دبي تسعى لأن تكون بوابة لقطاع الأغذية الحلال للأسواق العالمية. تصوير: أحمد عرديتي

الإمارات ثانية أكبر الأسواق المستوردة للحوم الحلال بعد السعودية

قال مسؤولون وخبراء إن الإمارات حلت في المركز الثاني، كأبرز الأسواق المستوردة للحوم الحلال في العالم بعد السعودية، مشيرين إلى أن قطاع الأغذية الحلال يشهد نمواً متواصلاً مع اتساع شريحة المستهلكين في مختلف الأسواق الدولية. وذكروا، خلال مؤتمر الأغذية الحلال الذي انعقد، أمس، على هامش معرض «غلفود 2016»، أنه مع تطور الاقتصاد الإسلامي اكتسبت صناعة منتجات الحلال شعبية كبيرة في مختلف الأسواق الدولية، مؤكدين في الوقت نفسه أهمية وضرورة الابتكار في قطاع الأغذية الحلال والقدرة على توفير منتجات ذات جودة عالية.

نمو متواصل

الصناعات الغذائية الحلال

قال نائب رئيس العلاقات الدولية في غرفة دبي، حسن الهاشمي، إن تركيز الدولة على قطاع الاقتصاد الإسلامي والصناعات الغذائية الحلال، سيحقق قفزة نوعية لهذا القطاع الحيوي، داعياً إلى توسيع الصناعات الغذائية المحلية لتحفيز التنافسية مع الواردات الغذائية، خصوصاً أن الدولة تمتلك بنية تحتية متميزة، وإمكانات كبيرة.

وأوضح الهاشمي، أمس، خلال لقاء أعمال على هامش معرض «غلفود 2016»، وجود عوامل عدة تدعم نمو قطاع الأغذية والمشروبات في دبي، وهي استراتيجية الأمن الغذائي وموقع دبي الاستراتيجي مركزاً تجارياً عالمياً، إضافة إلى ازدهار قطاع السياحة وما يعنيه من استهلاك متزايد للسياح للأغذية والمشروبات، فضلاً عن التنوع في عادات المستهلك الغذائية ونمو قطاع الاقتصاد الإسلامي والصناعات الغذائية الحلال. وأضاف، خلال اللقاء الذي شارك فيه أكثر من 140 مشاركاً من 26 دولة، أن سوق الأغذية تشهد نمواً ملحوظاً، إذ يتوقع أن يكون حجم مبيعات الأغذية الطازجة في الإمارات بلغ، خلال العام الماضي، 2.8 مليون طن، مع توقعات بأن ترتفع إلى 3.6 ملايين طن خلال عام 2019، في حين يتوقع أن ترتفع قيمة مبيعات الأطعمة المعلبة والمجمدة والمجففة من 16 مليار درهم خلال عام 2015 إلى نحو 23.1 مليار درهم في عام 2019 بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 10% حسب إحصاءات «يورومونيتر».

وتفصيلاً، قال مدير أول الاقتصاد الإسلامي في شركة «تومسون رويترز»، عدنان حلاوي، إنه «وفقاً لتقرير الأغذية الحلال العالمي، الذي أصدرته الشركة أمس، فإن الإمارات حلت في المركز الثاني كأبرز الأسواق المستوردة للحوم الحلال في العالم بعد السعودية، فيما حلت مصر في المركز الثالث، تلتها ماليزيا والعراق في المركزين الرابع والخامس على التوالي»، مشيراً إلى أن «قطاع الأغذية الحلال يشهد نمواً متواصلاً مع اتساع شريحة المستهلكين في مختلف الأسواق الدولية»، وأضاف حلاوي أنه «حسب التقرير، فقد حلت البرازيل والهند وأستراليا في المراكز الثلاثة الأولى، كأكبر الأسواق المصدرة للحوم الحلال، تلتها أميركا وفرنسا في المركزين الرابع والخامس على التوالي». وبين أن «المسلمين حول العالم، الذين يقدرون بنحو 1.7 مليار نسمة، أنفقوا 1.1 تريليون دولار على الأغذية والمشروبات، تشكل نحو 17% من حجم الإنفاق العالمي في عام 2014»، مشيراً إلى أن «إجمالي قيمة الصفقات في قطاع الأغذية الحلال بلغ 2.1 مليار دولار بين عامي 2012 و2015».

