أحدها سجّل فاتورة بـ 35 ألف درهم لشخصين

خبراء: مطاعم فنادق تحقق إيرادات أعلى من الغرف في دبي

فنادق دبي لجأت إلى إعطاء مرافق الأغذية والمشروبات أولوية ضمن سياساتها لزيادة الإيرادات. تصوير: تشاندرا بالان

قال مديرون وعاملون في قطاع الضيافة، إن بعض الفنادق العاملة في دبي تحقق إيرادات من مرافق الطعام والمشروبات تتجاوز تلك التي تحققها الغرف الفندقية، لافتين إلى أن النجاح في إدارة المنشآت الفندقية وزيادة الإيرادات في دبي لا يقاس بنسبة إشغال الغرف فقط.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم»، أن جودة المنتجات السياحية التي توفرها دبي اليوم، جعلت منها وجهة يقصدها الزوار الذين يبحثون عن قضاء عطلات فاخرة في الإمارة التي تحتضن مطاعم نوعية توفر خدمات طعام من مختلف الثقافات حول العالم، مشيرين إلى أن الفنادق العاملة في دبي لجأت إلى إعطاء مرافق الأغذية والمشروبات أولوية ضمن سياساتها لزيادة الإيرادات.

وذكروا أن بعض العلامات الفندقية المحلية في الإمارات لجأت إلى شركات خاصة لإدارة مطاعمها في ظل إيراداتها الكبيرة.

%90 من علامات المطاعم العالمية توجد في دبي

قال المدير العام لفندق «حياة ريجنسي» فتحي خوجلي، إن «نحو 90% من علامات المطاعم العالمية، توجد اليوم في دبي التي تمتاز بسمعتها في مجال توفير وتقديم المنتجات السياحية الفاخرة». وأضاف أن «بعض المطاعم المستقلة في مناطق عدة، مثل مركز دبي المالي العالمي ووسط مدينة دبي، إضافة إلى منطقة مرسى دبي (المارينا)، تحقق إيرادات تتجاوز تلك التي تحققها الفنادق التي تتضمن في المتوسط نحو 250 غرفة فندقية»، مشيراً إلى أن «دبي تشهد شهرياً افتتاح المزيد من المطاعم في ظل مستويات الإقبال العالية والانفاق المرتفع على خدمات الأغذية والمشروبات».

ولفت إلى أن «مستويات الإنفاق في المطاعم ومعدلات الإقبال عليها، فضلاً عن الإيرادات السنوية التي تحققها، تجعل من دبي وجهة بارزة لسياحة المأكولات مقارنة بوجهات سياحية بارزة في أوروبا وأميركا».

وتفصيلاً، قال المدير العام لفندق «حياة ريجنسي» فتحي خوجلي، إن «المطاعم أسهمت بنسبة 60% من الإيرادات التي حققها الفندق خلال العام الماضي، فيما وصلت هذه النسبة إلى نحو 40% في فندق (غراند حياة) الذي يتضمن 674 غرفة فندقية»، مشيراً إلى أن «النجاح في إدارة المنشآت الفندقية وزيادة الإيرادات في دبي لا يقاس بنسبة إشغال الغرف فقط».

وبين خوجلي أن «جزءاً كبيراً من المنشآت الفندقية العاملة في دبي تحقق اليوم إيرادات توازي أو تتجاوز تلك التي تأتي من بيع الغرف الفندقية»، لافتاً إلى أن «بعض المنشآت ركزت خلال السنوات الأخيرة على افتتاح المزيد من المطاعم النوعية وإدارة الحفلات الخارجية كجزء من أعمالها».

وذكر أن «قيمة فاتورة واحدة في إحدى مطاعم فندق (غراند حياة) وصلت إلى 35 ألف درهم لأربعة أشخاص، وهذه القيمة قد توازي أو تتجاوز سعر جناح رئاسي في بعض المنشآت الفندقية»، مشيراً إلى أن «(غراند حياة) سجل أيضاً فاتورة لخدمات الطعام بقيمة 59 ألف درهم لتسعة أشخاص وأخرى لشخصين في أحد المطاعم بقيمة 35 ألف درهم».

وأكد أن «المطاعم الفندقية تلعب اليوم دوراً بارزاً في زيادة الإيرادات في ظل الإنفاق المرتفع للزوار، فضلاً عن المواطنين والمقيمين في الدولة الذين يرتادون مطاعم فاخرة تديرها علامات عالمية».

