خبراء: تراجع كلفة المنتج السياحي يعزز جاذبية دبي لأصحاب الدخل المتوسط

قال مديرون وعاملون في قطاع السياحة، إن تراجع كلفة المنتج السياحي في دبي سيعزز من مركزها السياحي مع توفيرها للمزيد من المنتجات التي تناسب أصحاب الدخل المتوسط، لافتين إلى أن زيادة حصة الفنادق الصغيرة والمتوسطة في السوق ستزيد من جاذبية الإمارة السياحية، وتسهم في خفض متوسط أسعار الغرف.

إلى ذلك، أظهرت بيانات لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، تراجع أسعار الغرف الفندقية في الإمارة خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 5.47% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وتفصيلاً، كشفت بيانات لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، أن متوسط سعر الغرفة الفندقية في دبي تراجع من 639 درهماً إلى 604 دراهم في الليلة، مبينة أن حصة الفنادق الصغيرة والمتوسط من فئات النجمة الواحدة وحتى الأربع نجوم وصلت إلى 41% من إجمالي السعة الفندقية المتوافرة في الإمارة، التي تصل إلى نحو 95 ألف غرفة فندقية.

تنويع المنتجات

وقال رئيس شركة العابدي القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن «تراجع متوسط أسعار الغرف الفندقية يسهم في خفض كلفة المنتج السياحي في دبي، لأن الإقامة الفندقية تستحوذ على الجزء الأكبر من الميزانية التي يخصصها الزوار الذين يقصدون الوجهات السياحية»، لافتاً إلى «ضرورة أن يدرك القطاع أهمية تنويع المنتجات السياحية، بحيث تلائم مختلف شراح الزوار، خصوصاً أصحاب الدخل المتوسط».

وأضاف أن «الكلفة المرتفعة لقضاء العطلات في وجهة سياحية ما تشكل عائقاً وتحدياً رئيساً أمام الزوار، خصوصاً أصحاب الدخل المتوسط»، مشيراً إلى أن «المنشآت الفندقية العاملة في دبي تحقق مستويات إشغال كبيرة مقارنة بالأسواق السياحية الأخرى حول العالم، ومن ثم فإن دخول المزيد من الغرف سيسهم بلا شك في تراجع متوسط أسعار الغرف».

وبين العابدي أن «القطاع السياحي في دبي مقبل على حركة نشطة خلال السنوات القليلة المقبلة في ظل رؤية الإمارة السياحية لاستقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020، فضلاً عن استضافة معرض (إكسبو) الدولي الذي يتوقع أن يستقطب ملايين الزوار من خارج الدولة»، منبهاً إلى أنه «بالتزامن مع هذه المؤشرات فإن القطاع مطالب بتوفير أسعار تنافسية، خصوصاً خلال أوقات الذروة».

ولفت إلى أن «دبي سوق تنفرد بتوفير خدمات سياحية ذات جودة عالية مقارنة بمعظم الوجهات حول العالم، إذ إن جودة المنتجات في السوق وتنوعها يلعبان دوراً كبيراً في استقطاب المزيد من الزوار»، مشيراً إلى أهمية ودور السياحة الاقتصادية في دفع القطاع وتحقيقه مستويات نمو كبيرة.

المعروض الفندقي

من جهته، قال المدير العام لفندقَي «المروج» و«البستان روتانا» في دبي، حسين هاشم، إن «السبب وراء تراجع متوسط أسعار الغرف الفندقية خلال الفترة الأخيرة يرجع إلى المعروض الفندقي الذي دخل السوق حديثاً، فضلاً عن تراجع حركة السياحة من بعض الأسواق، إثر انخفاض قيمة عملاتها»، لافتاً إلى أن «تراجع كلفة المنتج السياحي في دبي يصب في مصلحة القطاع وقدرته على استقطاب شرائح جديدة من الزوار، خصوصاً من الأسواق الإقليمية».

وأضاف هاشم أن «الفنادق الصغيرة والمتوسطة التي تدخل السوق تباعاً، تسهم أيضاً في تراجع متوسط أسعار الغرف»، متوقعاً «دخول المزيد من هذه المنشآت إلى السوق خلال السنوات المقبلة». وأشار إلى أن «تنويع المنتجات يسهم في جاذبية الوجهات السياحية ومدى قدرتها على استقطاب الزوار من الأسواق الدولية».

ازدياد مستمر

بدوره، توقع المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، أن «تتراجع أسعار الغرف الفندقية في دبي بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة مع دخول المزيد من الفنادق الصغيرة والمتوسطة إلى السوق»، لافتاً إلى أن «المعروض الفندقي الجديد الذي يدخل السوق في ازدياد مستمر، في حين أن تراجع نمو الطلب من بعض الأسواق خلال الأشهر الأخيرة أسهم أيضاً في تراجع متوسط أسعار الغرف».

وأضاف العوا أن «انخفاض كلفة المنتج السياحي في دبي سيؤدي إلى ظهور طلب جديد لم يكن متوافراً في الفترة السابقة بسبب ارتفاع أسعار الغرف الفندقية والمنتجات السياحية»، مشيراً إلى أنه «خلال الفترة الماضية شهدت الفنادق الصغيرة والمتوسطة طلباً كبيراً ومستمراً طوال أشهر السنة».

وأوضح أن «الاختبار الحقيقي لمدى تراجع أسعار الغرف في دبي وتأثير المعروض الجديدة قد يظهر خلال الأشهر القليلة المقبلة، خصوصاً في نوفمبر المقبل مع بدء سياحة الأعمال والمعارض، فضلاً عن ازدياد معدلات السياحة الترفيهية».

ولفت العوا إلى أن «المشروعات الفندقية الجديدة ستقلص من حصة الفنادق من فئة الخمس نجوم في السوق خلال السنوات المقبلة حتى عام 2020»، مؤكداً أنه «على الرغم من تراجع متوسط أسعار الغرف في دبي خلال الفترة الأخيرة، فإن الفنادق لاتزال تحقق عوائد جيدة».