1.7 مليار دولار الأثر الاقتصادي لتوظيف «الطــــباعة ثلاثية الأبعاد» محلياً بحلول 2025

أفادت دراسة حديثة حول «الطباعة ثلاثية الأبعاد»، بأن توظيف هذه التكنولوجيا سيعود بالنفع على مختلف القطاعات في السوق المحلية،

وأشارت الدراسة إلى أن الأثر الاقتصادي المتوقع لهذه التكنولوجيا في قطاعات «المنتجات الطبية» و«السلع الاستهلاكية» و«الإنشاءات» في الدولة، سيراوح بين 450 و750 مليون دولار (1.65 و2.75 مليار درهم) في عام 2020، وبين مليار و1.7 مليار دولار (3.67 و6.2 مليارات درهم) في عام 2025.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

أنواع الطابعات ثلاثية الأبعاد

بينت دراسة نشرتها مجلة «رؤى» أن هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الطابعات ثلاثية الأبعاد، هي:

1. طابعات الـ«ثيرموبلاستيك» أو الطباعة عبر الانصهار

تستخدم في هذه التقنية مواد بلاستيكية معالجة كيميائياً، تأتي على شكل خيوط رفيعة، سماكتها إما 1.75 ملليمتر أو ثلاثة ملليمترات، وذلك بحسب سمك رأس الإنصهار، فعند درجة حرارة معينة، تذوب المادة البلاستيك، وترسم الآلة الطبقة الأولى على محورين أفقيين، ثم الطبقة التي فوقها على المحور العمودي، وهكذا حتى يكتمل تصنيع النموذج أو المجسم المراد عمله من الأسفل إلى الأعلى (فكرة الطابعة شبيهة جداً بمسدس الغراء أو مسدس الصمغ)، على غرار أن الطابعة تتحرك آلياً على المحاور الثلاثة من خلال وحدة تحكم مركزية موصولة بجهاز الكمبيوتر.

وأما المواد الخام المستخدمة في هذه الطابعة، فهي مصنوعة من مواد طبيعية وبلاستيكية تعمل بالانصهار تحت درجة حرارة عالية.

2. الطابعات الضوئية

فكرة هذه الطابعات قائمة على طباعة الأجسام والنماذج باستخدام مادة الـ«ريزين» أو الـ«بوليمر» الحساس للضوء، وتختلف هذه التكنولوجيا عن سابقتها، إذ تعتمد في عملها على الـ«بروجكتور» من خلال إسقاط صورة ضوئية بلون واحد مسلطة على سطح الطباعة، مغموراً بمادة الـ«ريزن» أو الـ«بوليمر».

عند سقوط الضوء على الـ«بوليمر»، يتبلور السائل فور تعرضه للضوء مباشرة لمدة زمنية معينة، لتكوين طبقة واحدة كاملة، ثم تأتي الطبقة الثانية فوقها ثم الثالثة وهكذا، حتى يتم بناء الجسم بشكله النهائي. وتعتبر الـ«ريزين» أو الـ«بوليمر» مادة حساسة للضوء منخفض الكثافة، وتأتي بعبوات بسعة لتر ونصف لتر، وتكون المادة على شكل سائل كثيف ولزج وشبه شفاف.

3. طابعات ليزر ثلاثية الأبعاد

هي طابعات مشابهة تماماً للطباعة الضوئية بواسطة الـ«بروجكتور»، غير أن المصدر الضوئي المسلط هو الليزر، الذي يسقط على مرآتين صغيرتين يتحركان على المحورين الأفقيين، ليعكسا اتجاه خط الليزر. ويسقط خط الليزر المعكوس على سطح مملوء بمادة الـ«ريزن» أو الـ«بوليمر»، إذ يتبلور السائل فور تعرضه للضوء، ليقوم ببناء الطبقة الأولى ثم الثانية فوقها وهكذا، حتى يتم بناء الجسم بشكل كامل.

ثورة صناعية جديدة

أكدت دراسة حديثة حصلت ”الامارات اليوم” على نسخة منها أن «الطباعة ثلاثية الأبعاد» أحدثت ثورة عالمية في عالم التصنيع في السنوات الأخيرة، إذ تسمح الطابعات بصنع منتجات ثلاثية الأبعاد بحسب أي تصميم، وباستخدام مواد متعددة بوقت سريع ودقة مذهلة.

وأضافت أنه يتم استخدام هذه التكنولوجيا حالياً لطباعة العديد من المواد، منها «الحيوية» مثل الأسنان والعظام، ومنها المواد الصلبة مثل القطع الهيكلية المستخدمة في المباني والطائرات، ومنها «الغذائية» مثل الحلوى، وغيرها كثير، إذ لا يحد من استخدام هذه التكنولوجيا سوى الخيال.

إلى ذلك، أفادت دراسة أخرى نشرتها مجلة «رؤى» بأن «الطباعة ثلاثية الأبعاد» تفتح الباب لثورة صناعية جديدة، بعد أن كانت صناعة الأشياء تتطلب مهارة خاصة لا توجد إلا لدى قليل من الناس، ثم أصبحت هناك آلات وماكينات تقوم بصناعة أشياء بعينها بكفاءة.

