التثقيف وبرامج التمكين والاستشارات تتصدر آليات معالجة الديون

قال الخبير المالي المدير العام لموقع «بيزات دوت كوم»، المتخصص في مساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم المالية، صلاح الحليان، إن «الديون تنهش الكيان المالي للأفراد، إذ إن مشكلات الاقتراض هي مشكلة عالمية تشكو منها مجتمعات مختلفة وتواجه سلبياتها كذلك بطرق مختلفة، منها التثقيف والتعليم والتقنين وبرامج التمكين المالي وخدمات الاستشارات المالية، المؤدية إلى التصرف المالي الحكيم والسليم، وإيجاد خيارات بديلة تخفف من وطأة وتأثيرات الديون السلبية».

وأضاف أن «عدم الفهم ونقص المعلومات المالية وعدم التدقيق والسؤال عند الاقتراض، يؤدي إلى عدم المقدرة على الالتزام بالقروض والسداد»، لافتاً إلى أن «الطرق والوسائل المتاحة لمعالجة الديون وآثارها السلبية تتمثل في التعامل المالي السليم وتخطيط الميزانية المالية الشخصية والنظام المصرفي والاستثمار والتأمين والادخار والتمويل، بما يصب في إيجاد جيل مثقف ومؤهل مالياً، يؤثر في البيت والمجتمع تأثيراً إيجابياً».

وأشار الحليان إلى أهمية تقديم خدمات استشارات الديون من خلال البنوك ومؤسسات الإقراض المالي لمساعدة من ينوون الاقتراض على فهم ما يستطيعون اقتراضه، وعلى إمكاناتهم على السداد دون أية مضاعفات سلبية، وعلى التزاماتهم المالية الأخرى، فضلاً عن تقديم خدمات استشارات الديون من خلال شركات الاستشارات المالية.

ولفت إلى أن نشر وتوفير المعلومات الخاصة عن القروض والائتمان، مثل أعمار المقترضين ومعدلات رواتبهم وحالتهم الاجتماعية، وتوزيعهم السكاني، وفترة القروض ونوعيتها، ونوعية المتخلفين عن السداد، وجعلها معلومات عامة ومتوافرة للجميع، يسهم في معرفة حجم ونوعية المشكلة والطرق والسبل الكفيلة بحلها وتجنب سلبياتها المالية.

وأكد الحليان أهمية وضع قوانين لحماية المستهلك من الاستغلال أو التورط في التزامات مالية تفوق قدراتهم وإمكاناتهم المالية، وتفرض الإفصاح والشفافية في التعامل من كلا الطرفين (المقرض والمقترض)، ومحاربة الربح الفاحش والجشع والاحتكار المالي، وتعطي المستهلك فرصة عادلة لتوظيف واستثمار أموالهم وللاقتراض بأسعار ورسوم معقولة.

ولفت إلى أن سبل معالجة الاثار السلبية للديون، تتمثل في إجراءات مثل تقليلها، حيث يتم تسريع سداد الدين بدفع زيادات إضافية على الأقساط الدورية للدين، كدفع 250 درهماً شهرياً إلى القسط الشهري الدوري البالغ 1500 درهم، ما يسمح بتقليص فترة السداد وتقليل سعر الفائدة على القرض، وتوفير مبالغ إضافية للدائن.

وذكر الحليان أن دمج الديون إذا كانت متعددة يسهم في معالجتها، كقرض سيارتين وقرض شخصي آخر، بحيث تصبح قرضاً واحداً ولجهة واحدة، ذات سعر فائدة مناسب، وقسط واحد مريح، بدلاً من ثلاثة قروض بمعدل سعر فائدة مرتفع وثلاثة أقساط يصعب سدادها، وفي حالات كثيرة فإنها تشكل نسبة عالية من الراتب أو الدخل الشهري، وفي هذه الحالة تسهل عملية سداد الأقساط وتوفر نسبة إضافية من الراتب للمقترض، ويضمن للمقرضين تحصيل ديونهم.

وبين أهمية إدارة الديون بالبنوك التي تختص بالديون المتعثرة ويتم حصرها وإعادة جدولتها، لكي يتمكن المقترض من مواصلة السداد، ويتمكن المقرض من استرجاع ما أقرضه.

تويتر