«غرفة دبي» تدعو الشركات الإماراتية إلى الاستثمار في إقامة مزارع كبيرة بآسيا بتكنولوجيا جديدة

2.5 مليار درهم واردات الإمارات من الأرز في 2014

صورة

كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن الإمارات استوردت أرزاً بقيمة 679 مليون دولار (نحو 2.5 مليار درهم) خلال عام 2014، مؤكداً أن المصدرين من الإمارات نجحوا في تصدير الأرز إلى أسواق استهلاكية متنامية في إفريقيا وجنوب الصحراء.

ورأى التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن النمو في الطلب على الأرز في إفريقيا والشرق الأوسط، يساعد على إمكانية وجود فرص طويلة الأمد أمام الشركات في الإمارات، وتحقيق أرباح من الوساطة بين المنتجين والمستهلكين.

وأكد أنه يمكن للشركات الإماراتية الاستثمار في إقامة مزارع كبيرة في آسيا وأجزاء أخرى من العالم، واستجلاب تكنولوجيا جديدة لخفض الكلفة، وتحسين المحصول المنتج في الفدان، وزيادة ربحية المزارع.

مصادر رئيسة

40 ألف صنف

يعتقد أن هناك أكثر من 40 ألف صنف من الأرز، وطبقاً لمعلومات من المعهد الدولي لأبحاث الأرز (IRRI)، فإن تجارة الأرز عالمياً يمكن تقسيمها إلى «أرز معطر»، وآخر «غير معطر». وتشمل أنواع الأرز المعطر: «الياسمين» و«البسمتي»، في حين تشمل أنواع الأرز غير المعطر الأرز المسلوق، والأبيض، والدبق.

وتفصيلاً، كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن الإمارات استوردت أرزاً بقيمة 679 مليون دولار (نحو 2.5 مليار درهم)، في حين صدرت ما قيمته 92 مليون دولار (نحو 338 مليون درهم) منه في عام 2014.

وتوقع التقرير أن ينمو سوق الأرز في الإمارات خلال الفترة بين عامي 2005 و2019 بمعدل سنوي تراكمي قدره 6.34%، لافتاً إلى أن نسبة الزيادة تحققت بسبب عدد السكان، وارتفاع الدخل، وازدياد شعبية وجبات الأرز.

وذكر التقرير أن المصادر الرئيسة لواردات الإمارات من الأرز كانت الهند، وباكستان، وتايلاند، والولايات المتحدة، لافتاً إلى أن أسواق الصادرات الرئيسة في العام نفسه شملت بنين، وعُمان، وموزمبيق، وزيمبابوي.

ورأى التقرير أنه وبحسب البيانات الرسمية، فقد نجح المصدرون من الإمارات في تصدير الأرز إلى أسواق استهلاكية متنامية في إفريقيا وجنوب الصحراء.

وكشف أن غالبية إنتاج الأرز عالمياً تأتي من دول آسيوية، إذ تعتبر الهند وباكستان وتايلاند وفيتنام من المصدرين الرئيسين، في وقت تشمل فيه قائمة المستوردين الرئيسين للأرز في عام 2014 كلاً من السعودية، والصين، والولايات المتحدة، والإمارات.

استهلاك الفرد

ونقل التقرير عن المعهد الدولي لأبحاث الأرز ومنظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن الفرد في الإمارات استهلك من السعرات الحرارية للأرز نحو 496 كيلوسعر حراري يومياً عام 2011، مقارنة بنحو 788 كيلوسعر حراري بالنسبة للفرد في آسيا، ونحو 234 كيلوسعر حراري بالنسبة للفرد في إفريقيا، مشيراً إلى أن استهلاك الفرد في الإمارات يأتي في مرتبة وسط بين الاثنين، بسبب وجود عمال من آسيا الذين يعتبر الأرز جزءاً أساسياً من غذائهم.

وبين التقرير أن معظم الأرز في الدولة يأتي معبأ، نظراً لأنه مستورد غالباً من الهند وباكستان وتايلاند، مشيراً إلى أن صنف «البسمتي» يعتبر أكثرها شعبية، من حيث الاستعمال. وكشف أن قيمة سوق الأرز في الإمارات شهدت نمواً قوياً، مسجلة معدل نمو سنوياً تراكمياً بلغ 7.15% من عام 2009 إلى عام 2014. وذكر التقرير أن بعض أسواق إفريقيا جنوب الصحراء تشهد نمواً قوياً في الطلب على الأرز، موضحاً أن دولاً مثل موزمبيق ومدغشقر وتنزانيا، شهدت نمواً سنوياً في كمية وارداتها من الأرز بنسب بلغت 149% و110% و100% على التوالي في الفترة من عام 2010 حتى عام 2014.