وأشار خوجلي إلى أن «جودة المنتجات السياحية الفاخرة التي توفرها دبي اليوم جعلت منها وجهة يقصدها الزوار الذين يبحثون عن قضاء عطلات فاخرة وينفقون مبالغ مالية كبيرة».

وبين أن «الزوار يضطرون للحجز مسبقاً قبل فترة طويلة فيما لو أرادوا التوجه إلى بعض المطاعم المحددة أو تلك الموجودة في الفنادق العاملة في دبي»، لافتاً إلى أن «الإمارة أصبحت وجهة سياحية توفر تنوعاً كبيراً للمطاعم التي توفر خدمات طعام من مختلف الثقافات حول العالم».

وقال إنه «على الرغم من الارتفاع الذي طال أسعار الغرف الفندقية في دبي وبالتالي ارتفاع العوائد، إلا أن بعض المنشآت ادركت أهمية التوسع في مرافق الأغذية والمشروبات ولجأت إعطاء هذه المسألة أولوية ضمن سياساتها لزيادة الإيرادات خلال السنوات الأخيرة».

من جهته، قال المدير العام لفندق «أوبروي» كريم بزيد، إنه «وفقاً للنظام القديم كان ينظر إلى المطاعم ومرافق الأغذية والمشروبات في الفنادق على أنها خدمات مساندة لإيرادات الغرف الفندقية وليست جزءاً رئيساً، لكن هذه النظرة تغيرت خلال السنوات الأخيرة في بعض الوجهات السياحية البارزة، مثل دبي ولندن ونيويورك وباريس وهونغ كونغ وسنغافورة».

وبين بزيد أن «بعض العلامات الفندقية المحلية في الإمارات لجأت إلى شركات خاصة لإدارة مطاعمها في ظل الإيرادات الكبيرة التي تحققها»، مشيراً إلى أنه «وفقاً لمفاهيم الإدارة الجديدة في قطاع الضيافة أصبحت المطاعم تلعب دوراً محورياً في العوائد الفندقية وزيادة معدلات الدخل».

وذكر أن «الفنادق العاملة في السوق المحلية وفقاً للنظام القديم تحقق إيرادات بنسبة 20% من المطاعم لكن هذه الإيرادات قد تصل إلى نحو 50% بالنسبة للفنادق التي تولي اهتماماً كبيراً بهذه المسألة وتحتضن علامات عالمية للمطاعم، فيما تصل هذه النسبة إلى نحو 60% بالنسبة للفنادق التي تتضمن غرفاً فندقية أقل والمزيد من المطاعم».

وأضاف بزيد أن «هناك نمواً مستمراً بخصوص الإيرادات السنوية التي تحققها الفنادق من المطاعم»، مشيراً إلى أن «بعض الوجهات السياحية باتت تسعى إلى أن تصبح مقصداً شعبياً لسياحة المأكولات والطعام مع تطور ثقافة السياحة لدى جزء كبير من النزلاء الذين يسعون إلى خبرات جديدة أثناء قضاء العطلات».

بدوره، قال مدير إدارة التسويق في فندق «كمبنسكي مول الإمارات»، ناصر فوزي، إن «بعض الفنادق العاملة في دبي تحقق إيرادات من مرافق الطعام والمشروبات تتجاوز تلك التي تحققها الغرف الفندقية»، مشيراً إلى أن «هناك مطاعم محددة تولد إيرادات تتجاوز تلك التي تسجلها المنشأة الفندقية ككل».

وبين فوزي أن «نسبة مساهمة المطاعم في الإيرادات تكون مرتفعة للغاية بالنسبة للفنادق الشاطئية، فيما تقل هذه النسبة للفنادق التي تقع في مركز المدينة»، لافتاً إلى أن «الأمر يعتمد على عدد المطاعم ونوعيتها فضلاً عن مدى تنوع الخدمات التي تقدمها».

وذكر أن «دبي خصوصاً تسجل معدلات مرتفعة لإيرادات المطاعم مقارنة بوجهات سياحية بارزة، إذ إن الفنادق العاملة في الإمارة تقدم خدمات نوعية ذات جودة عالية في المطاعم تشجع الزوار على الأكل في الفندق عوضاً عن التوجه إلى مطاعم مستقلة وخارجية»، لافتاً إلى «مستويات الإنفاق المرتفعة على خدمات الطعام والشراب في السوق المحلية».

تويتر