محللون يحذرون من العودة إلى ظاهرة «السهم الواحد»
حذر محللون ماليون من انسياق صغار المستثمرين مجدداً إلى ظاهرة السهم الواحد، بوضع استثماراتهم كافة في سهم واحد، مهما كانت قوة أداء الشركة المصدرة للسهم، ناصحين المستثمرين بالحرص على تنويع الأسهم التي في حوزتهم، لتكون في قطاعات غير مرتبطة.
35.62 مليار درهم مكاسب القيمة السوقية للأسهم في أسبوع ربحت القيمة السوقية للأسهم المحلية 35.62 مليار درهم، خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 846.86 مليار درهم مقابل 811.24 مليار درهم في نهاية الأسبوع السابق. وجاءت مكاسب القيمة السوقية بعد إدراج وبدء التداول على أسهم مجموعة «إعمار مولز» التي أسهمت في زيادة القيمة السوقية، الخميس الماضي، بمقدار 37.7 مليار درهم. وشهد سوق الإمارات المالي، خلال الأسبوع الماضي، زيادة طفيفة في معدلات التداول مقارنة بالأسبوع الأسبق، إذ تم تداول 2.02 مليار سهم خلال 41 ألفاً و649 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 6.33 مليارات درهم. وأنهى المؤشر العام لسوق دبي المالي تعاملات الأسبوع الماضي خاسراً 96 نقطة جديدة، ليغلق عند مستوى 4958.18 نقطة. وأعلنت إدارة السوق أن صافي الاستثمار الأجنبي في السوق بلغ نحو 126.56 مليون درهم، محصلة (بيع)، نتيجة مشتريات بنحو 3.02 مليارات درهم، ومبيعات بنحو 3.15 مليارات درهم. وبلغت قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين المؤسساتيين 2.19 مليار درهم، فيما بلغت قيمة الأسهم المبيعة من قبلهم 2.58 مليار درهم، ليسجل صافي الاستثمار المؤسسي نحو 391.18 مليون درهم، محصلة (بيع). وفي سوق أبوظبي، خسر المؤشر العام للسوق 16.4 نقطة خلال الأسبوع الماضي ليغلق عند مستوى 5111.3 نقطة. |
وأشار المحللون إلى أن استحواذ سهم مجموعة «إعمار مولز» على نسبة كبيرة من التداولات في أول يوم تداول في سوق دبي المالي، لا يعني عودة ظاهرة «السهم الواحد» وسيطرته على التداولات طوال الوقت.
وأكدوا أن وجود طلبات لشراء السهم بأعلى سعر منذ الصباح الباكر، وقبل بدء التداولات، كان متوقعاً، لأن تلك الطلبات كانت تستهدف الصعود المتوقع في سعر السهم في أول يوم تداول، لافتين إلى أن المضاربين دائماً ما يستهدفون الأسهم الجديدة، أو التي يتوقع أن يتم إعلان خبر جديد بشأنها، ما يزيد التداول عليها خلال فترات محددة قد يعقبها انتقال المضاربات إلى سهم مختلف.
تنويع الأسهم
وتفصيلاً، قال مدير مركز الشرهان للوساطة المالية، جمال عجاج، إن «حدوث تداولات مكثفة على سهم مجموعة (إعمار مولز) كان متوقعاً من قبل بدء التداول فعلياً على السهم، أول من أمس، إذ شهدت مكاتب الوساطة منذ الصباح الباكر طلبات من قبل مستثمرين لشراء السهم بأعلى سعر قبل بدء التداول الفعلي»، لافتاً إلى أن تلك الطلبات كانت تستهدف الصعود المتوقع في سعر السهم في أول يوم تداول، خصوصاً أن مجموعة «إعمار مولز» تعد من الشركات الممتازة التي يتوقع أن تحقق نمواً مطرداً في أرباحها من فترة مالية إلى تالية.
