منافذ بيع عزتها إلى ارتفاع الإيجارات والمواد الخام.. و«الاقتصاد» تؤكد أنها لم تسجل أي زيادة خلال الفترة الماضية
زيادات تصل إلى 25% في أسعار سلع غذائية مستوردة رغم تراجــع النفط
قال مسؤولو منافذ بيع وجمعيات تعاونية وموردو سلع رئيسة، إن أسعار السلع المستوردة والمنتجة محلياً لم تشهد انخفاضاً، على الرغم من تراجع أسعار النفط منذ أكثر من ستة شهور، مشيرين إلى أنه على العكس من ذلك، شهدت أسعار بعض السلع، لاسيما الغذائية، زيادات وصلت إلى 25% تواكباً مع انخفاض النفط.
وأرجعوا ذلك إلى الضغوط التي شكلها ارتفاع الإيجارات على السلع المحلية الصنع، فضلاً عن ارتفاع كلفة المواد الخام المستخدمة في الصناعة، وارتفاع التأمين على النقل عالمياً، ما جعل موردين يرفعون الأسعار.
رأي الموردين قال موردو سلع رئيسة في الدولة، لـ«الإمارات اليوم» إن أسعار المواد الخام المستخدمة في الصناعة شهدت زيادات كبيرة راوحت بين 10% و30%، في الوقت الذي انخفضت أسعار النفط، ما أدى إلى عدم حدوث انخفاض في أسعار السلع. وأوضحوا أن هذا الأمر أدى إلى وجود طلبات من موردين لرفع أسعار السلع لتجنب حدوث خسائر للشركات الموردة. وأوضحوا أن النقل يمثل نسبة طفيفة من كلفة السلعة، في الوقت الذي يواجه الموردون ضغوطاً نتيجة ارتفاع كلفة التأمين على النقل، نظراً لعدم الاستقرار في العديد من الدول المحيطة. ارتفاع ولا انخفاض قال خبير شؤون المستهلك، الدكتور جمال السعيدي، إن «أسعار السلع، لاسيما الغذائية منها، ترتبط ارتباطاً مباشراً بأسعار النفط العالمية، وما يقابلها من سعر الدولار أيضاً، وعادة يرفع التجار أسعار السلع عامة إذا ارتفع سعر برميل النفط أو الدولار في الدول التي لعملتها ارتباط مباشر بسعر الدولار». وأضاف أن «التجار عادة يربطون بين ما يحدث حولهم لينعكس عليهم برفع الأسعار، بحجة ارتفاعها عالمياً، إلا أن أي انخفاض لا يؤدي لانخفاض في أسعار السلع، وإذا أحدثوا أي انخفاض، فإنه غالباً ما يكون طفيفاً وغير محسوس، حتى يستفيد التاجر، لاسيما أن للتجار مواسم، ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، الذي يعد موسماً دسماً للتجار لتعويض ما فاتهم». وأوضح أن «أهم شيء هو ضبط أسعار السلع الرئيسة، أما السلع الاستهلاكية الكمالية فيعتمد فيها التجار على العرض والطلب أكثر من أي شيء آخر». وأكد ضرورة أن يشهد موسم رمضان عروضاً متميزة للمستهلكين لإحداث تنافس كبير، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على المستهلكين. |
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن ارتفاع أسعار السلع بشكل فوري في الحالات التي ترتفع فيها أسعار النفط، وعدم انخفاضها حال انخفاضه، على الرغم من مرور أشهر على التراجعات التي شهدها الخام الأسود، يمثل استغلالاً للمستهلكين، داعين وزارة الاقتصاد إلى مراجعة كلف الإنتاج وفواتير الشراء للتحقق من أسباب الزيادات.
من جانبها، قالت وزارة الاقتصاد إنها لم تسجل زيادات سعرية خلال الفترة الماضية، داعية المستهلكين إلى تفعيل مبادرة «المستهلك المراقب».
ولفتت إلى أنها طرحت مبادرات عدة أسهمت في خفض أسعار العديد من السلع وتثبيتها، إلى جانب التشجيع على طرح العروض الترويجية في منافذ البيع.
المواد الخام
وتفصيلاً، قال مدير المشتريات في جمعية بني ياس التعاونية، إبراهام جورج، إن «أسعار السلع المستوردة لم تنخفض نتيجة انخفاض أسعار النفط، بل إن عشرات السلع، لاسيما الغذائية ومستحضرات التجميل والعناية بالجسم، ارتفعت بنسب تصل إلى 20% بعد انخفاض أسعار النفط»، موضحاً أن «الدواجن هي السلعة الوحيدة التي انخفضت أسعارها خلال الفترة الماضية بتوجيه من اللجنة العليا لحماية المستهلك، وكان الانخفاض قبل انخفاض أسعار النفط، ولم يكن مرتبطاً بانخفاض النفط».
وذكر أن «الموردين أرجعوا الزيادات إلى ارتفاع أسعار المواد الخام في العالم، وتالياً ارتفاع كلفة الإنتاج».
قيمة مضافة
واتفق مدير المشتريات في جمعية الاتحاد التعاونية في دبي، مجد الدين خان، مع جورج في أن أسعار السلع، سواء كانت رئيسة أو كمالية، لم تشهد انخفاضاً مواكباً لانخفاض أسعار النفط، بل ارتفعت أسعار العديد من السلع الغذائية الرئيسة، مثل الزيوت والحليب والأجبان ومنتجات الألبان الأخرى، إضافة إلى العصائر والحلويات.
