أوصوا بتعزيز الأجواء المفتوحة والربط الجوي وتسهيل منح التأشيرات

خبراء يدعون إلى مواجهة تحديات السياحة العربية البينية

المشاركون دعوا إلى زيادة الوعي بأهمية السياحة البينية العربية وتحفيزها لاسيما بين شركات القطاعين العام والخاص. تصوير: أحمد عرديتي

دعا خبراء ومسؤولو مؤسسات سياحية عربية ودولية إلى ضرورة وضع برامج لتنمية السياحة العربية البينية، مع العمل على إزالة تحدياتها، عبر تعزيز سياسة الأجواء المفتوحة بين الدول العربية، والتوسع في الطيران ذي الكلفة المنخفضة، وتيسير منح التأشيرات وإجراءاتها.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/306223.jpg

نهيان بن مبارك:

• «دولتنا نجحت إلى حدّ كبير في جعل السياحة جزءاً مهماً من تجربتها التنموية المتطورة، وأداة فاعلة تسهم في تحقيق الرخاء الاقتصادي».

وأشاروا، خلال مشاركتهم في فعاليات «المنتدى الوزاري»، الذي ينعقد على هامش فعاليات سوق السفر العربي 2015، حول موضوع تنمية السياحة العربية البينية، والاجتماع الـ40 للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، إلى أن رفع الوعي ودعم شراكات القطاعين العام والخاص في مجال السياحة والطيران سيسهمان في دفع مؤشرات السياحة البينية.

وتفصيلاً، قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للسياحة والآثار، إن «السياحة تحظى في الإمارات باهتمام واسع، من جانب القيادة الرشيدة وكل قطاعات المجتمع».

وأضاف، في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في المنتدى الوزاري، أن «تشجيع السياحة في الإمارات يحتل أهمية خاصة من الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، وقد نجحت دولتنا إلى حدّ كبير في جعل السياحة جزءاً مهماً من تجربتها التنموية المتطورة، وأداة فاعلة تسهم في تحقيق الرخاء الاقتصادي، وكذا وسيلة ناجحة للتفاعل مع الآخرين».

وأوضح وزير الثقافة أن «الإمارات تتمتع بالأمن والأمان والاستقرار، كما أن لديها البنية الأساسية الملائمة والمتطورة الجاذبة للسياح، والتي توفر لهم كل الخدمات ووسائل الراحة بمستويات متميزة وأسعار معقولة»، لافتاً إلى أن «فوز مدينة دبي باستضافة معرض (إكسبو 2020)، والاستعداد العالي المستوى له، يحمل انعكاسات إيجابية للغاية على السياحة في منطقة الخليج والمنطقة العربية بأسرها». وأفاد بأن «المنتدى، وهو يطرح قضايا تنمية السياحة البينية العربية، يمثل تعبيراً قوياً عن الرغبة الملحة في تحقيق التعاون والتنسيق بين الدول العربية في مجال السياحة، بل وتعميق الفهم لدور السياحة في المسيرة الشاملة في بلادنا».

وأضاف «إننا في الإمارات نتفق تماماً مع رؤية منظمة السياحة العربية، الداعية إلى أن تعتمد استراتيجية السياحة البينية العربية على التكامل والتنافس معاً، في النظم والسياسات والإجراءات، بل والإفادة ما أمكن من العوامل المشتركة بين بلداننا، ما يساعدنا على تحقيق هذا الهدف».

منطقة غير آمنة

أشار رئيس الهيئة العامة للسياحة القطرية، عيسى المهندي، إلى أن «من أبرز العوائق التي تواجه صناعة السياحة في منطقة الشرق الأوسط هو تصنيفها عالمياً بأنها منطقة غير آمنة»، مشدداً على أهمية السعي لإزالة التصنيف العالمي للمنطقة باعتبارها منطقة نزاعات، وإقامة المشروعات السياحية الكبيرة ذات التنمية المستدامة، والاستفادة من النجاحات الكبيرة التي تم تحقيقها من خلال استضافة بعض الفعاليات والمؤتمرات والملتقيات العالمية المهمة، مثل «إكسبو دبي 2020»، ومونديال بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

وأكد أهمية أن تعمل الجهات العاملة في صناعة السياحة العربية على تعزيز خطط نمو السياحة العربية البينية، لافتاً إلى أن «مشروع تجربة التأشيرة السياحية المشتركة بين قطر وسلطنة عمان، التي تتيح للحاصل عليها حرية التنقل بين البلدين، يمكن أن يشكل بداية لتجارب عربية أو خليجية مماثلة».

وأكد أن «التنافس يستهدف رفع مستويات الجودة والأداء، بما في ذلك تنفيذ المشروعات السياحية المستدامة في كل دولة، وإزالة العوائق السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية، إلى جانب تعميق النظرة إلى استخدام السياحة وسيلة طيعة لفتح فرص أكبر للاستثمار والإسهام في تحقيق التنمية الشاملة في كل دولة، بل والارتقاء بظروف المعيشة، في كل ربوع المجتمع».

وذكر أن «من المهم وضع المعلومات المفيدة حول الفرص السياحية في المنطقة، والعمل على تنمية العادات السياحية بينها وترشيدها لتوحيد الجهود، وتعزيز الشراكة والتنسيق بين الجهات المسؤولة عن السياحة في جميع الدول العربية».

من جهته، أشار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي، إلى أن «عام 2014 كان عاماً مذهلاً لقطاع السياحة»، لافتاً إلى أن «عدد السياح حول العالم بلغ خلال العام الماضي 2.8 مليار سائح، ما يمثل حركة نشطة وقوية جداً».

وقال إنه «على الرغم من الصعوبات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، فقد حققت نمواً جيداً في أدائها السياحي تجاوزت نسبته 3.9% في عام 2014، مع إيرادات بلغت 49 مليار دولار، وكان النمو بشكل رئيس في منطقة الخليج العربي، غير أن الكثير من الوجهات السياحية التقليدية بدأت تظهر بعض الانتعاش».

وأضاف أن «التحديات التي تواجه نمو السياحية العربية البينية تتمثل في صعوبة إجراءات التأشيرات في بعض الدول، وعدم توافر الربط الجوي بين بعض الدول، وهو ما يجعل من السياحة البينية لبعض دول المنطقة مكلفة»، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من استضافة دول المنطقة أحداثاً وفعاليات كبرى مثل «إكسبو 2020»، لتسهيل إجراءات منح التاشيرات للتنقل بين دول المنطقة، ودعم نشر الطيران المنخفض الكلفة، والربط الجوي بين كل الدول العربية، وتعزيز الوعي بأهمية السياحة البينية المشتركة بين مؤسسات القطاعين العام والخاص في مجال السياحة والطيران بالدول العربية.

بدوره، قال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، هلال سعيد المري، إن «السياحة الخليجية مثلت نسبة 22% من إجمالي السياحة الواردة إلى دبي خلال العام الماضي، فيما شكلت السياحة العربية من دول أخرى نحو 11%»، مبيناً أن «دعم السياحة العربية البينية من المهم أن يتم من خلال رفع الوعي لدى شركات السياحة والطيران العربية بأهمية دعم السياحة البينية، ودعم سياسات الأجواء المفتوحة، وشراكات القطاعين العام والخاص العاملين في قطاع السياحة العربية لتيسير سبل السياحة البينية المشتركة ودعم تنميتها».

تويتر