السفير الهندي يكشف عن خطة لرفع التجارة المشتركة بين البلدين إلى 368 مليار درهم

سيثارام: زيارة محمد بن زايد للهند سترفع مستوى العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية

صورة

أكد سفير الهند لدى الدولة، تي.بي.سيثارام، الأهمية الكبيرة التي توليها بلاده للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للهند خلال أيام.

وقال سيثارام، إن الزيارة مهمة للغاية، وسترفع مستوى العلاقات إلى مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية المتكاملة والشاملة، لافتاً إلى أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة، أبرزها الاستثمار في البنية التحتية والاستثمار في الطاقة المتجددة والتعاون في مجالات الفضاء والصحة. وكشف أنه سيتم خلال الزيارة بحث سبل تطوير ودعم التعاون في 30 مجالاً رئيساً، أبرزها الأمن ومكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية والفضاء والصحة والتعليم والتكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة. وأشار إلى أن الهند تعد ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات في العالم، كما تعد الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند عالمياً، لافتاً إلى وجود اتفاق بين الجانبين على زيادة حجم التجارة بين البلدين بنسبة 60% خلال خمس سنوات لتصل إلى 368 مليار درهم، بجانب زيادة الاستثمارات الإماراتية في الهند خلال السنوات المقبلة إلى 276 مليار درهم.

تسهيل التجارة والاستثمار في الإمارات

أكد سفير الهند لدى الدولة، تي.بي.سيثارام، القوة الكبيرة التي يتمتع بها الاقتصاد الإماراتي وسياسات التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة، مشيداً بمناخ الاستثمار في الإمارات والخطوات التي تتخذها السلطات الإماراتية بشكل دائم من أجل تسهيل التجارة والاستثمار وترسيخ مكانة الدولة المتنامية كأحد مراكز التجارة والاستثمار وإعادة التصدير في المنطقة والعالم. ولفت إلى أن كل ذلك يدعم بقوة قدرة الاقتصاد على مواجهة أي تحديات طارئة.


1000 رحلة بين الإمارات والهند أسبوعياً

أكد سفير الهند لدى الدولة، تي.بي.سيثارام، أن أكثر من مليون مواطن هندي يزورون الإمارات سنوياً، كما يتم إصدار 50 ألف تأشيرة سفر في الإمارات لزيارة الهند سنوياً وسط توقعات بزيادة هذا العدد، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 1000 رحلة أسبوعياً بين الإمارات ومختلف المدن الهندية.

وأكد أن التقدم الاقتصادي في الإمارات أصبح واحداً من أنجح النماذج وقصص النجاح عالمياً، حيث حوّل الدولة إلى دولة قيادية على مستوى المنطقة، ومركز دولي للعيش يجذب البشر والأعمال والتجارة والاستثمارات من مختلف أنحاء العالم.

الشراكة الاستراتيجية

وتفصيلاً، أكد سفير الهند لدى الدولة، تي.بي.سيثارام، أنه سيتم خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحث سبل تطوير ودعم التعاون في 30 مجالاً رئيساً، تم الاتفاق على تطويرها خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي للإمارات في شهر أغسطس الماضي، أبرزها الأمن ومكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية والفضاء والصحة والتعليم والتكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة وغيرها. وأضاف سيثارام أن «العلاقات الإماراتية الهندية، خصوصاً العلاقات الاقتصادية والتجارية، جيدة للغاية وقديمة، حيث تعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات في العالم، كما تعد الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند في العالم.

وأشار سيثارام إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 220.8 مليار درهم (60 مليار دولار) خلال عام 2015، واصفاً إياهاً بأنه علاقات تجارية «متوازنة»، إذ يتساوى فيها حجم الصادرات مع الواردات بنسبة 50% لكل منهما. ولفت إلى أن الجانبين اتفقا على زيادة حجم التجارة بين البلدين بنسبة 60% خلال خمس سنوات لتصل إلى 100 مليار دولار تقريباً (أي 368 مليار درهم)، مشيراً إلى أن الجانبين يستهدفان تنويع سلع التبادل التجاري للوصول إلى هذا الهدف وعلى رأسها المواد الغذائية والمنسوجات والأدوية والآلات ووسائل النقل.

