«موانئ دبي العالمية» تقود التحولات المستقبلية لصناعة النقل العالمية

أكدت مجموعة موانئ دبي العالمية أن تقنية نقل الحاويات، وفق نظام النقل الفائق السرعة المعروف بـ«هايبرلوب»، ستتيح للمجموعة الانتقال إلى مستقبل جديد لصناعة النقل العالمية، لتتقدم بذلك المشغلين الدوليين للموانئ والمحطات البحرية والبرية، في الدخول إلى عصر النقل الفائق السرعة.

وكان إعلان المجموعة عن إعداد دراسات جدوى لنقل الحاويات وفق نظام «هايبرلوب»، نظام النقل الفائق السرعة من ميناء جبل علي إلى الميناء الجاف في المنطقة اللوجستية، قد استقطب اهتماماً واسعاً من كبرى وسائل الإعلام العالمية بهذا المشروع الرائد دولياً، فضلاً عن تصدر دبي السباق العالمي، لاستخدام قطارات «هايبرلوب» في نقل الركاب بهذا النظام، مع إعلان مؤسسة دبي للمستقبل عن مسابقة عالمية، لإعداد تصاميم أولية لمشروع ربط افتراضي بين دبي والفجيرة، من خلال «قطار هايبرلوب» في 10 دقائق.

واعتبرت الصحافة العالمية أن النظام الجديد سيعيد تشكيل دبي، باعتبارها إحدى المدن الأكثر حداثة في العالم، ويجلب مزيداً من الابتكار في البنى التحتية إلى دولة الإمارات، فضلاً عن أنه مفتاح لتطوير قطاع الموانئ في منطقة الخليج عبر بوابة دبي.

وكانت «موانئ دبي العالمية» وقعت مذكرة تفاهم مع شركة «هايبرلوب وان»، للتعاون في إجراء دراسات جدوى حول نقل الحاويات داخل أنظمة خطوط الأنابيب «هايبرلوب» مباشرة، من الباخرة الراسية في «ميناء جبل علي» إلى الميناء الجاف في المنطقة اللوجستية، التي تبعد 29 كيلومتراً عن الميناء.

مستقبل جديد

وقال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، سلطان أحمد بن سليم، إن «موانئ دبي العالمية» تدشن، عبر هذا المشروع الرائد، الانتقال إلى مستقبل جديد لصناعة النقل العالمية، لتتقدم المجموعة بذلك المشغلين الدوليين للموانئ والمحطات البحرية والبرية، في الدخول إلى عصر النقل الفائق السرعة، والذي ينتظر أن يغير بنية قطاع النقل عبر العالم بشكل جذري.

وأضاف أن دبي تتقدم لتقود هذا التغيير الآن، بفضل الرؤية المستقبلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ تعلمنا من سموه امتلاك الجرأة في ريادة المستقبل، من خلال استشراف التحولات المقبلة في بنية الاقتصاد العالمي، لنصبح في مقدمة الأطراف التي تقود هذه التحولات، وألا نكتفي بدور المتلقي للتطور التكنولوجي، وما يحدثه من تغيرات جذرية في مستقبل العالم. وتابع: «نبني قراراتنا للاستثمار في مستقبل صناعة النقل العالمية، على أساس قراءتنا الشاملة لما تشهده الصناعة من تطورات سريعة، ونحرص على استيعاب هذه التطورات والتفاعل معها، من خلال متابعتنا الدقيقة لكل المتغيرات التكنولوجية والاقتصادية، التي تقرر مسار التطور المستقبلي لصناعة النقل العالمية».

إشادة دولية

بدورها، أكدت وسائل الإعلام الدولية أن دبي تتمتع بمزايا عدة تمكنها من تنفيذ هذا المشروع، في مقدمتها البنية التحتية المتقدمة، ومرونة الإجراءات، والموقع الاستراتيجي، إضافة إلى قوة وضعها المالي.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير بعنوان «دراسة تقييمية لإمكانية استخدام تقنية هايبرلوب وسيلة للشحن»، عن سلطان بن سليم قوله: «في حال نجح نظام (هايبرلوب) في ميناء جبل علي، فإن ذلك سيعيد تشكيل تفكيرنا عبر العالم».

