نتائج الشركات في سوقي دبي وأبوظبي الماليين جيدة وهو ما كان له تأثير إيجابي في الأسواق. تصوير: أحمد عرديتي

جني أرباح سريع يقود المؤشر العام للسوق إلى تراجع

قال محللون ماليون إن أسواق الأسهم المحلية لاتزال تعاني سيطرة مضاربين، استطاعوا أن يخطفوا، وبسرعة، ثمرة التوزيعات السخية والنتائج الإيجابية لعدد من الشركات في سوقي «دبي المالي» و«أبوظبي للأوراق المالية»، عبر عمليات جني أرباح سريع.

وأوضحوا أن تلك العمليات تراجعت بالمؤشر العام للسوق مرة أخرى، بعد أن سجل ارتفاعات جيدة في أكثر من جلسة خلال الأسبوع الماضي، منتقدين عدم تعامل الأفراد والمحافظ في السوق من منطلق الاستثمار على المستويين المتوسط والطويل، وعدم محافظتهم على المؤشر مرتفعاً، ليكون ضمانة لأداء جيد للأسواق في الأسبوع المقبل على أقل تقدير.

في المنطقة الحمراء

أنهت أسواق الأسهم المحلية تداولتها للأسبوع الأول من أغسطس الجاري في المنطقة الحمراء، تحت تأثير عمليات «جني أرباح» قام بها مستثمرون بعد جلستي ارتفاعات، إثر النتائج القياسية التي حققتها بعض الشركات العقارية، فضلاً عن نتائج قوية في قطاع البنوك.

وتراجعت القيمة السوقية للأسهم بنحو 3.01 مليارات درهم، لتصل إلى 811.92 مليار درهم، مع انخفاض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0.37% بمقدار 18.56 نقطة، إلى 5008.94 نقطة، نتيجة لتراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.48% وبمقدار 19.86 نقطة إلى 4123.34 نقطة، واستقرار مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.03% بمقدار 1.25 نقطة إلى 4835.47 نقطة.

وبلغت سيولة التداولات في الأسواق نحو 3.79 مليارات درهم من خلال تداول ملياري سهم نفذت في 39 ألفاً و163 صفقة.

واتجهت غالبية السيولة نحو أسهم «العقار» بنحو 1.77 مليار درهم، بما يعادل 46.7% من إجمالي التداولات، ثم أسهم «البنوك» بنحو 1.21 مليار درهم بما يعادل 32% من إجمالي التداولات، وسجل مؤشر قطاع «الاتصالات» أكبر نسبة تراجع بنحو 2.62%.

وأوضحوا أن ما يحدث في السوق «مضاربات وقتية» تنتهز أي فرصة ارتفاع في السوق، لتقوم بعمليات جني أرباح، مشددين على أهمية السماح للمؤشر العام بـ«التنفس» صعوداً، كي يستطيع بناء مستويات جديدة.

 

مضاربات وقتية

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة الأوائل القابضة»، طلال الخوري، إن ما يوجد في السوق المالي حالياً هو نوع من المضاربات الوقتية التي تنتهز أي فرصة ارتفاع في السوق، لتقوم بعمليات جني أرباح، مشيراً إلى أن هذا ظهر جلياً خلال تداولات الأسبوع الماضي، مع ارتفاع السوق بسبب النتائج الإيجابية لعدد من الشركات القيادية في سوقي «دبي المالي» و«أبوظبي للأوراق المالية» في النصف الأول من العام الجاري، خصوصاً في قطاعي البنوك والعقارات.

وكشف الخوري أن المضاربات أصبحت لا تقتصر على مستثمرين أفراداً، بل إن محافظ مالية أصبحت تساير الوضع في السوق، إذ إن هناك مديري محافظ مالية أصبحوا يلجأون إلى المضاربات اليومية، بعيداً عن بناء مواقف مالية جيدة.

ورأى الخوري أن نظرة السوق إجمالاً أصبحت «قاصرة»، إذ لا يوجد تداولات استثمارية تستهدف الاحتفاظ بالأسهم فترة طويلة نسبية، بل مجرد تداولات يومية تستغل انخفاض السيولة لتحقيق أرباح رأسمالية سريعة، لافتاً إلى عوامل سلبية لاتزال تؤثر في السوق، مثل الأخبار من الأسواق الأوروبية والأميركية، بما فيها أزمة اليونان، والتغير الحادث في سوق العملات، إضافة إلى أداء الأسواق الآسيوية.

 

أداء إيجابي

من جانبه، قال المحلل المالي حسام الحسيني، إن «نتائج الشركات في سوقي دبي وأبوظبي الماليين تعتبر جيدة، لاسيما القيادية منها، وهو ما كان له تأثير إيجابي في الأسواق، لكن المضاربات عكّرت صفو هذا الأداء الإيجابي للمؤشر من خلال مضاربات سريعة»، مطالباً المستثمرين في السوق بالتريث، خصوصاً أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق ويتحتم معه جني أرباح سريع، كما أنه لا يوجد تخوف من أي نتائج أخرى في السوق، مع إعلان معظم الشركات القيادية لنتائجها المالية التي أظهرت أداء إيجابياً.

وشدد الحسيني على ضرورة السماح للمؤشر العام بـ«التنفس» صعوداً، كي يستطيع بناء مستويات جديدة، مشيراً إلى أن أداء شركات القطاع العقاري دفعت السوق نحو مزيد من الأداء الإيجابي، متوقعاً استمرار ذلك الأداء حتى نهاية أغسطس الجاري، لكنه اشترط في ذلك زيادة معدلات السيولة.

 

تحسن السيولة

وفي السياق نفسه، أكد رئيس الاستثمارات في «مجموعة شركات الزرعوني»، وضاح الطه، أنه على الرغم من ضعف السيولة في الفترة الحالية، فإن أداء السوق يعتبر إيجابياً، فضلاً عن أن السيولة نفسها بدأت تتحسن بشكل نسبي من جلسة إلى أخرى، بالتزامن مع اطمئنان السوق لنتائج أرباح الشركات المدرجة في الربع الثاني.

وقال: «يتبقى الآن التخلص من المضاربات السريعة، كي يتمكن السوق من بناء مستويات جيدة صعوداً».

وأضاف الطه أن العديد من الأفراد والمحافظ في السوق لا يتعاملون من منطلق الاستثمار على المستويين المتوسط والطويل، وهو ما يبرر وجود مضاربات سريعة انتهزت تأثر المؤشر إيجاباً، مع سخاء التوزيعات لبعض الشركات التي أعلنت نتائجها، وقامت بجني أرباح سريع، منبهاً إلى أنه كان من الأفضل لهؤلاء، الحفاظ على المؤشر حتى لا يتراجع، ويكون ضمانة لأداء جيد للأسواق في الأسبوع المقبل على أقل تقدير.

الأكثر مشاركة