المصنع يوفر حلولاً عملية صديقة للبيئة بتكنولوجيا جديدة في تصنيع البلاستيك من (البولي بروبلين). تصوير: أشوك فيرما

القيسي يكافح أضرار «البلاستيك» بالوعي والإنتاج البديل

حذر المدير العام لمصنع «سمارت» لصناعات التغليف في منطقة الحمرية الصناعية بالشارقة، هيثم القيسي، من الأضرار الناجمة عن استخدام البلاستيك غير القابل للتحلل، بالتحرك على مسارات عدة أهمها زيادة الوعي بأخطار استخدام الأكياس البلاستيكية مع مؤسسات حكومية وخاصة، فضلاً عن استثماره في مصنعه الخاص لإنتاج الأكياس من «الأقمشة غير المنسوجة القابلة للتحلل» في منطقة الحمرية بالشارقة.

مبادرة للحد من استخدام «البلاستيك غير القابل للتحلل»

قال هيثم القيسي، إنه «يعمل على مبادرة بالتعاون مع جهات حكومية عدة وخاصة من أجل زيادة الوعي بالحد من استخدام البلاستيك غير القابل للتحلل، خصوصاً وأن حكومة دبي ترعى هذا الموضوع بصورة ملموسة وتدعم في اتجاه استخدام البدائل التي لا تؤثر في البيئة». وأشار إلى أن ماكينات مصنعه بالحمرية تنتج نحو 60 كيساً بالدقيقة، وهو ما يعني نصف مليون كيس شهرياً، لافتاً إلى أنه «يسعى إلى زيادة الوعي باستخدام (البلاستيك الصديق للبيئة) من خلال التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام». وأكد أنه مهتم جداً بحماية البيئة والحياة البرية والبحرية، محذراً من أن عدم تدوير النفايات يكلف الدولة مليارات الدراهم سنوياً. وأشار إلى أهمية دعم الجهات الحكومية لمبادرة الحد من استخدام البلاستيك المضر للبيئة والتعاون مع كل الأطراف لدعم استخدام الجهات الخاصة للبلاستيك القابل للتحلل من أجل حماية البيئة المحلية في دولة الإمارات.

 

وأكد القيسي أن هناك بديلاً مهماً للأكياس البلاستيكية يمكن أن يوفر حلولاً عملية صديقة للبيئة من خلال استخدام تكنولوجيا جديدة في تصنيع البلاستيك من «البولي بروبلين»، لافتاً إلى أن البيئة يجب أن تستحوذ على كل الاهتمام اللازم لحمايتها. وأشار إلى أن الإحصاءات تكشف عن أن الإمارات تستهلك سنوياً 12 مليون كيس بلاستيك لمعالجة نضوج التمر على النخيل، وهي تستورد من الصين أو من مصادر أخرى.

 

الأكياس البلاستيكية

 

وتفصيلاً، دعا القيسي، إلى مكافحة الأضرار الناجمة عن استخدام البلاستيك غير القابل للتحلل بالتحرك على مسارات عدة، من أهمها زيادة الوعي بأخطار استخدام الأكياس البلاستيكية مع مؤسسات حكومية وخاصة، فضلاً عن استثماره في مصنعه الخاص لإنتاج الأكياس من «الأقمشة غير المنسوجة» القابلة للتحلل في منطقة الحمرية بالشارقة.

 

وحذر القيسي من تأثيرات كبيرة في البيئة جراء استخدام الأكياس البلاستيكية، سواء في المجال الصناعي أو التجاري، مشيراً إلى أن عدم قدرة مواد البلاستيك المستخدمة في الأكياس على التحلل يشكل خطراً فعلياً على البيئة، خصوصاً على البيئة البرية والبحرية، إذا لم تتم إعادة تدوير تلك الأكياس بطريقة آمنة.

 

وقال القيسي لـ«الإمارات اليوم»: إن «هناك بديلاً مهماً للأكياس البلاستيكية ويمكن أن يوفر حلولاً عملية صديقة للبيئة من خلال استخدام تكنولوجيا جديدة في تصنيع البلاستيك من (البولي بروبلين)»، لافتاً إلى أن «تلك المادة التي يصنع منها (الأقمشة غير المنسوجة) وهي أقمشة مصنعة من حبيبات (بوليمرز) يتم صهرها وكبسها على ماكينات كبيرة لتصبح لفائف ضخمة ومن ثم يتم تفصيلها كأكياس حسب الطلب».

