المنشآت الفندقية تشهد تنافساً حول أسعار الغرف التي شهدت تراجعاً في عام 2015. تصوير: أشوك فيرما

أسعار الغرف الفندقية تتجه نحو «التصحيح»

قال خبراء في قطاع السياحة والضيافة إن أسعار الغرف الفندقية في السوق المحلية تتجه نحو التصحيح في ظل معروض فندقي جديد دخل السوق خلال عام 2015، والظروف الدولية التي أثرت في حركة السياحة العالمية، خصوصاً تلك المتعلقة بأسعار صرف العملات.

 

وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن متوسط أسعار الغرف الفندقية شهد تراجعاً خلال العام الماضي، متوقعين أن تعمل الفنادق على إعادة صياغة الأسعار كي تتوافق وتتأقلم مع الظروف الجديدة. وأكدوا أن تراجع أسعار الغرف سيسهم في استقطاب شرائح الدخل المتوسط من السياح والزوار لقضاء عطلاتهم في الإمارات خلال العام الجاري.

 

تصحيح أسعار

 

وتفصيلاً، قال رئيس مجموعة الفنادق والضيافة في «مجموعة جيه آل آل الشرق الأوسط وإفريقيا» شهاب بن محمود، إن «قطاع الضيافة في السوق المحلية واصل النمو خلال عام 2015 على مستوى التطوير بشكل خاص، بعد دخول مزيد من المشروعات الفندقية الجديدة إلى السوق تمثلت في علامات عالمية مهمة»، لافتاً إلى إقبال المستثمرين على تطوير مشروعات فندقية من فئة ثلاث وأربع نجوم. وأضاف أن تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة يأتي في سياق تعديل وتصحيح الأسعار، تماشياً مع تنافسية الوجهة السياحية، لا سيما في ظل العوامل الخارجية المرتبطة بأسعار صرف العملات والمشكلات التي طالت بعضاً من أبرز الأسواق المصدرة للسياح حول العالم.

 

وأوضح أنه في ظل هذه التطورات، فإن المطلوب هو أن تتأقلم الوجهات السياحية التي تستقبل الزوار مع الظروف الجديدة، وتصحح من مستوى أسعار خدماتها، لافتاً إلى أن أسعار الغرف الفندقية في السوق المحلية لاتزال مرتفعة مقارنة بأسواق أخرى.

 

وأشار إلى أنه على الرغم من تراجع بعض مؤشرات القطاع السياحي في الدولة خلال عام 2015 مقارنة بعام 2014، فإن مستويات الإشغال لاتزال عالية، والأسعار مرتفعة، وبالتالي لم تتأثر مستويات العائدات أو أداء السوق ككل.

ورأى بن محمود أن الأسعار ستبقى متجهة نحو التصحيح خلال العام الجاري، لا بسبب المعروض الفندقي الجديد فقط، بل نظراً للضغط المرتبط بالأسواق المصدرة للسياح، والظروف التي تشهدها خلال الفترة الأخيرة.

 

مشكلات السوق

 

إلى ذلك، قال مدير إدارة التسويق في «مجموعة روتانا» أمين الدقاق، إن «أداء الفنادق التابعة للمجموعة في السوق المحلية كان جيداً خلال عام 2015، على الرغم من التطورات التي ظهرت أخيراً»، لافتاً إلى المشكلات التي ظهرت في بعض الأسواق المصدرة للزوار، وتراجع قيمة بعض العملات الرئيسة، فضلاً عن انخفاض أسعار النفط، والمعروض الفندقي الكبير الذي دخل السوق المحلية.

 

وأضاف أن المعدل العام لإشغال 33 فندقاً تديرها المجموعة في الإمارات وصل إلى أكثر من 80% خلال عام 2015، مؤكداً وجود نمو في مستوى العائدات في منشآت المجموعة بأبوظبي.

 

ولفت الدقاق إلى أن هناك تنافساً بين المنشآت الفندقية حول أسعار الغرف التي شهدت تراجعاً في عام 2015، في ظل الظروف الدولية، ونمو المعروض الفندقي في السوق، متوقعاً أن تكون مستويات أداء القطاع الفندقي في الإمارات خلال العام الجاري مقاربة لمستويات عام 2015.