أسعار الأرز

لفت التقرير إلى أن أسعار الأرز العالمية سجلت زيادة كبيرة في الفترة من عام 2001 إلى عام 2009، بسبب المضاربات على ارتفاع أسعاره، مؤكداً أن الانخفاض الذي حدث أخيراً في الأسعار، جعل من الأرز سلعة ذات كلفة معقولة لعدد متنامٍ من المستهلكين في إفريقيا.

ورد التراجع في الأسعار الى تجاوز المعروض من الأرز في الأعوام القليلة الماضية، الطلب عليه، متوقعاً زيادة الطلب في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، على المدى الطويل، مرجعاً ذلك جزئياً إلى النمو في عدد السكان والزيادة المتوقعة في استهلاك الفرد من الأرز، إضافة إلى الزيادة في الدخل التي تسمح للمستهلكين بزيادة كمية وأنواع الغذاء.

فرص الشركات

ورأى التقرير أن النمو في الطلب على الأرز بإفريقيا والشرق الأوسط، يساعد على إمكانية وجود فرص طويلة الأمد أمام الشركات في الإمارات.

وأضاف أنه مع استيراد هذه الشركات الأرز من آسيا، وإعادة تصديره إلى إفريقيا وبعض أسواق الشرق الأوسط، فإن هناك إمكانية لإقامة صلات مع دول أخرى في تلك المناطق، وكذلك إعادة تصدير الأرز إلى هذه الدول.

وبحسب «غرفة دبي»، فإن اتجاهات الطلب الرئيسة الأخرى في أسواق الأرز بالإمارات والعالم تشمل إمكانية تقسيم الأرز إلى نوعين، أحدهما معقول السعر، والآخر نوع ممتاز مرتفع السعر.

وأكد التقرير أن سوق الأرز عالمياً ومحلياً تطرح فرصاً جديدة لتمييز العلامة التجارية والمنتج أمام الشركات الإماراتية، إذ إن الأرز البسمتي يشهد ارتفاعاً في شعبيته وسط المستهلكين في الإمارات، كما يباع الأرز في عبوات في الإمارات، مع اكتساب الأرز العضوي والبني، شعبية وسط المستهلكين الذين يراعون الجوانب الصحية في غذائهم.

تقنيات جديدة

وأوضح تقرير «غرفة دبي» أنه قد تتوافر تكنولوجيا جديدة في الدول المنتجة للأرز، تساعد على كفاءة استخدام المياه عند إنتاج الأرز، وتحسين المحصول من خلال أتمتة العمليات واستخدام طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية.

وأضاف أنه مع ارتفاع الطلب على الأرز في العالم، فإنه يمكن للشركات الإماراتية الاستثمار في إقامة مزارع كبيرة في آسيا وأجزاء أخرى من العالم، واستجلاب تكنولوجيا جديدة لخفض الكلفة، وتحسين المحصول المنتج في الفدان، وزيادة ربحية المزارع.

وأوضح التقرير أنه يمكن للإنسان الآلي مثلاً، العمل في المزارع طوال الأسبوع، وأداء المهام المتكررة بسرعة، كما يمكن استخدام أنظمة ري مؤتمتة ومتصلة بأجهزة استشعار، بهدف التقليل من استهلاك المياه وتوفير مستويات مناسبة من المياه عند الحاجة، وبالتالي المحافظة على الموارد المائية وتقليل الكلفة.

حصة سوقية

ولفت التقرير إلى أن التوقعات بزيادة استهلاك الفرد من الأرز في أسواق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا، تلقي الضوء على امكانية تحقيق الشركات الإماراتية أرباحاً من الوساطة بين المنتجين والمستهلكين. وأضاف أنه يمكن للاستثمار في مزارع الأرز في الدول المنتجة، ضمان توفير نوعيات ممتازة من الأرز للعلامات التجارية الإماراتية، في حين أن التكامل الرأسي يمكن أن يساعد على حماية هذه الشركات من التقلبات الكبيرة في الأسعار.

وأشار إلى أنه يمكن للتعبئة أن تساعد على تمييز العلامات التجارية للأرز، وتحسين تجربة المستهلك في الشراء بتسليط الضوء على وصفات الطهي، مشيراً إلى أن هذه الخطوات ستساعد الشركات الإماراتية على تحقيق حصة سوق أكبر في السوق العالمية للأرز.

تويتر