وأضافت الصحيفة أن توقيع الشراكة الجديدة، بين شركة «هايبر لوب وان» و«موانئ دبي العالمية»، يهدف إلى بناء تقنية النقل بسرعة الصوت المستقبلية، وتطبيقها بدايةً في قطاع الشحن والموانئ، انطلاقاً من دبي.

من جهتها، أبرزت صحيفة «سي إن بي سي سكيواك آلي»، المتخصصة في التقنية عنواناً على صفحتها يقول: «دبي تراهن على شركة (هايبرلوب وان)». ونقلت الصحيفة عن الشركة قولها: «لن ندع أي شيء يقف في طريقنا نحو تحقيق هذا الإنجاز، وكتابة التاريخ، وإثبات أن (هايبرلوب) قابل للتطبيق».

كما تفاعلت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية العالمية مع الحدث، في مقالٍ متخصص تحت زاوية التكنولوجيا عنوانه: «هل ستكون دبي أول محطة هايبرلوب؟».

إلى ذلك، أفردت قناة «روسيا اليوم» خبراً، تحت عنوان: «شركة (هايبرلوب وان) توسّع عملياتها إلى دبي»، تحدثت فيه عن أن هذه التكنولوجيا، والتي قد تنجح في نقل الأفراد والبضائع بسرعة 1200 كيلومتر بالساعة، قد توسّعت لتغطي عملياتها دولة الإمارات.

وتوقعت القناة أن تدرس «موانئ دبي العالمية»، أيضاً، إنشاء «هايبرلوب» عائم في المحطة رقم 4 الجديدة، والمبنية على جزيرة اصطناعية.

مركز عالمي

في السياق نفسه، نشر موقع «نيو شاينا» الإخباري الصيني، خبراً بعنوان «الإمارات تطور كفاءتها في مناولة الحاويات باعتبارها مركزاً عالمياً للتجارة»، أبرز فيه أهمية توقيع مذكرة التفاهم لبحث آفاق الابتكار في حلول النقل الذكية، ودورها في النهوض بمستقبل التجارة العالمية.

أما موقع «إي فيست» الإلكتروني، فكتب مقالةً تحت عنوان: «دبي تعمل على تطبيق أول (هايبرلوب) وليس منطقة الساحل الغربي للولايات المتحدة». ونقل الموقع عن سلطان بن سليم قوله: «إنني أؤمن بتقنية هايبرلوب، وأؤمن بأنّها المستقبل».

من جانبه، ذكر موقع «غلوبال كونستركشن»، المتخصص في المشروعات الهندسية والإنشائية العملاقة، أن توقيع الاتفاقية سيسهم في تحسين مناولة الشحن في «ميناء جبل علي».

وتحت عنوان «موانئ دبي العالمية تقيم نظام هايبر لوب للنقل»، أكدت صحيفة «غلف بيزنيس» أن الشركة الأميركية تمتلك الخبرة والتكنولوجيا، لتحويل نظام «هايبر لوب» إلى واقع في ثلاث أسواق رائدة لقطاع الموانئ عبر العالم، وفي مقدمتها دبي.

وخصصت صحيفة «لاس فيغاس ريفيو جورنال» حيزاً مهماً لخبر توقيع مذكرة التفاهم، ونقلت عن المؤسس المشارك لشركة «هايبر لوب وان»، شيرفين بيشيفار، قوله: «لدينا اعتقاد راسخ أن هذه الدراسة هي خطوة أولى نحو بناء ممر (هايبرلوب) في دبي، ما سيعيد تشكيل إحدى المدن الأكثر حداثة في العالم، وجلب مزيد من الابتكار في البنى التحتية إلى دولة الإمارات».

إلى ذلك، قالت صحيفة «أميركان جورنال أوف ترانسبورتايشن»، المتخصصة في أخبار النقل واللوجستيك، أن الشراكة الجديدة تمثل مفتاحاً لتطوير قطاع الموانئ في منطقة الخليج، عبر بوابة دبي.