مستهلكون: منافذ بيع في أبوظبي تتجاهل سلعاً غذائية أساسية في تخفيضات رمضان

أفاد مستهلكون في أبوظبي بأن أغلب أصناف اللحوم والدواجن والخضراوات والفواكه لم تشملها التخفيضات السعرية الخاصة بشهر رمضان، التي تم إعلانها أخيراً، حيث تجاهل عدد كبير من منافذ البيع والجمعيات التعاونية في أبوظبي إجراء تخفيضات على أغلب هذه السلع الأساسية لتخرج من قائمة السلع المخفضة خلال رمضان.

وأوضحوا أن عروض التخفيضات على هذه السلع تشمل أصنافاً محدودة للغاية، عبر عروض ضئيلة للغاية ومطروحة مسبقاً، ومتوافرة على الأنواع نفسها طوال العام.

من جانبهم، قال مسؤولو منافذ بيع وجمعيات في أبوظبي، إنهم يستهدفون تنويع السلع المخفضة بين أساسية وترفيهية، مضيفين أن جميع المنافذ التي تعرض سلعاً مخفضة ستواجه خسائر مالية خلال رمضان، ما يجعلهم يحاولون التقليل من هذه الخسائر.

بدورها، قالت وزارة الاقتصاد إن هناك اتفاقاً مع المنافذ على طرح كميات كبيرة من اللحوم بأسعار مناسبة، مشيرة إلى أن توجيهات الوزارة للمنافذ بأن تشمل العروض أنواعاً كثيرة من السلع الأساسية، التي يكثر استخدامها في رمضان.

جمعيات تعاونية

استقرار السوق

قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «مبادرات التعاونيات تشكل دعماً قوياً للحفاظ على استقرار السوق وتوفير خيارات شرائية للمستهلكين»، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية للأسواق، عبر برنامج مراقبة السلع إلكترونياً، تشير إلى توافر معروض كافٍ من الخضراوات والفواكه والسلع الاستراتيجية بكل إمارات الدولة.

الأرز المصري

قال الرئيس التنفيذي لجمعية أبوظبي التعاونية، إبراهيم البحر، إن السلة التي تطرحها الجمعية تشمل نوعين من الأرز، المصري والباكستاني، لتلبية احتياجات العرب وغيرهم من المقيمين في الدولة.

وتفصيلاً، أوضحت جولة قامت بها «الإمارات اليوم» في منافذ وجمعيات تعاونية، قبيل بدء شهر رمضان، أن عروض السلع المخفضة تتركز بشكل عام على نوعيات محددة من الحليب والزيوت والأرز والمعكرونة والشعرية والشاي ومعجون الطماطم، ومرقة الدجاج ومساحيق الغسيل والمناديل الورقية، بينما يتركز الجانب الأكبر من التخفيضات على أصناف من المعلبات والحلويات التي يكثر استخدامها في رمضان، مثل الجيلي والكاسترد والكريم كارميل والكريمة والشوكولاتة والبسكويت والتمور، كما أن عدداً من أصناف السلع المخفضة، غير معروف ولا يوجد عليه إقبال من المستهلك.

وأظهرت الجولة أن أغلب التخفيضات تتركز في أفرع رئيسة لمنافذ وجمعيات كبيرة، بينما خلت الأفرع الصغيرة لهذه المنافذ والجمعيات، وكذلك معظم المراكز المتوسطة، من تخفيضات ملموسة، باستثناء أنواع قليلة من السلع.

وقالت المستهلكة، شيماء محمد، إن «التخفيضات على الدجاج واللحوم، خصوصاً الطازجة، تكاد تختفي من منافذ البيع في أبوظبي، وهناك تخفيضات على أنواع ضئيلة ومحدودة من اللحوم الطازجة، خصوصاً اللحوم الهندية»، موضحة أن هذه التخفيضات ضئيلة ومستمرة طوال العام على الأصناف ذاتها التي لا يوجد عليها إقبال كبير.

