السوق تشهد نمواً في الطلب عليها محلياً

نمو الوعي والسياحة يدعمان الطلب على المنتجات العضوية

«الروضة»: كلمة «عضوي» تضيفها شركات على المنتجات لإيجاد قيمة مضافة لسهولة التسويق وكسب مزيد من الأرباح. تصوير: أحمد عرديتي

أكد مسؤولون في شركات تصنيع غذائي، أن نمو الوعي بقيمة وفوائد المنتجات العضوية، والقطاع السياحي، يدعمان ارتفاع الطلب على تلك المنتجات محلياً وعالمياً، مشيرين إلى أنهم رصدوا نمواً في الطلب على المنتجات العضوية بنسبة لا تقل عن 10% خلال عام 2014.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» خلال فعاليات معرض الخليج للأغذية «غلفود 2015»، الذي تختتم فعالياته في دبي اليوم، أن المستهلكين قلقون من انتشار الأمراض التي قد تتسبب فيها منتجات تحتوي على مواد كيماوية في عمليات تصنيعها، أو أصناف زراعية تعتمد على الأسمدة المصنعة، ما انعكس على نمو ملحوظ في الطلب على المنتجات العضوية التي تتنوع بين خضراوات وفواكه، وعصائر، وأعشاب وتوابل، وحتى الأسماك.

وتفصيلاً، قال مدير المبيعات في شركة «العربية» للمشروبات، هايول رودريغز، إن «الشركة رصدت نمواً في الطلب على المنتجات العضوية التي توردها في الأسواق الإماراتية خلال عام 2014 بنسبة تبلغ نحو 10%، خصوصاً على المشروبات والعصائر العضوية»، لافتاً إلى أن ارتفاع الطلب الذي رصد بشكل ملحوظ في الأسواق، يأتي مدعوماً بعاملي زخم الحركة السياحية، ونمو الوعي في الأسواق بقيمة وفوائد المنتجات العضوية.

وتوقع أن يستمر الطلب على المنتجات العضوية في الأسواق الإماراتية خلال عام 2015، مع استمرار رواج النشاط السياحي، ووجود جاليات أجنبية في الدولة، مبيناً أن الأوروبيين يتصدرون مستهلكي تلك المنتجات، يليهم العرب، وبعض الجنسيات الآسيوية.

وأوضح أنه يمكن للمتعاملين تمييز المنتجات العضوية، والتأكد من مطابقتها للمواصفات، من خلال علامات الاتحادات الدولية التي تمنح الشركات العاملة في القطاع شهادات المطابقة للمواصفات.
وقال إن «الشركة تحمل علامة المطابقة مع المواصفات الأوروبية التي يطلق عليها (إيكو سرت)، التي تعد الأبرز في هذا القطاع، وتكون على شكل ورقة خضراء محاطة بنجوم صغيرة، وتعني مطابقة المنتج لمعايير ومواصفات المنتجات العضوية الأوروبية، ما يزيد من صدقية وموثقية تلك المنتجات».

وذكر أن أبرز التحديات التي تواجه انتشار المنتجات العضوية في السوق الإماراتية، تتركز في ارتفاع سعر تلك المنتجات مقارنة بالسلع التقليدية المماثلة في الأصناف، نظراً لكلفة صناعة وزراعة المنتجات العضوية.

بدورها، أشارت مسؤولة التسويق والمبيعات في شركة «بيو تري بيوتكنلوجي سي دي إن» الدولية للمنتجات الغذائية، انجلين شاوو، إلى أن المنتجات العضوية شهدت نمواً في الطلب عليها بأسواق الدولة والمنطقة، بنسب تراوح بين 15 و20% خلال عام 2014، مؤكدة أن السوق الإماراتية تتصدر دول الخليج في الطلب على المنتجات العضوية والصحية الخالية من الكيماويات عموماً، نظراً لرواج النشاط السياحي، وتنوع الجاليات الأجنبية.

وأوضحت أن هناك نمواً في وعي المستهلكين بقيمة وفوائد المنتجات العضوية، مدعوماً بارتفاع مستويات الدخل، والقلق من انتشار أمراض قد تتسبب فيها المنتجات التي تحتوي على مواد كيماوية، أو الأصناف الزراعية التي تعتمد على الأسمدة المصنعة.

وبيّنت أنه يمكن للمستهلكين بسهولة التأكد من مصدر وموثقية المنتجات العضوية، عبر قراءة محتويات ومصدر المنتجات، والتأكد من حملها لعلامات الجهات الدولية المتخصصة في منح علامات وشهادات المطابقة للمنتجات العضوية.

إلى ذلك، يرى الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات الحديثة للدواجن «الروضة»، الدكتور الرشيد دفع الله، أن من الصعب عملياً إنتاج دجاج عضوي، قائلاً إن كلمة «عضوي» تضيفها بعض الشركات على المنتجات لإيجاد قيمة مضافة لسهولة التسويق وكسب مزيد من الارباح، في وقت يرغب فيه المستهلك في شراء المنتجات العضوية، لأنه يعتقد أنها صحية.

وتابع: «من المفترض أن يكون الدجاج العضوي هو الذي تتم تربيته في مكان طبيعي من دون حقنه بمضادات حيوية أو لقاحات أو أي نوع من الأمصال أو الأدوية، وأن يتغذى على حشائش الأرض الطبيعية، وهذا أمر غير عملي».

وأوضح أنه إذا تمت تربية الدجاج في الطبيعة، فإنه سيأكل من حشائش الأرض، وربما الحشرات والديدان، أو يأكل فضلاته أو فضلات أي كائن آخر، فضلاً عن أن الدجاج كائن حي يحتاج إلى أدوية ولقاحات لحمايته من الأمراض، وبالتالي، فإن من الصعب أن تطلق عليه أنه دجاج عضوي، مشيراً إلى أنه وحتى في الدول الصحراوية التي تزرع الذرة الصفراء التي تعد العلف الرئيس للدجاج، فإنه تتم زراعتها باستخدام بعض المواد، وهنا سيكون من الصعب أن يصبح الدجاج الذي أكل تلك الذرة، عضوياً.

في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي في الشركة العالمية القابضة لزراعة الأسماك «أسماك»، مأمون عثمان، إن «هناك أنواعاً من الأسماك العضوية يمكن إنتاجها في مزارع أسماك مغلقة، نظراً لأن الأسماك التي يتم اصطيادها من البحر لا يمكن أن تكون عضوية، إذ إن من المستحيل التحكم في الأغذية التي حصلت عليها».

وأكد أن زيادة الوعي ترفع الطلب على المنتجات العضوية، لافتاً إلى أن شركة «أسماك» ستدخل سوق الأغذية العضوية عبر إنتاج أسماك عضوية لاستيعاب الطلب من المستهلكين والسياح، الذي يتزايد بصورة لافتة.

تويتر