موطئ قدم

من جهته، قال مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بالمنطقة الحرة في مطار دبي «دافزا»، جمال بن مرغوب، إن «المنطقة شهدت نمواً كبيراً في عدد الشركات المتخصصة في قطاع الأغذية خلال السنوات الأخيرة»، لافتاً إلى أن «مختلف الشركات الدولية تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة انطلاقاً من دبي».

وأوضح بن مرغوب أن «8% من إجمالي الشركات العاملة في المنطقة الحرة بمطار دبي، متخصصة في قطاع الأغذية والصناعات الغذائية من جميع الأسواق الدولية»، مشيراً إلى أن «دبي تسعى لأن تكون بوابة لقطاع الأغذية الحلال بالنسبة لأسواق أوروبا وإفريقيا، فضلاً عن آسيا».

وأضاف أن «(دافزا) وقّعت عقداً مع شركة وصل العقارية لتوفير قطعة أرض في منطقة القصيص، الهدف منه إيجاد مشروع مبدئي لصناعات الأغذية الحلال لترسيخ مكانة الإمارة عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي»، مبيناً أن «قطاع الأغذية الحلال شهد نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، مستفيداً من الطلب الكبير في مختلف الأسواق العالمية».

وذكر بن مرغوب أن «(دافزا)، عقدت شراكة استراتيجية مع (مؤسسة تنمية صناعات الحلال في ماليزيا)، في خطوة لتعزيز فرص الأعمال والاستثمار ضمن قطاع الصناعات الحلال»، موضحاً أن «الهدف من الاتفاقية تكثيف الجهود لتقوية العلاقة الاقتصادية التكاملية لدعم خطط تطوير بنية تحتية عالمية المستوى لترسيخ ريادة دبي مركزاً اقتصادياً عالمياً للصناعات الحلال».

الاقتصاد الإسلامي

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمركز الخليج للحلال، أسعد سجاد، إنه «مع تطور الاقتصاد الإسلامي اكتسبت المنتجات الحلال شعبية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط في الدول الإسلامية بل في مختلف الأسواق العالمية»، مشيراً إلى أن «قطاع الأغذية الحلال يشكل واحداً من أبرز القطاعات الاقتصادية نمواً»، كما لفت سجاد إلى أن «سوق الأغذية الحلال العالمية تقدر بأكثر من 632 مليار دولار حالياً، توفر منتجات لأكثر من مليار مسلم حول العالم»، منبهاً في الوقت نفسه إلى أنه «مع احتساب المستهلكين غير المسلمين، فإن العدد سيكون أكبر بكثير».

وأوضح أن «إجمالي سوق المنتجات الحلال يصل إلى أكثر من ثلاثة تريليونات دولار عالمياً»، لافتاً إلى أن «معظم العلامات الدولية المتخصصة في الأغذية أو بمستلزمات التجميل، وغيرها من القطاعات، باتت توفر اليوم المنتجات الحلال نظراً إلى الإقبال المتزايد عليها».

وذكر سجاد أن «دبي تسعى إلى توفير البنية والبيئة اللازمة لتطوير قطاع المنتجات الحلال، في إطار دورها عاصمة للاقتصاد الإسلامي».

إلى ذلك، قال رئيس معلومات السوق في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، أشرف مهاتي، إن «هناك جهوداً متواصلة لجعل دبي مركزاً دولياً لصناعة الأغذية الحلال وتطوير عملية النمو خلال السنوات المقبلة»، مشيراً إلى أن «الإمارة تسعى إلى مشاركة القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع الحيوي ودفع النمو».

وشدد مهاتي على أهمية وضرورة الابتكار في قطاع الأغذية الحلال، والقدرة على توفير منتجات ذات جودة عالية، وتطويرها استناداً للاحتياجات المحلية والعالمية، لافتاً إلى أن «هذه المنتجات باتت تشهد إقبالاً متزايداً من قبل المستهلكين غير المسلمين أيضاً».

الأكثر مشاركة