وأضافت أن التخفيضات على الخضراوات والفواكه في منافذ البيع والجمعيات ضئيلة، رغم استهلاكها بشكل كبير في فترة الصيف، خصوصاً خلال شهر رمضان، كما أن التخفيضات على السلع الأساسية تتركز في أصناف محددة من الزيت والمسلي والأرز والمعكرونة، بينما الجانب الأكبر من التخفيضات يشمل أصنافاً كثيرة ومتنوعة من التمور والمعلبات والحلويات والشوكولاتة والبسكويت.

تخفيضات جيدة

ولفتت إلى أنها لاحظت أن بعض التخفيضات الجيدة تكون على السلع كبيرة الحجم، التي تحتاج إلى عائلات كبيرة، لافتة إلى أن ذلك يعني مزيداً من إنفاق الأسرة في شراء كميات سلع لا تحتاج إليها، ما يتنافى مع سياسة الاستهلاك الرشيد.

وطالبت بأن تتركز التخفيضات على السلع الرئيسة، مثل اللحوم والدواجن والخضراوات والفواكه، التي يكثر استخدامها خلال رمضان، وأن تشمل التخفيضات ماركات معروفة يوجد عليها إقبال، بجانب إجراء تخفيضات على السلع الاستهلاكية التي يكثر استخدامها، مثل أدوات التنظيف التي تتميز بأسعارها المرتفعة.

وقالت (أم أحمد) إنه لا توجد تخفيضات في معظم المنافذ والجمعيات، خصوصاً الأفرع الأصغر والمنافذ المتوسطة، على اللحوم والدواجن الطازجة والمجمدة المرتفعة الثمن، التي يكثر استخدامها في رمضان، مضيفة أن العروض الموجودة حالياً تقتصر على أنواع ضئيلة من اللحوم، وهي لحوم رخيصة أو لا يوجد عليها إقبال، كما أن العروض نفسها موجودة طوال العام على هذه الأصناف.

وأضافت أن العروض على الخضراوات والفواكه في عدد كبير من المنافذ، ضئيلة ولا تتجاوز صنفين أو ثلاثة، ولا يوجد عليها إقبال كبير. ولفتت إلى أن العروض على السلع تتركز بشكل رئيس في أصناف محددة من الزيت والأرز المعكرونة والشعرية والمعلبات والتمور، والحلويات والمناديل الورقية، وبعضها من ماركات غير معروفة ولا يوجد عليها إقبال، مشيرة إلى أن عدد السلع الأساسية أكبر خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، ورغم ذلك لاتزال محدودة وتتركز في سلع قليلة وغير منوعة بالقدر الكافي.

واعتبرت أن المنافذ والجمعيات ترى أنه لا مبرر لتخفيضات على سلع معينة لابد من شرائها، مهما كانت أسعارها، خلال شهر رمضان، مثل اللحوم والدواجن والخضراوات والفواكه.

اللحوم والدواجن

واتفق معها المستهلك، سمير فؤاد، في ضآلة التخفيضات على اللحوم والدواجن الطازجة والمجمدة، موضحاً أن التخفيضات تشمل نوعين من اللحوم الهندية والباكستانية، وهي رخيصة من الأساس. وطالب بضرورة أن تشمل التخفيضات أصنافاً رئيسة مرتفعة الثمن، ويكثر الإقبال عليها، موضحاً أن منافذ طرحت تخفيضات على أصناف قليلة للغاية من الفواكه. وأرجع فؤاد ذلك إلى أن المنافذ والجمعيات تدرك أن هناك إقبالاً من المستهلكين على الشراء مهما كانت أسعار السلع، لافتاً إلى أن بعض السلع المخفضة من ماركات غير معروفة ولا يوجد عليها إقبال من المستهلكين.

وقال المستهلك، أحمد سعيد، إنه يشتري معظم احتياجاته من منافذ متوسطة بجوار المنزل، وإن الكثير من هذه المنافذ المتوسطة قام بتخفيضات على عدد محدود للغاية من السلع تركزت في أصناف محدودة من الفواكه والخضراوات والحليب، ومعجون الطماطم والمعكرونة والعصائر والحلويات، التي يكثر تناولها خلال رمضان.