ونوه سيثارام بأن حجم التجارة بين البلدين قد وصل إلى ذروته عام 2013 /‏‏‏‏‏‏‏‏2014، حيث بلغ 75 مليار دولار، إلا أنه انخفض بعد ذلك نظراً لفرض الهند جمارك بلغت 10% على وارداتها من الذهب، ما أدى إلى رفع كلفة الاستيراد بالنسبة نفسها، بجانب تأثير وارداتها الكبيرة من الذهب في الاحتياطي من العملات الأجنبية، ما أدى إلى انخفاض حجم وارداتها من الذهب الذي كان ولايزال أكبر سلع التبادل التجاري بين البلدين.

سلع هندية

وأكد سيثارام أن هناك فرصاً هائلة لزيادة حجم التجارة بين البلدين، فضلاً عن فرص كبيرة لتصدير سلع هندية كثيرة لدول القارة الإفريقية عبر الإمارات، التي أصبحت مركزاً رئيساً للتصدير وإعادة التصدير في المنطقة. وكشف السفير الهندي أن هناك أكثر من 20 ألف شركة هندية تعمل في الإمارات، كما بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في الهند 29.4 مليار درهم (8 مليارات دولار) حالياً، وهي تتركز بشكل خاص في البنية التحتية والطاقة والصناعة، مشيراً إلى وجود شركات إماراتية كبرى تستثمر في الهند مثل «إعمار» و«موانئ دبي العالمية» وغيرها.

وقال سيثارام إن «هناك اتفاقاً بين الهند والإمارات على العمل من أجل رفع الاستثمارات الإماراتية في الهند خلال السنوات المقبلة إلى 276 مليار درهم (75 مليار دولار) عبر تأسيس صندوق مشترك للاستثمار في البنية التحتية، خصوصاً في مجالات الموانئ والطرق والمطارات والسكك الحديدية والطاقة المتجددة والصناعة والإلكترونيات». وأشار إلى أن بعض الاستثمارات الإماراتية في الهند قد واجهت بعض الصعوبات خلال الفترة الأخيرة بسبب بعض شركاء المستثمرين الإماراتيين في الهند، وتوجد بعض القضايا المنظورة أمام المحاكم في الهند، لافتاً إلى الجهود الكبيرة التي تبذل حالياً من أجل حل المشكلات التي تواجه هذه الاستثمارات. ودعا سيثارام المستثمرين الإماراتيين إلى حسن اختيار شركائهم في الهند وضمان التزام الشريك الهندي بقوانين البلاد في هذا الشأن.

التقدم الاقتصادي

وأكد سيثارام أن أكبر دلالة على قوة العلاقات بين الإمارات والهند أن أكثر من 2.6 مليون هندي يعيشون ويعملون في الإمارات في مختلف المهن، لتصبح الجالية الهندية أكبر جالية أجنبية في الإمارات. وكشف السفير الهندي أن الجالية الهندية تقوم بتحويل نحو 55.2 مليار درهم (15 مليار دولار) سنوياً إلى الهند، أي ربع ما يقوم بتحويله جميع الهنود في العالم والبالغ 60 مليار دولار، كما يشكل نصف ما تقوم الجالية الهندية في الخليج بتحويله للهند.

وأكد السفير الهندي أن التقدم الاقتصادي في الإمارات أصبح واحداً من أنجح النماذج وقصص النجاح عالمياً، حيث حوّل الإمارات إلى دولة قيادية على مستوى المنطقة، ومركز دولي للعيش يجذب البشر والأعمال والتجارة والاستثمارات من مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن الإمارات مركز اقتصادي ضخم، كما أنها تمثل قلب الخليج ومنطقة غرب آسيا النابض.

تويتر