وتوقع خان عدم حدوث انخفاضات في أسعار السلع تأثراً باستمرار انخفاض أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وقال إن «الموردين يلجؤون بدلاً من ذلك إلى زيادة العروض الترويجية على بعض السلع، لاسيما ما يعرف بعروض القيمة المضافة، التي يتم فيها منح سلعة إضافية مجاناً أو بخصم عند شراء سلعة أخرى».
زيادات كبيرة
وأكد مسؤول في منفذ بيع في الدولة، فضل عدم نشر اسمه، أن «أسعار العديد من السلع شهدت زيادات تصل إلى 25%، لاسيما اللحوم والأجبان والزيوت والأغذية المحفوظة والخضراوات والفواكه وبعض المنتجات الورقية، ومنتجات العناية بالبشرة والجسم، على الرغم من انخفاض أسعار النفط».
وشدد على أن «أسعار السلع ترتفع فوراً في حالة وجود أي ارتفاعات في أسعار النفط وفي كلف الإنتاج والنقل وبنسب أكبر من الزيادة، بينما لا تنخفض ولو درهماً واحداً عندما تنخفض أسعار النفط أو في كلف الإنتاج»، وهو ما اعتبره «استغلالاً وتضليلاً للمستهلكين».
وأفاد بأن «السلع المنتجة المحلية تعاني نتيجة ارتفاع الإيجارات، سواء السكنية بالنسبة لموظفيها أو التجارية بالنسبة لمنشآتها التجارية في بعض إمارات الدولة، ما يعيق خفض أسعارها».
ودعا «الاقتصاد» إلى إطلاق مبادرات تتعلق بمراجعة كلف الإنتاج وفواتير الشراء من المصدر والتوريد للتحقق من الأسباب الحقيقية للارتفاعات.
طلبات للزيادة
وقال المتحدث الرسمي باسم مجموعة «اللولو» لتجارة التجزئة، ناندا كومار، إن «أسعار السلع المستوردة لم يطرأ عليها أي انخفاضات بسبب انخفاض أسعار النفط»، موضحاً أنه «على العكس من ذلك، رفع العديد من الموردين أسعار سلع غذائية، كما تلقت (اللولو) طلبات من العديد من الموردين خلال الفترة الماضية لزيادة أسعار سلع عدة نتيجة ما وصفوه بارتفاع كلفة الإنتاج».
تضليل المستهلكين
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية أبوظبي التعاونية، إبراهيم البحر، إن «أسعار السلع المستوردة والمحلية لم تنخفض في منافذ البيع بعد انخفاض أسعار النفط، نتيجة عدم انخفاض أسعار التوريد من الشركات الموردة، إذ بقيت أسعار التوريد كما هي»، موضحاً أن «أسعار السلع المحلية كذلك لم تسجل انخفاضاً نتيجة الضغوط التي شكلها ارتفاع الإيجارات على كلفة الإنتاج محلياً».
ولفت إلى أن «عقود شراء المواد الخام اللازمة للصناعة محلياً وعالمياً يتم إبرامها لفترات طويلة قد تصل إلى عامين، كما أن كلفة النقل تمثل نسبة بسيطة من تكاليف العمليات الإنتاجية»، مشيراً إلى أن «تأثير الانخفاض لا يمكن أن يظهر بين عشية وضحاها، بل يستغرق ذلك فترة طويلة»، لكنه أكد في المقابل أن «ارتفاع أسعار النفط أدى سابقاً إلى زيادات فورية في أسعار العديد من السلع، وهو ما يعد استغلالاً وتضليلاً للمستهلكين، لأن تأثير الارتفاع أو الانخفاض يستلزم مرور شهور للتأثير المباشر في الأسعار».
واعتبر البحر أن «الموردين الذين يرفضون خفض الأسعار سيلجؤون لا محالة إلى خفضها في النهاية، وإلا تعرضوا لخسائر، لأن بعض المنافسين محلياً أو عالمياً سيخفضون الأسعار إن عاجلاً أو آجلاً».
مبادرات استراتيجية
إلى ذلك، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، هاشم النعيمي، إن «الوزارة لم تسجل حالات لارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية»، مشيراً إلى أن «الوزارة طرحت العديد من المبادرات الاستراتيجية خلال الأشهر الماضية، التي أدت إلى خفض وتثبيت أسعار العديد من السلع، لاسيما الرئيسة منها، إلى جانب تشجيعها منافذ البيع والجمعيات التعاونية على طرح العروض الترويجية التي تعد شكلاً من أشكال خفض الأسعار».
ودعا النعيمي المستهلكين إلى تفعيل مبادرة «المستهلك المراقب»، التي تتضمن تفعيل دور المستهلكين عبر المشاركة في عمليات الرقابة على الأسواق، ورصد أي مخالفات، والإبلاغ عن أي مخالفات يشتبه في وجودها في أسعار السلع بمنافذ البيع على مدار العام، والإبلاغ عنها سواء هاتفياً عبر مركز الاتصال أو من خلال البريد الإلكتروني.
ولفت إلى أن المبادرة تأتي ضمن خطة جديدة تنفذها الوزارة للرقابة على الأسواق على مدار الساعة بالتعاون مع ممثلي الدوائر المحلية، ومن خلال إشراك المستهلكين في متابعة الأسواق، ووضع أرقام وعناوين التواصل مع الوزارة عبر شاشات بمنافذ البيع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news