وطالب سعيد بفرض رقابة للتحقق من التزام المنافذ بالتخفيضات، خصوصاً بالنسبة للمنافذ المتوسطة والصغيرة التي تحتل أهمية كبيرة بالنسبة لشريحة واسعة من المتسوقين، لأنها تلبي الاحتياجات اليومية والعاجلة لهم بشكل سريع.

سلع أساسية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لجمعية أبوظبي التعاونية، إبراهيم البحر، إن «العروض التي تطرحها فروع الجمعية تشمل سلعاً أساسية وأخرى ترفيهية يوجد عليها إقبال من المستهلكين»، مشيراً إلى أهمية التنوع في السلع المشمولة بالتخفيضات لتلبية حاجات المستهلكين.

وأضاف أن الجمعية تطرح في الموسم الرمضاني نحو 200 سلعة بتخفيضات تراوح بين 20 و50%، من بينها الأرز والحليب والطحين والمعكرونة، وزيوت الطبخ والشعرية والشاي والكاسترد، مشيراً إلى أن هناك عروضاً على أصناف معينة من اللحوم بتخفيضات تصل إلى 20%.

وأشار إلى أن جميع المنافذ والجمعيات التي تعرض سلعاً مخفضة ستحقق خسائر في شهر رمضان بلا استثناء، لكنها تحاول التقليل من الخسائر عبر عرض مجموعة من السلع الرئيسة بأسعارها العادية، وعرض عدد كبير من السلع الترفيهية بأسعار مخفضة لزيادة الإقبال عليها.

من جهته، قال المدير الإقليمي في مجموعة «اللولو» الدولية لتجارة التجزئة، أبوبكر تي.بي، إن «المجموعة حريصة على مراعاة التنوع بين السلع المطروحة في التخفيضات التي تراوح بين 15 و40%، بحيث تشمل السلع الأساسية وغير الأساسية».

وأضاف أن «العروض التي أطلقتها المجموعة بمختلف منافذها في الدولة سيتم تغييرها بشكل أسبوعي لتشمل سلعاً مختلفة، بما يناسب الاحتياجات المتنوعة لفئات المستهلكين كافة».

وأشار تي.بي إلى وجود تخفيضات على أصناف محددة من اللحوم والدواجن وفقاً للاتفاق مع الموردين، لافتاً إلى أن الأسعار الخاصة باللحوم والدواجن والخضراوات والفواكه لن تشهد ارتفاعاً خلال شهر رمضان.

خسائر مالية

في السياق نفسه، قال مدير المبيعات بأحد منافذ البيع الكبرى في أبوظبي، فضل عدم ذكر اسمه، إن المنافذ التي تطرح سلعاً مخفضة تتعرض لخسائر مالية كبيرة، وتقوم بذلك في إطار مسؤوليتها الاجتماعية، مضيفاً أن طرح سلع أساسية وغير أساسية من ماركات معروفة أو أقل انتشاراً في إطار التخفيضات، ضروري من أجل تجنب المزيد من الخسائر.

وأكد أن عدم طرح عروض موسعة على بعض السلع، مثل الدواجن واللحوم والخضراوات والفواكه، يأتي في إطار الحفاظ على الأرباح لتعويض جانب من الخسائر نتيجة للتخفيضات السعرية.

بدوره، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «هناك اتفاقاً مع المنافذ على طرح كميات كبيرة من اللحوم بأسعار مناسبة مع عدم زيادة أسعارها، وأن تشمل التخفيضات اللحوم المجمدة والمبردة معاً». ولفت إلى أن توجيهات الوزارة للمنافذ أن تشمل التخفيضات أنواعاً كثيرة من السلع الأساسية، بجانب السلع التي يكثر استخدامها خلال شهر رمضان.

الأكثر مشاركة