أرجعوا سيطرة «البرازيلي» إلى انخفاض الكلفة.. وتفضيل الشركات المحلية قطاع الدواجن الطازجة
خبراء: عادات الشراء وقوة المنافسة وراء قلة العلامات التجارية للدواجن المجمدة
كشف مسح ميداني أجرته «الإمارات اليوم» في منافذ رئيسة لتجارة التجزئة في دبي، أن قطاع الدواجن المجمّدة يتضمن 13 علامة تجارية رئيسة، تشكل المنتجات ذات المنشأ البرازيلي منها سبع علامات تجارية، مقابل ثلاث علامات تجارية سعودية المنشأ، وعلامة تجارية لكل من فرنسا، وتركيا، والإمارات.
صناعة الدواجن يطلق مصطلح الدواجن أو الطيور الداجنة عالمياً على الدجاج، والديك الرومي، والبط، والإوز، فيما يعرف الدجاج بشكل أكثر شيوعاً بذلك المصطلح، وشهد إنتاج الدواجن في السنوات الأخيرة مراحل تطور كبيرة، وأصبح يعتمد على العلم والتكنولوجيا للحصول على أكبر عائد اقتصادي في أقل وقت وبأقل كلفة ممكنة. وخلال فترات سابقة، كان يعد إنتاج اللحم من الدجاج بمثابة ناتج ثانوي لإنتاج البيض، فكان يعتمد على الديوك الزائدة عن حاجة التربية، والإناث التي أنهت موسمها الإنتاجي، كمصدر لإنتاج اللحم من الدجاج. ومنذ منتصف القرن الماضي، بدأت صناعة الدواجن، خصوصاً إنتاج اللحم في التطور السريع. وتعتمد صناعة إنتاج اللحم من الدجاج على الحصول على طائر يحتوي على جينات تتميز بسرعة النمو، ويقدم لهذا الطائر أنواع متزنة من الأعلاف، مع توافر الظروف البيئية والصحية أثناء التربية، لتكون النتيجة النهائية الحصول على أكبر وزن ممكن للطائر في أقل وقت ممكن، وبأقل كمية أعلاف مستهلكة، وبأقل نسبة نفوق للطيور. ونظراً للتطور السريع في صناعة الدواجن، فإن الطيور الداجنة تتم تربيتها تربية مكثفة على نطاق تجاري في عدد من دول العالم، ومن أبرزها البرازيل. وتحتل الدواجن مركزاً مهماً كمصدر لإنتاج اللحم والبيض، وهي المواد ذات القيمة الغذائية الممتازة في غذاء الإنسان، فيما تنقسم تربية الدجاج إلى قسمين، التربية من أجل إنتاج البيض، والتربية من أجل إنتاج لحوم الدجاج. أما الدجاجة فتحتل مكان الصدارة بين جميع الطيور الداجنة في قدرتها على تحويل غذائها إلى بروتين حيواني عالي القيمة الغذائية، كما أن من الممكن تربيتها بأي أعداد بحسب إمكانية المربي. ويحتل لحم الدجاج مرتبة جيدة في الهرم الغذائي، وذلك لاحتوائه على عناصر غذائية متعددة ومفيدة للجسم، من بروتينات ذات نوعية جيدة للجسم، ودهون صحية جيدة، وفيتامينات، وأملاح معدنية، فهو يعد من أهم اللحوم بعد لحوم الأسماك. إلى ذلك، كشفت دراسة حديثة لوزارة الاقتصاد أن البرازيل والولايات المتحدة، وهولندا، وبولندا، وفرنسا، وألمانيا تعتبر من أهم الدول المصدرة للحوم الدواجن خلال الفترة من العام 2011 إلى العام 2015، إذ تشكل هذه الدول مجتمعة ما نسبته 66.6% من إجمالي صادرات العالم من لحوم الدواجن خلال العام 2015. |
وأرجع خبراء محدودية العلامات التجارية في هذا القطاع مقارنة بقطاعات أخرى، إلى قوة المنافسة من العلامات الشهيرة، وعادات الشراء من جانب كثير من المستهلكين، مشيرين إلى استقرار الأسعار في السوق.
وأظهر المسح الميداني وجود تفاوت سعري بنسب تصل إلى نحو 6.6% بين منافذ البيع للعلامات التجارية المماثلة والمتوافقة في الوزن، في وقت أرجع خبراء سيطرة الإنتاج البرازيلي على علامات الدواجن المجمدة، إلى كلفة الإنتاج المنخفضة في البرازيل مقارنة بدول أخرى، وتفضيل الشركات المحلية، العمل في قطاع الدواجن الطازجة، لافتين إلى محدودية العلامات التجارية في القطاع، واستحواذ علامات معينة على الحصة الكبرى من السوق.
علامات رئيسة
وتفصيلاً، أظهر مسح ميداني أجرته «الإمارات اليوم» وجود 13 علامة تجارية رئيسة للدواجن المجمدة في منافذ بيع تجارة التجزئة في دبي، في وقت بلغت فيه نسبة التباين السعري بين منافذ البيع للعلامة التجارية المماثلة 6.6%.
ومثلت الدواجن المجمدة ذات المنشأ البرازيلي سبع علامات تجارية، مقابل ثلاث علامات تجارية سعودية المنشأ، وعلامة تجارية لكل من فرنسا، وتركيا، والإمارات.
