تخوف المستثمرين من عودة الأسهم إلى أدنى مستوياتها السعرية جعلهم يصابون بالهلع مجدداً بعد تراجع أسعار النفط. الإمارات اليوم

«الأحمر» يهيمن على شاشات التداول بعد هبوط النفط مجدداً

عادت الانخفاضات الملحوظة إلى أسواق الأسهم مجدداً، تفاعلاً مع عودة أسعار النفط للانخفاض لأقل مستوى في خمسة أعوام ليهيمن اللون الأحمر على شاشات التداول.

وخسرت القيمة السوقية للأسهم المحلية، أمس، 19.17 مليار درهم، لتصل إلى 719.31 مليار درهم، وجاءت خسائر القيمة السوقية بعد تراجع مؤشرات سوقي دبي المالي وأبوظبي، للأوراق المالية بنسبة 5.4% و2.18% على التوالي. ووفقاً لمحللين ماليين، فإن تخوف المستثمرين من عودة الأسهم إلى أدنى مستوياتها السعرية التي وصلت لها قبل أسابيع، جعلهم يصابون بالهلع مجدداً، بعد تراجع أسعار النفط، وذلك خشية تكرار انخفاضات المؤشرات بعنف، مؤكدين أن حالة الهلع تلك أثمرت عمليات تسييل للأسهم بأي سعر، وتالياً اختفت طلبات الشراء على عدد من الأسهم النشطة تماماً، ليهيمن اللون الأحمر على شاشات التداول.

وأشار المحللون إلى أن أداء الأسهم المحلية مثل صدمة لكثير من المستثمرين، لاعتقادهم بأن الأسهم كانت سترتفع في ظل عمليات شراء متوقعة من قبل المحافظ المالية، من أجل تحسين تقييماتها في نهاية العام، لافتين إلى أن عطلات أعياد الميلاد ألقت بظلالها أيضاً على الأسواق، في ظل غياب قطاع كبير من كبار المتداولين ومديري المحافظ المالية، خصوصاً الأجانب.

وتفصيلاً، قدرت بيانات هيئة الأوراق المالية والسلع، خسائر القيمة السوقية، أمس، بنحو 19.17 مليار درهم، لتصل إلى 719.31 مليار درهم، فيما أكدت بيانات سوق دبي المالي تراجع مؤشر السوق بنسبة 5.4%، في حين أظهرت بيانات سوق أبوظبي للأوراق المالية، تراجع مؤشر السوق بنسبة 2.18%.

صدمة المستثمرين

وقال مدير مركز الشرهان للوساطة المالية، جمال عجاج، إن «أداء أسواق الأسهم المحلية في بداية جلسة تداولات أمس، مثل صدمة لكثير من المستثمرين، إذ كان الاعتقاد السائد بأن الأسهم سترتفع في ظل عمليات شراء متوقعة من قبل المحافظ المالية التابعة للبنوك ولكبار المستثمرين، من أجل تحسين تقييماتها في نهاية العام الجاري»، موضحاً أن «أسواق الأسهم أنجرت هبوطاً مع بدء تداولات السوق السعودية على انخفاضات تأثراً بهبوط أسعار النفط لأدنى مستوياته منذ ما يزيد على الخمس سنوات».

وأضاف، أن «تخوف المستثمرين من عودة الأسهم إلى أدنى مستوياتها السعرية التي وصلت لها قبل أسابيع جعلهم يصابون بالهلع مجدداً من تكرار انخفاضات المؤشرات بعنف، التي أفقدت مؤشر سوق دبي المالي نسبة 30% خلال أربعة جلسات تداول»، مشيراً إلى أن «حالة الهلع تلك أثمرت عمليات تسييل للأسهم بأي سعر، وتالياً اختفت طلبات الشراء على عدد من الأسهم النشطة تماماً ليهيمن اللون الأحمر على شاشات التداول». وأفاد عجاج، بأنه «على الرغم من وجود شيء من المنطق في حدوث ارتباط بين أسعار النفط وأداء أسواق الأسهم المحلية، إلا أنه من غير الطبيعي أن تكون انخفاضات القيم السوقية للأسهم المحلية بهذه النسب المبالغ فيها»، لافتاً إلى «وجود طلبات شراء في الدقائق الأخيرة من جلسة تداول أمس على عدد من الأسهم القيادية حركت أسعارها من مستوى (ليمت داون)، وهو الحد الأدنى المسموح للأسهم بلوغه خلال جلسة التداول، ما يمكن أن يؤشر إلى تحسن الأداء اليوم، بعد وصول الأسهم إلى مستويات سعرية متدنية لم يكن أغلب المتداولين يتوقعون أن تصل إليها بهذه السرعة».

هبوط النفط

من جهته، قال محلل الأسواق الخليجية، علاء الدين علي، إن «الانخفاضات لم تقتصر على أسواق الإمارات فقط، وإنما عمت الأسواق الخليجية والعالمية كافة، بعد هبوط أسعار النفط لأقل مستوى في خمسة أعوام، وحالة عدم اليقين بشأن الأوضاع السياسية في اليونان، فضلاً عن تصفية مستثمرين مراكز قبل عطلة العام الجديد»، مضيفاً أن «مزيج برنت الخام اقترب من سعر 57 دولاراً للبرميل، مع استمرار المخاوف من تخمة إمدادات في الأسواق العالمية لتحد من التأثير الداعم للأسعار جراء المخاوف من تعثر إنتاج النفط الليبي».

وأوضح أنه «على الرغم من كون دبي أقل اعتماداً على إيرادات النفط من دول خليجية أخرى، إلا أن سوق دبي المالي كان الأكثر تضرراً في المنطقة من انخفاض أسعار النفط، ويرجع السبب في ذلك إلى السيولة المرتفعة، واستغلال بعض المستثمرين هبوط أسعار النفط من أجل تخفيف المراكز المالية»، مشيراً إلى أن «عطلات أعياد الميلاد ألقت بظلالها على الأسواق، في ظل غياب قطاع كبير من كبار المتداولين ومديري المحافظ المالية خصوصاً الأجانب». ودعا علي، صغار المستثمرين إلى عدم التسرع ببيع أسهمهم، والانسياق إلى محاولات عدد قليل من كبار المضاربين تخفيض أسعار الأسهم لاقتناصها مجدداً بسعر أقل من السعر الذي باعوها به، منبهاً إلى أن «السوق يمكن أن يرتد في أي وقت ليعيد سيناريو الارتفاعات التي تحققت بعد الخسائر التي شهدتها الأسواق في الأسابيع الماضية».

نهاية العام

بدوره، أفاد الخبير المالي سامر الجاعوني، بأن «تراجع أسواق الأسهم المحلية في الجلسات الأخيرة من نهاية كل عام يعد (أمراً طبيعياً)، لاسيما في ظل حدوث عمليات بيع لجني الأرباح بعد مكاسب جلسات التداول في الأيام الماضية»، موضحاً أن «الأسواق تعرضت كذلك إلى ضغوط بيعية لإغلاق مراكز مالية، خصوصاً بعد تراجع أسعار النفط، وصاحب ذلك تراجع قيم وأحجام التداول نسبياً».

 

الأكثر مشاركة