات في المدينة، فضلاً عن تطبيق قرار البلدية الخاص بمنع تقسيم الفلل في مدينتي (خليفة أ) و(محمد بن زايد)، ما أدى إلى خلو عدد كبير من الفلل من السكان، ولجوئهم إلى استئجار مساكن في المناطق المحيطة بأبوظبي». وأضاف أن «مستويات الإيجارات في المناطق المحيطة بأبوظبي قاربت مستويات الإيجارات في المدينة نفسها، إذ وصل إيجار الوحدة المكونة من غرفة وصالة إلى 60 ألفاً، مقابل ما يراوح بين 35 و40 ألفاً قبل إلغاء سقف الزيادة الإيجارية، ووصل إيجار الغرفتين والصالة في بعض هذه المناطق إلى 90 ألف درهم، مقابل 60 ألفاً سابقاً، في حين وصل إيجار الوحدة السكنية المكونة من ثلاث غرف وصالة إلى 100 ألف درهم مقابل 60 ألفاً في السابق». التدخل الحكومي ضرورة أكد الخبير العقاري، مبارك العامري، أن الإيجارات داخل مدينة أبوظبي لاتزال تشهد ارتفاعات كبيرة، دفعت إلى ضغوط شديدة في الطلب على المناطق الخارجية، التي شهدت بدورها ارتفاعات أيضاً، مطالباً بتدخل حكومي عاجل لوضع حد لهذه الزيادات، محذراً من أن عدم تدخل الحكومة بوضع تشريع متكامل للسوق ستكون له عواقب اقتصادية واجتماعية سلبية على المجتمع ككل. |
وطالبوا بتأسيس لجنة لتقييم مستويات الإيجارات، ووضع ضوابط للزيادات الإيجارية، لحماية حقوق الملاك والمستأجرين في الإمارة معاً.
وتفصيلاً، قال المواطن محمد الربيعي، إنه فوجئ بارتفاع كبير في الإيجارات داخل مدينة أبوظبي التي يقطنها، خلال الشهور الماضية، فاضطر إلى البحث عن سكن في المناطق المحيطة، إلا أنه صادف زيادات كبيرة فيها، مشيراً إلى أن الإيجارات تكاد تقارب المستويات السائدة داخل المدينة نفسها، ما حدى به إلى أن يقرر السكن داخل المدينة مرة أخرى.
وأوضح أنه يدفع نصف راتبه لسداد الإيجار، ما جعله يعاني ضائقة مالية، ويلغي خططه للبدء في مشروعه التجاري الخاص.
وشدد على أن «من غير المعقول أن تخضع حياة المستأجر لهوى المالك، الذي قد يقرر في أي لحظة مضاعفة الإيجار، ما يجعل المستأجر في وضع غير مستقر على الدوام»، مطالباً بفرض حد أقصى للزيادة.
من جانبه، قال الموظف في شركة خاصة بأبوظبي، منصور ياسين، إن مستويات الإيجارات المرتفعة داخل المدينة لم تمكنه من إيجاد المسكن الملائم له، إذ إن راتبه لا يكفي لدفع الإيجار ومواجهة متطلبات الحياة الكريمة له ولأسرته، التي قرر استبقاءها في بلده.
وأوضح أنه لجأ للبحث في المناطق المحيطة، ووجد مستويات الإيجارات في شاطئ الراحة والريم والسعديات تفوق قدرته، خصوصاً بعد زيادتها بنسبة تفوق 30% خلال الأشهر الماضية، فبحث في منطقة المصفح، ووجد ارتفاعاً في الأسعار يصل إلى 50%، إلا أن متوسط الإيجار لايزال أقل من المناطق الأخرى، فقرر السكن فيها.
بدوره، أفاد سهيل الحمصي بأنه اضطر للسكن في استوديو في منطقة شاطئ الراحة، على الرغم من أنه كان يسكن في شقة من غرفتين وصالة داخل مدينة أبوظبي، لافتاً إلى أنه ترك أبوظبي بعد أن رفع المالك الإيجار بنسبة 60%، وقال إنه لجأ إلى البحث عن مسكن مناسب يقع بجوار عمله في منطقة شاطئ الراحة، لكنه فوجئ بأن إيجار شقة من غرفتين وصالة في مشروع تابع لشركة كبرى يراوح بين 135 و180 ألف درهم، لافتاً إلى أنه قرر تأجيل استقدام أهله، بعد أن استأجر استوديو بقيمة 90 ألف درهم.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة لؤلؤة الخليج للعقارات، ناصر مال الله الحمادي، إن «مستويات الإيجارات في المناطق المحيطة بأبوظبي شهدت زيادة كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ووصلت إلى مستويات تقارب المستويات السائدة داخل مدينة أبوظبي نفسها»، لافتاً إلى أن «ارتفاع الإيجارات في مدينة أبوظبي، الذي جاوز الـ100% في بعض الحالات، دفع المستأجرين إلى الهروب من المدينة والسكن في عقارات خارج المدينة، ما أدى إلى ضغط كبير على المعروض السكني في تلك المناطق، وبالتالي زادت مستويات الإيجارات فيها».
