التحوّل لأنظمة «إنترنت الأشياء» يتيح التحكم في المرافق عن بُعد ويرشّد الطاقة
أفاد متخصصون في قطاع إدارة المرافق وخدماتها بأن هناك توجهات حديثة في أسواق القطاع محلياً، بالتوسع في أنماط التحول لأنظمة «إنترنت الأشياء»، والاعتماد عليها بدلاً من الأنظمة التقليدية في إدارة المرافق.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، خلال مشاركتهم في فعاليات «معرض إف إم إكسبو لإدارة المرافق»، التي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي، أخيراً، أن هناك تحديات تواجه الشركات العاملة في القطاع المحلي في التحول لأنظمة «إنترنت الأشياء» في إدارة المرافق، من أبرزها ارتفاع كلفة التحوّل، ومواكبة البرامج التقنية الجديدة ثم تطبيقها.
وأشاروا إلى استفادة المتعاملين من هذه التحولات الذكية التي تتيح لهم خدمات رقمية لمراقبة المرافق على مدار الساعة، وتخزين البيانات عنها عبر الحوسبة السحابية، والتحكم فيها عن بُعد، وتوفير آليات تسمح بترشيد استهلاك الطاقة.
توجهات ذكية
وتفصيلاً، قال المدير في «شركة أدفانس لإدارة المرافق»، نضال طلال النمر، إن أسواق إدارة المرافق المحلية تشهد حالياً مظاهر تنافسية ملحوظة في توجه عدد من الشركات لأنماط أنظمة «إنترنت الأشياء»، التي يعتمد معظمها على التواصل المباشر بين الأجهزة في خدمات الإدارة، بما يواكب سياسات المدينة الذكية التي تعتمدها حكومة دولة الإمارات.
وأكد أن دولة الإمارات تعد سباقة، على المستوى الإقليمي، في تحوّل قطاع المرافق نحو تلك الأنظمة الذكية، لافتاً إلى أن المستثمرين والمتعاملين عموماً يستفيدون من هذا التحول، عبر الحصول على بيانات إدارة مرافقهم بشكل دقيق وذكي، مع القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة من إدارة العقارات، ودعم الأنماط الخضراء الصديقة للبيئة بطرق أسهل.
وأشار النمر إلى أن بعض الشركات قد تواجه تحديات مختلفة في عملية التحوّل لتلك الأنظمة، من أبرزها الكلفة، والقدرة على مواكبة البرامج التقنية الجديدة، وتطبيقها في المرافق المختلفة.
تنافسية الشركات
من جهته، قال أخصائي المناقصات في «شركة سيرفيو لإدارة المنشآت»، أحمد عمورة، إن توجه بعض الشركات لتبني أنظمة «إنترنت الأشياء» في إدارة المرافق، زاد من تنافسية الشركات، بهدف كسب رضا المتعاملين، ورفع الحصص السوقية.
وتوقع أن يشهد القطاع المحلي توسعاً بنسب أكبر، خلال الفترة المقبلة، في التحول لتلك الأنماط التقنية، متفقاً مع النمر في أن كلفة التحول تعد أبرز التحديات التي تواجه شركات القطاع في هذا المجال.
دراسة «إمداد»
في السياق نفسه، اعتبر مدير إدارة المشتريات وتقنية المعلومات في «شركة إمداد لإدارة المرافق»، عارف اليديوي، أن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في قطاع إدارة المرافق، الذي يتوقع أن يكتسب مكانة بارزة في السنوات المقبلة.
وأضاف أنه وفقاً لدراسة حديثة لـ«إمداد» بالتعاون مع شركة أميركية متخصصة بتقديم استشارات الأعمال، فإن نمو هذا القطاع في المستقبل سيُحدّد من خلال «اعتماد التكنولوجيا»، وسيُقاس بـ«كفاءة الخدمة».
ولفت إلى أن نتائج الدراسة سلطت الضوء على الحاجة الملحة إلى شركات إدارة المرافق المحلية، لنشر الاستراتيجيات التي تدمج التكنولوجيا بالخدمات التقليدية، وجعل هذه الخدمات أكثر كفاءة، وذلك من أجل تحقيق وفورات أعلى على الأصعدة كافة، وتوسيع هوامش الربح لشركات إدارة المرافق وللمتعاملين على حد سواء.
تواصل آلي
وتابع اليديوي: «تشتمل الأنظمة التقنية الحديثة التي تبنتها الشركة، على عملية ربط المنشآت والمباني التي تديرها الشركة، والتي تشمل الإشراف على عمليات إدارة الطاقة، وتأمين المباني، وجمع النفايات، وغيرها من العمليات عن بُعد».
وأكد أنه مع زيادة انتشار المباني الذكية في الدولة والمنطقة، أطلقت الشركة نظام «إمداد» المتطور الذي يعتمد على مبدأ «إنترنت الأشياء» وتقنية التواصل الآلي الذكي «M2M»، أو التواصل المباشر بين الأجهزة، والرصد الفوري والمباشر لأصول إدارة الطاقة، مشيراً إلى أن هذا النظام يساعد على الترشيد في استهلاك الطاقة، إذ يقوم فريق متخصص بدراسة وتحليل البيانات الواردة تلقائياً من النظام، ومعالجة أعطال الأجهزة عن بُعد، ما يؤدي إلى خفض في تكاليف عمليات التشغيل، وتوفير مزيد من الوقت والجهد على أصحاب المباني وفي العمليات الإدارية على حد سواء.
فوائد للمتعاملين
في السياق نفسه، قال المدير المساعد للخدمات المتصلة في شركة «هارمان» المتخصصة في تزويد الشركات بالأنظمة الذكية وإنترنت الأشياء، مانيش باهسين، إن أنظمة «إنترنت الأشياء» تعد أحد التوجهات المستقبلية التي تتوسع شركات إدارة المرافق في اعتمادها، للمنافسة ورفع حصصها السوقية، بما يواكب المعايير الحديثة في الأسواق، خصوصاً مع توجهات الدولة للأنماط الذكية.
وأضاف باهسين أن أنظمة «إنترنت الأشياء» في إدارة المرافق، تتيح للمتعاملين الاستفادة من خدمات رقمية لمراقبة المرافق على مدار الساعة، وتخزين البيانات عنها عبر الحوسبة السحابية، إضافة إلى تحليل البيانات من خلال الأجهزة، ومعرفة أنماط الاستخدام بالمرافق والتوافق معها، والتحكم بدرجات الحرارة عن بعد وفقاً للحاجة وتغير المناخ، وتوفير آليات تسمح بترشيد استهلاك الطاقة عبر أنظمة الاستشعار الذكية للإضاءة أو لعمليات تبريد المرافق.