سلطان الجابر

الإمارات تتجه إلى تعزيز التعاون مع الدول الفاعلة والكبرى

تتجه دولة الإمارات العربية المتحدة بحكمة قيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وانطلاقاً من استشرافها للمستقبل والبناء على التجارب ومسيرة الإنجازات العظيمة التي أهلتها للعب دورها الريادي عالمياً، إلى تعزيز عرى التعاون الوثيق مع الدول الفاعلة والكبرى في العالم. ومن هنا جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند، التي تأتي ضمن زيارات عدة لسموه، والتي تصب في الاتجاه نفسه الرامي إلى تعزيز التعاون وفرص الاستثمار المشترك القائم على تحقيق مصالح الجانبين.

• الإمارات تحاول وضع العالم بمسؤولياته حول الوصول إلى حلول للطلب على الطاقة المتجددة والنظيفة.

إن العلاقات الإماراتية الهندية علاقات تاريخية قائمة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العديد من المجالات، لافتاً إلى أن شبه القارة الهندية تعتبر واحدة من أنشط الدول التي تتميز باقتصاد قوي له مركزه العالمي وقدرته التنافسية على مختلف الصعد.

وفي دولة مثل جمهورية الهند التي يفوق سكانها المليار و300 مليون إنسان، ومع تصور الكم الهائل من الخطط الواجبة والإمكانات لتأمين المقومات اللازمة للاحتياجات في دولة متعددة الأديان والمذاهب والقوميات واللغات بهذا العدد من السكان، لاشك أن النجاح الذي وصلت إليه يحتاج وقفة طويلة ودراسة التجربة الهندية التي تعود لعقود طويلة حتى وصلت إلى وضعها العالمي واقتصادها القوي اليوم.

وهناك دولاً كثيرة نامية حاولت اللجوء إلى التنويع في خططها الاقتصادية على المدى الطويل أو الخطط قصيرة الأجل، لكن مع الأسف لم يحالفها النجاح لأسباب كثيرة رغم امتلاكها المقومات اللازمة لإحداث نقلات نوعية في اقتصادها بما ينعكس إيجاباً على مجتمعاتها التي تعاني مشكلات متفاقمة وعدم القدرة على الخروج من الركود المستفحل مع تزايد الاحتياجات، وهذه الدول موجودة في مناطق واسعة بالقارة الإفريقية وعدد من دول آسيا، أو دول عربية لم تستفد من التجارب الثرية للدول التي تمكنت من تلبية الطلب المتزايد رغم احتياجاتها التي تفوق تلك الدول بأضعاف كثيرة.

إن الهند دولة عملاقة قطعت مسيرة طويلة في التنمية ولاشك أن دراسة تاريخها الطويل، وإمكانية الاستفادة من تجربتها الثرية فيه الكثير من الفائدة واختصار الطريق للوصول إلى الأسلوب الملائم، فتبادل الخبرات، والاستفادة من تجارب الآخرين باتت واجباً في زمن العالم المنفتح والسوق الحرة والمنافسة التي قد لا ترحم في أحيان كثيرة، والمؤكد أن هذا فيه سهولة أكثر لعدد من الدول العربية التي تسعى للمواكبة والتطور عبر الاستفادة من الرقعة الجغرافية التي تقرب بينها وبين الهند والكثير من المواقف السياسية والاجتماعية المتقاربة. إن الاستفادة من نتائج تجربة بمثل حجم الهند التي تمتد لآلاف السنين لابد أنها تحمل الكثير من الأفكار والنتائج والتحليلات التي تدعم الباحثين عن مكان في المسيرة العالمية المتسارعة، فمن تجارة اللؤلؤ والذهب والوصول إلى تخزين النفط الخليجي في أراضيها آلاف المشروعات والأحداث التي باتت دعائم قوية لاقتصاد يقوم على التنوع والصناعة في أغلب مرافقه.

والتوجه نحو أهداف الألفية بات شأناً عالمياً يتصدر المؤتمرات الكبرى خصوصاً التي تكون فيها الأمم المتحدة راعياً ومنظماً، ومثل هذه الأهداف الجبارة التي تهدف لراحة ورفاهية البشرية جمعاء، هي مسؤولية عالمية بامتياز كون الجميع مستفيداً من تحقيقها وعلهم يستفيدون من ريادة الإمارات العالمية التي باتت نموذجاً يحتذى، والتي رغم غناها بالطاقة والموارد النفطية لكنها بدأت التخطيط المبكر لعقود طويلة قادمة، ودائماً تحاول وضع العالم بمسؤولياته حول ضرورة الانتباه لأهمية الوصول إلى حلول للطلب على الطاقة المتجددة والنظيفة التي تراعي البيئة.

إن الاستفادة من تجارب الكبار التي تشهد نمواً مطرداً في اقتصادات قادرة على الوقوف والمواجهة ومواكبة العصر فيها الكثير من الفائدة والدروس التي باتت لازمة للكثير من الدول حول العالم، ومنها بعض الدول العربية التي تعاني تدنياً في المستوى الاقتصادي. إن الهند دولة تقارع الكبار وتقف في مصافهم والنهل من تجربتها الفريدة لا شك أنه سينعكس إيجاباً على الأهداف المرجوة.

الأكثر مشاركة