مسؤولون: دبي تمتلك بنية تحتية تدعم انتشار «إنترنت الأشياء»
أفاد مسؤولون بأن هناك تحديات، أمام انتشار وتوسع خدمات «إنترنت الأشياء»، تتمثل في تهيئة البنية التحتية لعمليات الربط، وما يتعلق بها من كلفة كبيرة في الوقت الحاضر.
وأكدوا، لـ«الإمارات اليوم» على هامش مشاركتهم في «أسبوع جيتكس للتقنية»، أن دبي قطعت شوطاً كبيراً في تجهيز بنيتها التحتية للتعامل مع «إنترنت الأشياء»، لافتين إلى أن الإمارة تصنف من المدن الرائدة في هذا المجال، لوجود بنية تحتية قوية، تدعم انتشار خدمات «إنترنت الأشياء».
بنية تقنية
وتفصيلاً، قال نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة البحري والمزروعي»، عصام راشد المزروعي، إن «مفهوم (إنترنت الأشياء) يرتكز على مخاطبة الأجهزة، سواء كانت أجهزة تقنية أو غير تقنية لبعضها بعضاً، وذلك ضمن بنية تقنية متقدمة مربوطة وقادرة على ربط العديد من النقاط في آنٍ واحد».
وأضاف أن هناك نوعاً من التطور السريع يشهده القطاع، لكن هذا التطور يقابله المزيد من التحديات التي تعوق انتشاره، والمتمثلة في تهيئة البيئة التقنية لاستقبال عمليات الربط، التي تتوزع على مئات الأجهزة، وما يرتبط بذلك من كلفة كبيرة، ترتبط بإنفاق حكومي سخي على تهيئة هذه البيئة، منوهاً بأن دبي قطعت شوطاً كبيراً في هذا القطاع، إذ وصلت ببنيتها التحتية لمستويات جيدة ومثالية لعمليات ربط ناجحة، ما يدعم انتشار خدمات «إنترنت الأشياء».
وأشار المزروعي إلى أن المبادرات الذكية المتعددة في دبي، هي التي أهلتها لأن تكون بيئة جيدة لعمليات ربط على مستوى واسع على مستوى مدينة كبيرة مثل دبي، ما انعكس على تصنيف الإمارة، والتي جاءت ضمن أفضل المدن في العالم، في مجال توفير الخدمات والأمن للمقيمين والزوار على حدّ سواء لوجود هذه البنية التحتية، ما يسهم في انتشار خدمات «إنترنت الأشياء».
ولفت إلى أن شركته طرحت تقنيات اهتمت بالمنازل الذكية، وكان محور هذه التقنيات هو توفير الطاقة عبر ربط الأشياء ببعضها بعضاً، فهذه التقنيات الجديدة تستطيع ربط أجهزة مثل أجهزة التكييف أتوماتيكياً، بناء على المعطيات التي يعطيها النظام للأجهزة، من خلال قراءته التي يجمعها من «مستشعرات الأبواب» والنوافذ، أو من خلال جمعه قراءات الكاميرات المثبتة التي تعطي قراءات بوجود أشخاص في المنزل أو عدمه.
الكلفة والتوسع العمرانيبدوره، أكد المسؤول الإقليمي للتطبيقات والخدمات بمنطقة الخليج بشركة «مايكروسوفت»، إحسان عنبتاوي، أن «إنترنت الأشياء» قطاع متطور، يرتبط بنوع من التحديات التي تتعلق بالكلفة، حيث يشترط للوصول لربط جيد بين الأجهزة أن تتوافر بيئة تقنية جيدة لهذه الأجهزة، بحيث تجعلها قادرة على التعرف إلى بعضها بعضاً، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة، مثل الحوسبة السحابية، من الممكن أن تخفض الكلفة مستقبلاً.
وقال إن «التوسع العمراني السريع يعد واحداً من أبرز التحديات، فارتفاع الكثافة السكانية إلى جانب الحاجة إلى الربط الدائم سيسهمان في إعادة رسم البنية التحتية للمدن، كالمواصلات والإضاءة وإدارة النفايات، وهنا سيكون على الهيئات الحكومية العمل بشكل أكثر سلاسة، ودمج حالات الاستخدام لتوفير الخدمات بتكاليف أقل، من خلال استخدام التقنيات الجديدة، مثل الحوسبة السحابية».
روح الابتكار
وأضاف عنبتاوي أن «دبي تتطلع لأن تكون واحدة من أفضل المدن من حيث التواصل والذكاء، عبر استفادتها من (إنترنت الأشياء)، حيث تركز استراتيجية دبي على تقدم الصفوف في ما يتعلق بهذا الجانب»، لافتاً إلى أن المبادرات التي تطلقها المدينة تهتم بإذكاء روح الابتكار والإبداع في قطاعات الأعمال المختلفة، كالطاقة المتجددة والنقل والتعليم والصحة والتقنية والمياه والفضاء والضيافة والاقتصاد والسياحة والخدمات الحكومية. ونوه بأن دبي تصنف من المدن الرائدة في هذا المجال، وذلك لوجود بنية تحتية قوية.
في السياق نفسه، قال مدير المبيعات بدول مجلس التعاون الخليجي وبلاد الشام بشركة «جيمالتو»، محمد الشملي، إن «الأمن المعلوماتي واحداً من أهم المخاوف في ما يتعلق ببيانات المدن الذكية، فمن المهم وجود الاستراتيجية المناسبة لأمن تقنية المعلومات، وعدم وجود اختراقات مستقبلية تتعلق بالبنية التحتية»، مؤكداً أنه من الضروري قبل التوسع في ربط الأشياء، التفكير في تحضير البنية التحتية أمنياً.
وأضاف أن التواصل لابد أن يكون سهلاً ومؤمناً في الوقت نفسه، مؤكداً أن تطبيق ربط الأشياء ببعضها بعضاً في قطاع الأعمال هو ما يزيد أهمية الأمن المعلوماتي.
وأشار الشملي إلى أن التحديات التي تواجه «إنترنت الأشياء»، تتضمن دخول أنواع جديدة من الأجهزة غير التقليدية كالمجسات والمستشعرات، وغيرها من الأدوات النوعية، بالإضافة إلى ذلك هناك تحدي الأمن لعدم اختراق الشبكات المرتبطة ببعضها بعضاً، خصوصاً مع تزايد الثغرات الأمنية لتعدد هذه الأدوات.