وأكد أن «القفزة التي شهدتها المستويات الإيجارية داخل أبوظبي نفسها خلال الفترة الماضية، بجانب المعاناة الكبيرة في إيجاد مواقف لسيارات السكان في المدينة، شجعت على الخروج من المدينة إلى المناطق المجاورة، مثل المصفح وشاطئ الراحة والريم والسعديات».
ولفت إلى تأثر مناطق محيطة بالمدينة مثل مدينة «خليفة أ» و«مدينة محمد بن زايد» والشهامة والشامخة بمشروع «توثيق»، الخاص بتسجيل عقود الإيجار، الذي تطبقه البلدية، والذي يمنع تقسيم الفلل، مبيناً وجود عدد كبير من الفلل الخالية في هذه المناطق، ووجود ضغوط على المناطق الأخرى المحيطة.
وأشار إلى أن «إيجار الغرفة والصالة في مدينة مصفح السكنية، على سبيل المثال، يراوح بين 55 و60 ألف درهم، بينما يراوح إيجار الغرفتين والصالة بين 65 و70 ألف درهم، في حين تجاوز إيجار الثلاث غرف وصالة 80 ألف درهم، بنسب زيادة جاوزت 30% عن الأسعار السائدة قبل ثلاثة أشهر».
وتوقع الحمادي أن تشهد الإيجارات في الإمارة نوعاً من الاستقرار بعد الانتهاء من إنجاز مشروعات عقارية جديدة، ودخول وحدات جديدة إلى السوق، مطالباً بإنشاء لجنة لتقييم الإيجارات في أبوظبي، تحمي حقوق الملاك والمستأجرين والمستثمرين، باعتبارها ضرورة ملحة لتنظيم السوق العقارية، بحيث تقيّم اللجنة الإيجارات في كل منطقة وفقاً لعوامل محددة، مع وضع ضوابط للزيادات الإيجارية، مؤكداً أهمية مراعاة مصالح الاقتصاد والمجتمع ككل، وليس مجرد فئة واحدة فقط.
من ناحيتها، أوضحت مندوبة المبيعات في شركة «الزعيم للوساطة العقارية»، مي يعاقبة، أن «مستويات الإيجارات في المناطق المحيطة بأبوظبي، وعلى رأسها شاطئ الراحة والريم والسعديات والريف، شهدت زيادات جاوزت 30%، ووصلت أحياناً إلى 50% في بعض المناطق، مثل المصفح، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، في أعقاب إلغاء سقف الزيادة الإيجارية، إلى أن باتت مقاربة لمستويات الإيجارات في العاصمة أبوظبي».
وطالبت يعاقبة بوجود جهة مسؤولة تتولى الرقابة وتقييم الإيجارات، حتى لا يتضرر السكان الذين يعانون بسبب الزيادات التي لا توجد أي آلية محددة لزيادتها أو التعامل معها.
ودعت إلى ربط المستويات الإيجارية بالرواتب، موضحة أن الإيجارات تشهد زيادات كبيرة في الوقت الذي تظل مستويات الرواتب ثابتة نسبياً، فيما تنخفض في الحقيقة، نظراً إلى زيادة مستويات التضخم وكلفة الحياة بعد تصاعد الإيجارات.
واتفق الوسيطان العقاريان، محمد حسن وسالم المحمود، على أن ارتفاع الإيجارات داخل أبوظبي أدى إلى قفزات في المناطق الخارجية المحيطة بالمدينة، مثل شاطئ الراحة والسعديات والريم والمصفح، بعد أن كانت بعض هذه المناطق تمثل ملجأ للكثيرين من ارتفاع الإيجارات في المدينة، وقالا إن الارتفاعات، على الرغم من تباينها بحسب مستويات المناطق والمساحات والخدمات، إلا أنها ارتفاعات بنسب جاوزت 30% خلال الأشهر القليلة الماضية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news