وأضاف القيسي أن «حاجة قطاعات تجارية وصناعية وخدمية عدة تتزايد يومياً لاستخدام البلاستيك، خصوصاً في مجال التجزئة والضيافة والمستشفيات والزراعة»، مشيراً إلى أن «تلك المادة تدخل في صناعة ملابس الأطباء في غرف العمليات وحقائب الشراء من المراكز التجارية، وأكياس الوسائد في شركات الطيران، والأكياس التي تغلف نخيل التمر حتى النضوج وغيرها من الاستخدامات المختلفة للبلاستيك». ولفت إلى أن تلك المادة يمكن استخدامها كبديل بيئي آمن وصحي للبلاستيك، فالفرق بينها وبين البلاستيك المسمى بـ«بولي ايثيلين» أنها قابلة للتحلل خلال فترة وجيزة، وبالتالي فهي صديقة للبيئة ولا تتسبب في نفوق الحيوانات أو الكائنات البحرية عند ابتلاعها، بل تخرج من جسم الحيوان إذا تناولها مع فضلاته من دون أن تتسبب في اختناقه.

وطالب القيسي بضرورة أن تستحوذ البيئة على كل الاهتمام اللازم لحمايتها، فخسارة البيئة في أي دولة في العالم لا يمكن تعويضها، لافتاً إلى أن الاحصاءات كشفت أن الإمارات تستهلك سنوياً على سبيل المثال نحو 12 مليون كيس بلاستيك لمعالجة نضوج التمر على النخيل، وهي تستورد من الصين أو من مصادر أخرى. وتابع القيسي أنه «يصعب تخيل حجم الضرر الذي يمكن أن يصيب البيئة مع استخدام هذا العدد الضخم من الأكياس سنوياً»، مشيراً إلى أن «تلك الأكياس البلاستيكية لا تتحلل، وبالتالي تصبح عرضة لأن تأكلها الحيوانات أو الكائنات البحرية، إذا لم يتم تدويرها كنفايات بطريقة صحية». ولفت إلى أن استخدام «الأقمشة غير المنسوجة» يمنع هذا الضرر، إذ تتحلل الأكياس تلقائياً خلال أربعة أشهر من عدم الاستخدام.

 

بدائل للبلاستيك

 

وقال القيسي: «إنه من أجل ذلك الهدف استثمر في إنشاء مصنعه الخاص، إذ يقوم بتصنيع الأكياس البلاستيكية الصديقة للبيئة لكل الأغراض الصناعية والتجارية والزراعية»، مضيفاً أنه يعمل أيضاً من خلال المصنع على زيادة التوعية بتجنب استخدام البلاستيك والتركيز على نشر الوعي بأن هناك بدائل أخرى للبلاستيك يمكننا استخدامها من دون الإضرار بالبيئة والحفاظ عليها. وأشار القيسي إلى أنه تمكن من تصدير منتجاته إلى المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، إذ يشتري كميات ضخمة من لفائف الأقمشة الصديقة للبيئة ويقوم بتصنيعها إلى أكياس وأغراض مختلفة حسب الطلب. ويتوقع القيسي أن يتزايد الطلب على منتجه في الفترة المقبلة، داعياً إلى اعتماده كبديل للبلاستيك والتوسع في انتاجه في دولة الإمارات ومنطقة الخليج والشرق الأوسط.

 

ولفت إلى أن استخدام «الأقمشة غير المنسوجة» هو البديل الآمن لاستخدام البلاستيك بجانب المنتجات الورقية، فضلاً عن أن المنتجات الورقية أيضاً تعد مضرة للبيئة، إذ إنها تستخدم من الورق المستخرج من الأخشاب، الذي يتم الحصول عليه من قطع الأشجار، مشيراً إلى التوسع في استخدام «الأقمشة غير المنسوجة» في محال عدة من بينها شركات الطيران والمستشفيات والفنادق.

الأكثر مشاركة