الحليان: معظم الأفراد لا تتوافر لديهم خطة مالية سليمة
السلوك المالي للأفراد يرتبط ببيئة التنشئة الاجتماعية
قال الخبير المالي والمدير العام لموقع «بيزات دوت كوم»، صلاح الحليان، إن «تصرفات الفرد المالية الشخصية تتأثر أولاً بالبيئة التي ينشأ فيها، كالبيت والمجتمع ومجال العمل، ونوعية الأفراد الذين يتعامل معهم ويؤثرون فيه»، مشيراً إلى أن معظم الناس لا يدركون قوة الكسب المالي خلال فترة حياتهم العملية ولا يقومون بعملية الادخار والتوفير، ولا تتوافر لديهم خطة مالية سليمة يتم اتباعها، ومعظم التصرفات والقرارات المالية تكون عشوائية وغير مدروسة، وتتحكم فيها الرغبة لا الحاجة.
وأكد على أهمية التحكم في الأمور المالية الشخصية وإيجاد الطريق السليم المؤدي إلى النجاح المالي.
وأشار الحليان إلى أن النشأة في أسرة تدخر وتوفر المال وتتصرف بحكمة وعقلانية، تساعد الفرد على اتباع نهج الأسرة، بعكس ما إذا نشأ الفرد في مجتمع تعلم فيه الصرف دون التوفير والاتكال على الغير دون تحمل المسؤولية، ما يجعله يصطدم في النهاية بالواقع ويجد نفسه في ضائقة وورطة مالية.
وتابع أن هذا لا يعني استحالة تغيير السلوك الفردي، إذ يمكن البدء بتعلم التصرف المالي الشخصي السليم لكي نتحكم ونسيطر على أمورنا المالية بشكل مؤهل وناجح.
وأوضح أن المدارس في معظم الدول المتقدمة أدخلت المواد الخاصة بالجوانب المالية، مثل التعامل المالي وقيمة النقود وكيفية التصرف فيها والتأمين والاستثمار والأمور المالية الأخرى، لما فيه من أهمية لتنشئة جيل مؤهل مالياً، ينجح في الأسرة والمجتمع، بالإضافة إلى المعاهد والكليات والجامعات التي تدرس التخطيط المالي وتخرج مخططين ماليين مرخصين.
وبين الحليان أن عملية التخطيط المالي تشمل تحديد وتعريف الأهداف المالية الشخصية المستقبلية كإنشاء محفظة مالية تقاعدية وتوفير مبالغ مخصصة لدراسة الأطفال الجامعية، وتوفير دفعات أولية لشراء المنزل أو للدخول في مجال القطاع الخاص وتملك وإدارة شركة خاصة، وتكوين محفظة استثمارية.
وتابع أن عملية التخطيط المالي تشمل أيضاً التقليل أو التخلص من الديون الشخصية وتعلم كيفية التوفير والادخار والاستثمار، ووضع ميزانية مالية عائلية تساعد على ترشيد الصرف وحسن استخدام الموارد المالية، وتقليل تأثير الضرائب السلبي على الأصول، وحماية دخل العائلة والمساهمة في تعليم الفرد التصرف المالي السليم المؤدى الى النجاح المالي. وحذر الحليان من أن تبعات المستقبل المالية ستكون أكثر صعوبة لمن لا يتصرف بشكل مسؤول خلال حياته العملية، مضيفاً أنه يجب تحديد التعاملات المالية التي يجب أن نقوم بها، بالإضافة الى بعض المبادئ والسلوكيات التي يجب أن نتعلمها وأن نطبقها، ليسهل علينا تنشئة أبنائنا على السلوك والتصرف المالي السليم، لكي يكونوا قادرين على أداء دورهم المهم في المجتمع.
وأكد أنه يجب أن نعلم أولادنا الادخار والتوفير، وإذا أمكن فتح حساب مصرفي ادخاري، على أن توضع فيه مبالغ منتظمة بشكل مستمر، وتعلم الإشراف على هذا الحساب بطريقة سليمة، وعندما يصل إلى مرحلة الدراسة الجامعية يجد هناك مبلغاً مالياً يستعين الفرد به.
وأشار إلى أنه يجب على رب الأسرة مع شريكة حياته أن يناقشا الأمور المالية للأسرة بداية من وضع الميزانية الشهرية الخاصة بالأسرة والدخل المالي للأسرة والتزاماتها وأهدافها المالية، ودور كل فرد في الأسرة. وذكر الحليان أن هناك بعض المفاهيم والمصطلحات المالية التي تخفى على العامة ويجب توضيحها، كالتضخم وتناقص القيمة الشرائية للمال وكيفية التعامل معه، ومعدل الفائدة وتأثيراتها السلبية علي الديون، واستخدامات التسهيلات الائتمانية وبطاقات الائتمان، مشيراً إلى أن هناك ظواهر سلبية تخص التصرفات المالية الشخصية كالقروض الشخصية، ومنح الأموال بغرض الاستثمار دون الاتصال بالمصرف المركزي أو الدائرة الاقتصادية للتأكد من صحة المصدر ودون أخذ الاستشارة من شخص مؤهل ومرخص.
القيمة الشرائية للمال من المفاهيم التي تخفى على العامة ويجب توضيحها. أرشيفية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news