«أسبوع أبوظبي للاستدامة» مرحلة مهمة لإجراءات مواجهة التغير المناخي
قال مشاركون في الجلسة الثانية لـ«قمة طاقة المستقبل» إن هناك خططاً وأهدافاً طموحة لتحويل «اتفاقية باريس» الأخيرة بشأن التغير المناخي إلى سياسات واستثمارات وحلول تكنولوجية مبتكرة، مؤكدين أن «أسبوع أبوظبي للاستدامة» يمثل مرحلة مهمة بالنسبة للإجراءات المتعلقة بمواجهة التغير المناخي.وأجمع المشاركون خلال الجلسة التي كانت بعنوان «ملتقى أبوظبي لاتخاذ الإجراءات العملية»، على دور الإمارات في الطاقة المتجددة، وضخها استثمارات كبيرة في مدينة «مصدر»، في وقت كشفت الأمم المتحدة عن أن الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة ازدادت خلال السنوات الماضية بنسبة 4% لتصل حالياً إلى 339 مليار دولار.
بان كي مون: «الأمم المتحدة تثمّن دور الإمارات في مجال الطاقة المتجددة، واجتماع أبوظبي فرصة للمحافظة على زخم اتفاقية باريس». |
استثمار إماراتي
وتفصيلاً، قال وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، الدكتور سلطان أحمد الجابر، إن الإمارات تؤمن بأهمية الاستثمار في التقنيات الجديدة، لاسيما في ظل تراجع كلفة الطاقة المتجددة، وتنافسيتها على المستوى التجاري.
وأضاف خلال الجلسة الثانية من «قمة طاقة المستقبل» في أبوظبي، أمس، أن اجتماع «قمة طاقة المستقبل» يعد الأهم والأكبر بعد اجتماع باريس، مؤكداً أن هناك حرصاً على تشجيع التقنية والحلول التي تعالج التغير المناخي.
فرصة واستثماراتبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن المشروعات التي عرضت من خلال «جائزة زايد لطاقة المستقبل» تؤكد أن الحلول المستدامة متوافرة في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الشباب الذين يُعدون علماء المستقبل، طرحوا العديد من الأفكار التي يمكن أن تحدث تغييراً ملموساً في حياة الشعوب. وأوضح أن الأمم المتحدة تثمّن دور الإمارات الرائد في مجال الطاقة المتجددة، مشدداً على أهمية تبني أهداف التنمية المستدامة التي تم التأكيد عليها في اتفاقية التغير المناخي، ومؤكداً أن اجتماع أبوظبي يعد فرصة للمحافظة على الزخم الذي حققته اتفاقية باريس.وتابع بان كي مون: «كان هناك تشكك في إمكانية التوصل لاتفاقية في باريس، نظراً إلى طول فترة التباحث التي امتدت على مدار 18 عاماً، ولم يتم فيها التوصل لاتفاق، والآن يوجد اتفاقية بناءة تشكل علامة فارقة في حياة سكان الكوكب».
وكشف بان كي مون أن الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة ازدادت خلال السنوات الماضية بنسبة 4%، لتصل حالياً إلى 339 مليار دولار، فيما المستهدف مضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2020.ورأى أنه خلال الـ15 عاماً المقبلة حتى عام 2030، سيكون هناك تغيير في البنية التحتية والصناعية، وبالتالي يجب توجيه كل الموارد نحو نمو منخفض للكربون، بما يخدم أهداف الاستدامة، داعياً الحكومات إلى ترجمة الأفكار إلى مشروعات واستثمارات.
التغير المناخي من جانبه، قال الرئيس النيجيري، محمد بخاري، إن أبوظبي تحظى بتقدير كبير في العالم، نظراً إلى ما قامت به في مجال الطاقة المتجددة، الذي يعد إرثاً عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لافتاً إلى أن الإمارات حافظت على هذا الإرث، وضخت استثمارات كبيرة في مدينة «مصدر».وأوضح أن التغير المناخي يستلزم موقفاً دولياً جديداً يعتمد على التعاون، لتفادي كارثة جديدة قد تقع في القرن 21، مشدداً على أن أبوظبي جزء من هذا التعاون البناء.
مرحلة مهمة
في السياق نفسه، أكد وزير خارجية فرنسا رئيس منتدى التغير المناخي الأخير في فرنسا، لوران فابيوس، أن «أسبوع أبوظبي للاستدامة» يمثل مرحلة مهمة بالنسبة للإجراءات المتعلقة بمواجهة التغير المناخي، بعد أن حضر «اجتماع باريس» أكثر من 100 رئيس دولة في محاولة لكبح جماح حرارة الأرض بمقدار درجتين، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات.وأضاف أن الدول المتقدمة تعهدت بمبلغ قيمته 100 مليار دولار لنقل التكنولوجيا، ومساعدة الدول النامية على التحول نحو الطاقة النظيفة، مرجعاً نتائج «اجتماع باريس» إلى عامل إيجابية عدة، منها النضج السياسي والتقني في مواجهة التهديد المناخي، وزيادة العواصف والفيضانات التي تشكل تهديداً حالياً ومستقبلياً، فضلاً عن تكاتف القادة السياسيين والدينيين لإنجاح الاجتماع.