وأكد أن «صعود السهم بنسبة كبيرة في بداية التداول، ثم حدوث عمليات تصريف للسهم، كانا متوقعين أيضاً، لاسيما أن العديد من المستثمرين الأفراد سيّلوا حصة من الأسهم المتبقية التي في حوزتهم، لاقتناء سهم (إعمار مولز) ثم قاموا بالبيع لضمان جني أرباح»، مشيراً إلى أن توجه المستثمرين للسهم الأكثر نشاطاً يعد ظاهرة موجودة في كل البورصات، خصوصاً في الأيام الأولى للتداول، إلا أنه يجب أن تشمل المحفظة الاستثمارية لأي مستثمر عدداً من الأسهم في قطاعات متنوعة، بصرف النظر عن قيمة المبلغ المستثمر.
وأوضح عجاج أن «تنوع الأسهم المدرجة ووجود أكثر من سهم نشط، يعد عنصراً مشجعاً لمواجهة تركز التداولات واقتصارها على سهم واحد أو سهمين».
وأفاد بأن زيادة حصة سهم ما من التداولات أمر يختلف من فترة إلى أخرى، إذ إن المضاربين دائماً ما يستهدفون الأسهم الجديدة، أو التي يتوقع أن يتم إعلان خبر جديد بشأنها، ما يزيد التداول عليها خلال فترات محددة، قد يعقبها انتقال المضاربات إلى سهم مختلف، ناصحاً المستثمرين بالحرص على تنويع الأسهم التي في حوزتهم لتكون في قطاعات غير مرتبطة، وعدم التنويع في قطاع واحد، خصوصاً أن التجربة أثبتت أن انخفاض سهم قيادي في قطاع ما قد يؤثر سلباً في الأسهم المتبقية التابعة للقطاع ذاته ما يزيد المخاطرة.
نقاط الدعم
من جهته، قال مدير التسويق في شركة «البروج» للأوراق المالية، محمد النجار، إن «سهم (إعمار مولز) نجح في اجتذاب سيولة كبيرة، وشهد نشاطاً في اليوم الأول للتداول، وهو أمر كان متوقعاً بسبب سعي نسبة كبيرة من المستثمرين لاقتناء السهم، أو لزيادة الحصة التي يستحوذون عليها، إلى الكمية التي كانوا يرغبون الاكتتاب فيها والتي نقصت بسبب تغطية الاكتتاب مرات عدة». وأضاف أن «الحكم على تأثير السهم في السوق عموماً يظهر بعد فترة، إذ لابد أن يدرس المحللون نقاط الدعم والمقاومة لتوقع مسار السهم على المدى الزمني المتوسط».
ونصح النجار المستثمرين بعدم الانسياق مجدداً لظاهرة السهم الواحد، ووضع استثماراتهم كافة في سهم واحد مهما كانت قوة أداء الشركة المصدرة للسهم، مؤكداً أن التنويع يقلل من مخاطر الأسهم، ويجعل هناك استمرارية في الاستثمار، بصرف النظر عن المكاسب السريعة التي قد يتبعها خسائر قاسية، لاسيما لصغار المستثمرين ممن لا يجيدون التحليل والمتابعة الدقيقة لأداء الأسهم.
تهافت المستثمرين
واتفق المحلل المالي، مصطفى حسن، مع نظيريه، ناصحاً المستثمرين في أسواق الأسهم المحلية بعدم العودة إلى ظاهرة السهم الواحد، ووضع «البيض» كله في سلة واحدة، موضحاً أن أسواق الأسهم الإماراتية بدأت تشهد زيادة في البضاعة الجيدة المتداولة من الأسهم في قطاعات متنوعة نسبياً، ما يجعل من تفرد سهم واحد واستحواذه على معظم التداولات أمراً مستبعداً.
واتفق كذلك مع عجاج والنجار في أن تهافت المستثمرين على شراء سهم «إعمار مولز» في أول يوم تداول يعد أمراً طبيعياً وقد يستمر لأيام تالية، لافتاً إلى أن السهم سيشهد استقراراً نسبياً بعد فترة، وبعدها سينظر المستثمرون للمقومات الحقيقية للحكم على أداء السهم وسعرة في الفترات التالية.