وما تقوم به «الطابعة ثلاثية الأبعاد» هو أنها تحاكي أي نموذج ثلاثي الأبعاد، أو مجسم، لتكوّن صورة طبق الأصل منه، إذ تطبع المجسمات من خلال نفث طبقات رقيقة فوق بعضها بدقة تراوح بين 400 ميكرون في الطابعات البلاستيكية، و25 ميكرون لطابعات الليزر أو الطابعات الضوئية. وبعد الانتهاء من الطباعة، فإننا نحصل على مجسم مماثل للمجسم الذي تم تحميله على جهاز الكمبيوتر. دبي ـــ الإمارات اليوم

وأضافت أن هذه التكنولوجيا ستسهم في التوفير بنسبة 80% في كلفة البناء لقطاع الانشاءات، وبنسبة 90% في الوقت اللازم للبناء، كما ستسهم في إيجاد حل مبتكر لتحدي التركيبة السكانية من خلال خفض استقدام عمال البناء الذين يشكلون النسبة الكبرى من العمالة المستقدمة.

يشار إلى أنه تم الإعلان أخيراً عن مشروع أول مبنى مكتبي على مستوى العالم، ستتم طباعته بالكامل بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، في خطوة طموحة تقرّب الإمارات من ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً لهذا النوع من التكنولوجيا في مجالات الهندسة المعمارية والبناء والتصميم.

أثر اقتصادي

وتفصيلاً، توقعت دراسة حديثة أن يراوح الأثر الاقتصادي المتوقع لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على الإمارات في قطاعات: «المنتجات الطبية» و«السلع الاستهلاكية» و«الإنشاءات» بين 450 و750 مليون دولار (1.65 و2.75 مليار درهم) في عام 2020، وبين مليار و1.7 مليار دولار (3.67 و6.2 مليارات درهم) في عام 2025.

وتوقعت أن يراوح الأثر الاقتصادي المتوقع لهذه التكنولوجيا لـ«قطاع المنتجات الطبية» منفرداً في الدولة بين 100 و150 مليون دولار في عام 2020، وبين 200 و350 مليون دولار في عام 2025، لافتة إلى أن الإمارات تهدف إلى أن تكون مقدم خدمات من الدرجة الأولى لمنتجات طب الأسنان وأجهزة السمع والعظام والأجهزة التعويضية على مستوى المنطقة.

كما توقعت أن يراوح الأثر الاقتصادي بالنسبة لـ«قطاع السلع الاستهلاكية» بين 200 و300 مليون دولار في عام 2020، وبين 500 و750 مليون دولار في عام 2025، لتصبح الإمارات مركزاً لابتكار التصميمات الجديدة مع التركيز بصفة خاصة على الحلي والأزياء والنظارات ولعب الأطفال، فضلاً عن الهدايا التذكارية.

أما بخصوص «قطاع الإنشاءات» منفرداً، فتوقعت أن يراوح الأثر الاقتصادي لهذه التكنولوجيا بين 150 و300 مليون دولار في عام 2020، وبين 350 و600 مليون دولار في عام 2025، لتصبح الإمارات دولة رائدة في مجال الإنشاءات القائمة على الطباعة ثلاثية الأبعاد، مع التركيز على الهياكل الجديدة والتصميمات المبتكرة.

ولفتت الدراسة إلى أن توظيف تكنولوجيا «الطباعة ثلاثية الأبعاد» في قطاع الإنشاءات الذي يشكل أحد أهم مكونات الناتج المحلي للدولة، سيعود بالنفع ليس فقط على هذا القطاع، بل على قطاعات أخرى.

وأشارت إلى المردود الاقتصادي للإيجابيات المتوقعة على الإمارات، جراء توظيف هذه التكنولوجيا، خصوصاً في مجال الإنشاءات، لافتةً إلى التوفير بنسبة 80% في كلفة البناء لقطاع تساوي قيمته المليارات، ما يؤدي إلى تحرير مبالغ مالية كبيرة يمكن توجيهها في البحث والتطوير والاستثمار في القطاعات ذات القيمة المضافة، فضلاً عن التوفير بنسبة 90% في وقت البناء، ما يسهم في رفع نسبة نمو قطاع الإنشاءات بشكل كبير، ويؤدي إلى الإسراع في تحقيق مستهدفات النهضة العمرانية.

عائد اجتماعي

وحول المردود الاجتماعي لتوظيف هذه التكنولوجيا، أوضحت الدراسة أنها ستسهم في إيجاد حل مبتكر لتحدي التركيبة السكانية، من خلال تقليل استقدام عمال البناء الذين يشكلون النسبة الكبرى من نسبة العمالة المستقدمة، لافتة إلى أنه ونتيجة لتقليل أعداد العمالة المستقدمة ذات المهارة المنخفضة، فإنه سيتم التركيز على استقدام العمالة ذات المهارة المرتفعة، وبأعداد مدروسة لخدمة قطاعات الابتكار ذات القيمة المضافة المرتفعة.

وأكدت أن توظيف هذه التكنولوجيا ستسهم في تقليل كلفة بناء المساكن للمواطنين (من خلال برامج الإسكان زائداً التمويل الخاص)، ما يسهم في رفع نسبة المواطنين المتملكين للمساكن.

توقعات النمو

إلى ذلك، بينت الدراسة أن حجم السوق العالمية لتكنولوجيا «الطباعة ثلاثية الأبعاد» وصل إلى ستة مليارات دولار في عام 2014، ومن المتوقع أن يصل إلى 120 مليار دولار عام 2020، و300 مليار دولار عام 2025، بنسبة نمو تصل إلى 4900% بين العامين 2014 و2025.

وتوقعت أن تصل نسبة النمو لاستخدام هذه التكنولوجيا في قطاع الطب إلى 21% في عام 2020 و26% في عام 2025، وفي قطاع الصناعة إلى 18% في عام 2020 و19% في عام 2025، وفي قطاع المنتجات الاستهلاكية إلى 26% في عام 2020 و29% في عام 2025، وفي قطاع الإنشاءات إلى 12% في عام 2020 و11% في عام 2025.

 

الأكثر مشاركة