ورصد المسح تسع علامات تجارية تختص بتجارة أجزاء الدواجن المجمدة فقط، مثل صدور الدواجن «فيليه» المجمدة، وهي «الروضة»، و«فارم فريش»، و«إيدام»، و«فريشلي فوودز»، و«أدميرالز»، و«خزان»، و«العريش»، و«أرتيك جولد»، فضلاً عن علامة تابعة لجمعية الاتحاد التعاونية تحت اسم «الاتحاد».
وأرجع المدير التنفيذي في شركة «الإسلامي» للأغذية، صالح عبدالله لوتاه، أسباب تفضيل معظم العلامات التجارية للدواجن المجمدة، التصنيع في الأسواق البرازيلية، إلى توافر المقومات الرئيسة اللازمة في تلك الصناعة وبكلفة مناسبة، سواء لعملية توافر الأعلاف، أو توافر مقومات الصناعة الحلال والتجميد.
وأضاف أن قطاع الدواجن المجمدة من القطاعات التي تشهد نمواً كبيراً في الطلب عليها من المستهلكين، لافتاً إلى أن القطاع يشهد استقراراً كبيراً في أسعاره منذ فترة، مدعوماً بارتفاع سعر الدولار، وبالتالي الدرهم مقابل العملات الأخرى.
علامات محدودة
من جهته، قال مدير المشتريات نائب المدير العام في جمعية الإمارات التعاونية، وليد المغربي، إن الدواجن المجمدة من السلع الغذائية ذات الطلب المتزايد والمستمر، نظراً لأنها تلبي احتياجات المستهلكين من مختلف الجنسيات.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن العلامات التجارية للدواجن المجمدة محدودة مقارنة بسلع أخرى، مرجعاً ذلك إلى سيطرة عدد معين من العلامات على الطلب الأكبر من السوق، وتوجه معظم المستهلكين إلى علامات معروفة اعتادوا شراءها، ما يصعّب دخول علامات جديدة إلى السوق.
وأوضح أن سيطرة الإنتاج البرازيلي على الحصة الكبرى من علامات الدواجن المجمدة في السوق، ترجع إلى انخفاض كلفة إنتاج الدواجن المجمدة في البرازيل مقارنة بدول أخرى، في وقت تفضل معظم الشركات المحلية العمل في قطاع الدواجن الطازجة، وهو ما يفسر وجود علامة واحدة فقط للدواجن المجمدة، ذات المنشأ الإماراتي في الأسواق.
ولفت المغربي إلى اختلاف فروق كلفة الإنتاج بين أنواع الدواجن المحلية الطازجة والمجمدة، إذ يصل سعر كيلوغرام الدجاج الطازج إلى نحو 18 درهماً، مقابل 13 درهماً لسعر كيلوغرام من الدجاج المجمد.
قوة المنافسة
في السياق نفسه، أشار الخبير في قطاع شؤون حماية المستهلك، المهندس حسن الكثيري، إلى أن قطاع منتجات الدواجن المجمدة، يعد من القطاعات ذات الطلب المتنامي والمرتفع في أسواق تجارة التجزئة، وذلك بدعم من زيادة عدد السكان، ورواج نشاط الأفواج السياحية في الدولة، لافتاً إلى أن الدواجن المجمدة تدخل ضمن مكونات أساسية لوجبات رئيسة للمستهلكين بصرف النظر عن جنسياتهم.
وأرجع محدودية العلامات التجارية في القطاع إلى قوة المنافسة من العلامات الشهيرة الأكثر انتشاراً في الأسواق.
واتفق الكثيري على أن اعتماد معظم الشركات على الإنتاج البرازيلي يرجع إلى كلفة الإنتاج هناك مقارنة بدول أخرى، إضافة إلى أن دخول الشركات المحلية العاملة في الدواجن الطازجة يحتاج إلى كلفة مختلفة.
التبادل التجاري
أفادت بيانات صادرة عن الهيئة الاتحادية للجمارك، أن إجمالي قيمة تجارة دولة الإمارات في منتجات الدواجن المجمّدة خلال النصف الأول من العام الماضي بلغ 1.419 مليار درهم، لكميات بوزن 293 مليون كيلوغرام من الدواجن، مقارنة بمبلغ 1.372 مليار درهم، لكميات بوزن 247 مليون كيلوغرام في النصف الأول من عام 2015.
وأوضحت أن قيمة واردات الدواجن المجمدة خلال النصف الأول من العام الماضي بلغت 1.363 مليار درهم، فيما بلغت قيمة الصادرات سبعة ملايين درهم، وإعادة الصادرات 50 مليون درهم، وذلك مقارنة بالنصف الأول من عام 2015، الذي سجل قيمة واردات بلغت 1.313 مليار درهم، وصادرات بقيمة 29 مليون درهم، وإعادة صادرات بقيمة 30 مليون درهم.
وذكرت الهيئة أن أهم الدول التي تصدرت تجارة الدواجن المجمّدة مع دولة الإمارات خلال النصف الأول من 2016، هي البرازيل بقيمة 993 مليون درهم، والسعودية بقيمة تجارة بلغت 51 مليون درهم، تليهما فرنسا التي سجلت 39 مليون درهم، وعُمان بقيمة 27 مليون درهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news