تراجع محدود في الإنفاق على خدمات إدارة مرافق العقارات بالربع الأول
أفاد خبراء ومسؤولون بشركات متخصصة في قطاع إدارة المرافق والخدمات، بأن الربع الأول من العام الجاري شهد تراجعاً بنسب محدودة في الإنفاق على خدمات إدارة مرافق العقارات في أسواق الدولة، تأثراً بتوجّه مطوّري عقارات إلى تقليص المخصصات المالية لتلك الخدمات. وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» بأن زيادة حدة التنافسية بين الشركات في قطاع إدارة المرافق بالدولة، وهدوء الطلب بالنشاط العقاري، من العوامل التي دعمت تراجع الإنفاق بنسب محدودة أخيراً، لافتين إلى نمو الإقبال بنسب ملحوظة من شركات التطوير العقاري على التحول نحو خدمات «المرافق الخضراء»، لترشيد الاستهلاك وتعزيز المردود الاستثماري للمشروعات العقارية.
إدارة المرافق
الخدمات الخضراء قال مدير عام شركة «أدفانسد» للخدمات البيئية وإدارة المرافق، هاني جمال، إن «أبرز الخدمات التي عملت الشركة على تقديمها أخيراً للشركات العقارية في قطاع الخدمات الخضراء هي تغيير أنظمة الإضاءة التقليدية إلى أنظمة (ليد) الموفرة للطاقة، إضافة إلى أنظمة ذكية تعمل على إغلاق المكيفات في مستودعات وسكن العمال بمجرد خروجهم، وأنظمة تعمل على تقليل اندفاع المياه في الصنابير بما يقلل الاستهلاك بنسب كبيرة». |
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إمداد» لتوفير الحلول المتكاملة للمرافق والبيئة والطاقة، جمال عبدالله لوتاه، إن «سوق إدارة المرافق وخدمات العقارات بالدولة شهدت تراجعاً محدوداً في الإنفاق خلال الربع الأول من العام الجاري»، مبيناً أن «التراجع يرجع بشكل كبير إلى توجّه شركات تطوير عقارات إلى تقليل الإنفاق على خدمات إدارات المرافق، إضافة إلى التأثر بعدم دخول مشروعات جديدة السوق العقارية خلال تلك الفترة». وأضاف أن «انخفاض أسعار النفط ليس له تأثير مباشر في ما يتعلق بتراجع الإنفاق على خدمات إدارة المرافق، وإنما كان له تأثير في كلفة المعدات المستخدمة في إدارة المرافق، التي يعمل عدد كبير منها بالديزل، الذي شهد تراجعاً بنسب متباينة خلال الفترة الماضية، ما انعكس إيجاباً على الشركات العاملة في القطاع».
وأشار لوتاه إلى أن «قطاع إدارة مرافق وخدمات العقارات شهد أخيراً تحولاً ملحوظاً لدى شركات التطوير العقارية نحو خدمات إدارة المرافق الخضراء، بما يعمل على ترشيد كلفة الكهرباء والمياه، ويرفع العوائد الاستثمارية للمشروعات العقارية جراء التحول إلى خدمات المرافق الخضراء».
الأنماط الذكية
ولفت إلى أن «عدداً كبيراً من الشركات العاملة في القطاع يتنافس حالياً في التحول للأنماط الذكية في خدمات إدارة المرافق»، موضحاً أن «الشركة تطبق تلك الأنماط الذكية التي تسمح بمراقبة مرافق البنايات عن بُعد، وتحديد مشكلات واحتياجات المباني من إدارة المرافق قبل التوجه إليها، إضافة إلى قياس عمليات استهلاك الطاقة والمياه بالبنايات».
بدوره، قال مدير عام شركة «أدفانسيد» للخدمات البيئية وإدارة المرافق، هاني جمال، إن «توجه مطورين عقاريين لتقليص النفقات، وهدوء الطلب بالقطاع العقاري، إضافة إلى عدم تسليم بعض المشروعات العقارية، من العوامل التي تسببت في انخفاض الإنفاق بمعدلات محدودة على خدمات إدارة مرافق العقارات خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة الزمنية المماثلة من العام الماضي».
تراجع الإنفاق
وأضاف أن «تراجع الإنفاق يمكن تقديره بنحو 5% خلال الربع الأول، ويتركز في مخصصات الميزانيات المالية للشركات في مجالات مختلفة»، لافتاً إلى أن «حجم الطلب على الخدمات مازال مستقراً، لكن بمخصصات مالية أقل من العام الماضي».
وأشار جمال إلى أن «التراجع المحدود في الإنفاق واكبه تحوّل ملحوظ في الشركات نحو الإقبال على خدمات المرافق الخضراء، مع مطالبة شركات إدارة المرافق بتحويل البنايات إلى الأنظمة الخضراء، بهدف تقليل نفقات الطاقة وترشيد الاستهلاك». ولفت إلى أن «نمو الطلب على خدمات إدارة المرافق الخضراء راوح بين 30 و40% خلال الربع الأول من العام الجاري في أسواق الدولة، ومن المتوقع أن تواصل النمو بنسب أكبر حتى نهاية العام الجاري في إطار توجه المشروعات العقارية نحو الأنماط الخضراء بما يواكب سياسات الدولة، إضافة إلى الاستفادة من العوائد المالية من ترشيد الإنفاق على الطاقة والمياه».
من جهته، أشار الرئيس التنفيذي في مجموعة «اي إف إس» لخدمات إدارة المنشآت، طارق شوهان، إلى أن «زيادة حالة التنافس بين الشركات العاملة في القطاع تعد من أبرز أسباب التراجع المحدود للإنفاق على قطاع إدارة المرافق خلال الربع الأول، إضافة إلى تداعيات تراجع الإيجارات في بعض المناطق، وهدوء الطلب في مناطق أخرى بالدولة».
وأضاف أن «زيادة التوجّه إلى خدمات المرافق الخضراء بالدولة بنسبة بين 20 و30% خلال الربع الأول من 2016، تتواكب مع التراجع المحدود للإنفاق في إدارة المرافق، وتشمل معظم الخدمات المقدمة في ذلك المجال ترشيد استهلاك الطاقة، وإعادة تدوير النفايات، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من البنايات».