 

تراجع متوقع

 

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «شركة غلوريا لإدارة الفنادق والمنتجعات» أنطون صايغ، إن «التطورات الأخيرة المتربطة بتراجع العملات في السوقين الأوروبية والروسية، ألقى بظلاله على قطاع السياحة العالمية عموماً»، مستدركاً أنه على الرغم من ذلك، فإن المنشآت الفندقية في الدولة لاتزال تحقق مستويات أداء جيدة.

 

وأوضح أن أسعار الغرف الفندقية تراجعت خلال عام 2015، متوقعاً أن تتراجع أيضاً خلال العام الجاري لتستقر في عام 2017.

 

وذكر أن أسعار بعض المنشآت الفندقية العاملة في السوق المحلية كانت مرتفعة، إلا أنها تراجعت في ظل التطورات الأخيرة التي طالت سوق السياحة الدولية، مؤكداً أن تراجع الأسعار سيسهم في استقطاب شرائح جديدة من الزوار إلى دبي والإمارات عموماً، لم يكن بمقدرها في السابق تحمل الكلفة المطلوبة لقضاء الإجازة.

ولفت صايغ إلى أن فنادق المجموعة حققت معدل إشغال جاوز 80% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2014، معتبراً إياه معدلاً كبيراً على الرغم من أنه كان أقل من المستوى المسجل في عام 2014.

 

شرائح جديدة

 

وفي سياق متصل، أكد المدير العام لفندق «تماني مارينا» وليد العوا، أن «أسعار الغرف الفندقية شهدت تراجعاً خلال العام الماضي، خصوصاً في ظل المشروعات الفندقية الجديدة التي دخلت السوق»، لافتاً إلى أن أسعار الغرف الفندقية أثرت في السوق السياحية الدولية، لا سيما بالنسبة لقطاع الشركات التي لجأت إلى خفض الموازنة المخصصة للسفر.

 

وأوضح العوا أن المنشآت الفندقية العاملة في السوق المحلية لجأت إلى خفض أسعارها في ظل المنافسة، وسعيها إلى رفع معدلات الإشغال.

 

وأضاف أن «مستويات الأداء الفندقي خلال يناير 2016 أفضل من تلك المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي»، مشيراً إلى أن السوق المحلية باتت تستقطب جزءاً من الحركة السياحية التي كانت تذهب إلى وجهات سياحية أخرى في المنطقة بعد الاضطرابات التي ظهرت فيها أخيراً.

واتفق العوا في أن تراجع أسعار الغرف الفندقية سيسهم في استقطاب شرائح الدخل المتوسط من السياح والزوار لقضاء عطلاتهم في الإمارات خلال العام الجاري، مبيناً أنه على الرغم من الظروف التي طالت حركة السياحة الدولية، فإن الإمارات لاتزال تحقق مستويات أداء جيدة.

وذكر أن «تماني مارينا» حقق مستوى إشغال وصل إلى 83% خلال العام الماضي، فيما وصل متوسط سعر الغرفة الفندقية إلى 550 درهماً.

 

أداء جيد

 

بدوره، قال رئيس شركة «العابدي» القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إنه «على الرغم من الظروف التي طالت قطاع السياحة العالمي، فإن السوق الفندقية في الإمارات حققت مستويات أداء جيدة في ظل النمو المستمر في أعداد الزوار»، لافتاً إلى أن العديد من المشروعات الفندقية الجديدة دخلت الخدمة خلال العام الماضي، ومع ذلك استطاعت السوق أن تواكب هذا المعروض الجديد.

 

وأضاف أن أسعار الغرف الفندقية في السوق المحلية، التي كانت مرتفعة مقارنة بوجهات سياحية أخرى، تشهد حالياً حركة تصحيحية لمواكبة التطورات والتغيرات التي أثرت في حركة السياحة العالمية، خصوصاً تلك المتعلقة بتغير أسعار صرف العملات.

 

وشدّد العابدي على ضرورة تراجع أسعار الغرف الفندقية في السوق المحلية كي تواكب المستجدات التي طرأت على قطاع السياحة العالمي، لافتاً إلى أن متوسط أسعار الغرف الفندقية شهد بعض التراجع خلال عام 2015.

وتوقع أن تعمل الفنادق على إعادة صياغة الأسعار حتى تتوافق مع الظروف الجديدة، وتزيد من أهميتها وجهة سياحية تناسب جميع شرائح الزوّار.

الأكثر مشاركة